عـُرفت الناشطة السعودية سمر بدوي بنشاطها الحقوقي في مجال حقوق المرأة، وظلت تطالب بإلغاء نظام وصاية الرجل على المرأة، وحقها في قيادة السيارة، والتصويت في الانتخابات في السعودية.
وتـُوجت جهود سمر في هذا المجال بحصولها على جائزة “أكثر نساء العالم شجاعة وجرأة” لعام 2012 ومنحتها إياها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون بحضور زوجة الرئيس الأمريكي مشيل أوباما.
ففي يوم الثلاثاء 15 أبريل/ نيسان اعتقلت السلطات السعودية زوجها، المحامي السعودي البارز وليد أبو الخير، ووجهت له محكمة في الرياض تهمة إثارة الفتنة وازدراء القضاء.
وكانت محكمة في مدينة جدة قد قضت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسَجن أبو الخير ثلاثة أشهر بسبب توقيعه عريضة في 2011 ضد سجن مجموعة من الناشطين المطالبين بإصلاحات سياسية.
وأيدت محكمة في مكة العقوبة في فبراير/شباط الماضي، لكن السلطات لم تنفذها.
وظل أبو الخير طليقا منذ ذلك الحين.
وقبيل اعتقاله كان أبو الخير يواجه تهما جديدة في محكمة الرياض، منها الخروج على ولي الأمر، والإساءة للسلطات، وإنشاء مرصد لحقوق الانسان في السعودية، والإسهام في إنشاء جمعية حقوقية من دون ترخيص، والتواصل مع منظمات أجنبية، وتأليب الرأي العام.
“زوجي يتعرض للتعذيب”
وقالت سمر في حديث لـ بي بي سي: “تم ايقافه بناءً على أمر القاضي الناظر لقضيته في المحكمة الأمنية المتخصصة في الرياض. ولم يتم بعدُ الانتهاء من تلك القضية ولا النطق فيها علما بأنه لا يعترف أصلا بشرعية هذه المحكمة الأمنية وهو حاليا في سجن “الحائر” السياسي ولم أستطع زيارته حتى اليوم”.
وتصف سمر ظروف سَجنه بـ “التعذيب السياسي” قائلة: “علم محامي زوجي أن وليد يقبع في زنزانة انفرادية لا تتعدى مساحتها مترا ونصف على مترين بكشاف مضاء ومسلط عليه طوال اليوم ولا يستطيع النوم.”
وقد سارع أنصار أبو الخير في السعودية في التعريف بقضيته على توتير عبر عبارات (هاشتاغ) شملت: “اضغط هنا #اعتقال_وليد_أبو الخير”.
وناشدت منظمات دولية للدفاع عن حقوق الانسان، مثل “هيومن رايتس ووتش”، السلطات السعودية الإفراج عن أبو الخير على الفور وإسقاط التهم الموجهة اليه.
وتضيف المنظمة في اضغط هنا بيان لها أن احتجاز أبو الخير يأتي “وسط حملة مستمرة لإسكات المدافعين عن حقوق الإنسان وناشطي المجتمع المدني في أنحاء المملكة”.
المرأة السعودية “سجينة” أيضا
وليس أبو الخير أول فرد من عائلة الناشطة السعودية يتم اعتقاله.
ففي يوليو/تموز من عام 2013 أصدرت محكمة سعودية حكما بالسجن سبعة أعوام والجلد 600 جلدة بحق أخيها الناشط الليبرالي اضغط هنا رائف بدوي، بعد إدانته “بتأسيس موقع إلكتروني يقوّض الأمن العام والسخرية من رموز دينية”.
وتقول سمر بهذا الصدد: “إن لاعتقال أي فرد من الاسرة تأثير واضح في حياة الانسان. لكن ما يخفف عني الألم هو أنهما لم يسجنا بتهم إرهابية أو جنائية أو بتهم مخلة بالشرف والأمانة. فزوجي معتقل لنشاطه في مجال حقوق الإنسان ومطالبته بالإصلاح السياسي.”
وتضيف قائلة “أما أخي فقد سُجن بتهم تتعلق بحرية الرأي والتعبير، كما أني واحدة من آلاف العائلات التي تعاني اعتقال أفرادها بتهم مشابهة مما يزيد من إصرارنا على الاستمرار من أجلهم ومن أجل الوطن”.
وتستطرد سمر في حديثها لـ بي بي سي: “المرأة سجينة حتى وهي غير معتقلة، تحركها صعب ومواصلاتها صعبة حتى أنها لا تستطيع الإنابة عن زوجها في غيابه لأنها تعامل مثل القاصرين من النظام والدولة”.
وهذا يلخص الازمتين اللتين تواجهما سمر، ازمة اعتقال زوجها، وازمة المرأة السعودية التي تعاني، بحسب وصفها، السجن حتى وهي خارج المعتقلات. لكنها تأمل ان تتغير هذه الاوضاع في يوم ما.
عبد الرحيم سعيد
بي بي سي لندن