كشفت مصادر مقربة من النظام الجزائري، أن استقالة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، من مهمته في سوريا، ترتبط بالوضع الداخلي للبلاد، ولا تمتّ بصلة لفشله في الملف السوري.
وأضافت المصادر أن الاستقالة تتعلق بتسوية سياسية على مستوى هرم السلطة، للخروج من المأزق الذي دخلته البلاد في أعقاب الانتخابات الرئاسية التي اتسمت بمقاطعة كبيرة في الشارع بفضل الحراك الذي قادته المعارضة.
وقالت المصادر إن الابراهيمي استدعي لشغل منصب نائب رئيس في المرحلة القادمة، في خطوة لامتصاص غضب المعارضة، باعتبار الرجل، على تقدمه في السن (85 سنة)، يحظى بإجماع لدى الجبهة الداخلية، في ظل اطلاعه وتحكمه بملفات دبلوماسية إقليمية ودولية كبرى.
وكان الابراهيمي زار في مناسبات عديدة عبدالعزيز بوتفليقة، بقصر المرادية، آخرها تلك التي كانت عشية الانتخابات الرئاسية، وصرح خلالها “أدعو الجزائريين إلى الانتخاب في هدوء وطمأنينة والابتعاد عن أشكال التصعيد والفوضى”.
يذكر أن الابراهيمي، الذي انتقد بشكل ضمني المقاطعين للانتخابات الرئاسية، نفى في أكثر من تصريح، وجود أية نية لديه لدخول المعترك الرئاسي، أو ممارسة أية مهمة في بلاده.
وسبق له أن سارع إلى نفي الأخبار التي راجت في العام 2009 حول ترشحه للانتخابات الرئاسية آنذاك، لطمأنة بوتفليقة من أنه لا وجود لأي عائق لمروره إلى العهدة الثالثة وقتها.
وكان وزير الدولة والمستشار لدى رئاسة الجمهورية، عبدالعزيز بلخادم، المعيّن حديثا في المنصب، صرح أثناء الحملة الدعائية للرئيس بوتفليقة، أن “العهدة الرابعة ستكون عهدة انتقالية، قبل تسليم المشعل”.
هذه المرحلة الانتقالية التي تحدث عنها بلخادم تتطلب، وفق المتابعين، دبلوماسيا محنكا مثل الأخضر الإبراهيمي، الذي يحظى بشبكة علاقات دولية وإقليمية قوية ليصبح بذلك الأكثر ملاءمة للمرحلة المقبلة، في ظل العجز المزمن لبوتفليقة.
ومن المنتظر أن يلقي بوتفليقة اليمين الدستورية غدا رغم العوائق الصحية، الأمر الذي يدفع الرأي العام إلى التساؤل عن كيفية أداء الرجل لليمين، وهو في ذلك الوضع؟
ومنذ خطاب له في مايو 2012 ، اكتفى بوتفليقة بصور نادرة على التلفزيون الحكومي، ويتولى الوزراء أو وسائل الإعلام الموالية نقل ما تقول إنها تصريحات أو خطب له، ما زاد من حالة الغموض في الشارع الجزائري حول مستقبل البلاد في ظل حكمه.
العرب – صابر بليدي