هربت رغدة، وهي لاجئة سورية، من الموت في سوريا لتجده متربصاً لها في لبنان. وفي التفاصيل أن ابنة الـ15 سنة اتجهت في صبيحة أحد الأيام مع صديقات لها للعمل في إحدى الأراضي الزراعية التي تقع بالقرب من مخيم احتمت فيه من النار السورية، فعادت جثة هامدة بعد أن قاومت محاولة تحرش من قبل صاحب الأرض، وهو لبناني الجنسية.
عن تلك الحادثة المروعة، روت إحدى صديقات رغدة لـ”العربية.نت” ما حصل في ذلك اليوم المشؤوم، كاشفة أن رغدة كانت تعيش برفقة أخيها في مخيم في المنية شمال لبنان، وقالت ذهبنا إلى المشروع للعمل، وبدأ الرجل بالتحدث مع رغدة، وقال لها “بدي أخدك”، فأجبته أنا بأنها مخطوبة لأخي.
أما رغدة فقالت له إنها مخطوبة لابن عمها، فأجابها “بالحلال بالحرام بدي أخدك”، فردت عليه بأنها لا تبيع شرفها من أجل المال، وهددته بإخبار إخوتها وأعمامها.
وأضافت صديقة رغدة “عندما حاولنا الهروب أطلق النار على ظهرها، وبدأنا بالصراخ طالبين النجدة، فرمى مسدسه على الأرض”.
أما خالد بخاص، شقيق الفتاة، فيصر على أن تأخذ العدالة مجراها، خاصة أن القاتل معروف، وتقرير الطبيب الشرعي يؤكد مقتل رغدة رمياً بالرصاص من مسافة قريبة، إلا أن خالد يشارك أهل المخيم الخوف من رد فعل القاتل الذي لايزال حراً طليقاً.
في حين يتحدث أحد سكان المخيم عن تشكيل مجموعة أسست خصيصاً لحماية المخيم ليلاً.
الموقف الرسمي
أما الموقف الرسمي أو الأمني، فيلخص على لسان رئيس شعبة التحقيق والتفتيش في قوى الأمن الداخلي، العميد عادل مشموشي، الذي يؤكد أنه رغم المهام الكبيرة الملقاة على القوى الأمنية، تبذل العناصر أقصى الجهود لتحقيق أكبر قدر ممكن من الأمن في ظل الأوضاع التي نعاني منها.
وأشار إلى أنه من الطبيعي في هذه الأوضاع أن تكون الأماكن التي تؤوي نازحين محط أنظارنا، إضافة إلى الأماكن التي تحتوي على كثافة سكانية.
ولفت إلى أن القوى الأمنية تسير دوريات، وترسل أشخاصاً أحياناً بزي عسكري، وأحياناً بزي مدني كمخبرين لتدارك وقوع مثل تلك الجرائم.
كما لفت إلى أن القوى الأمنية تلاحق الجناة بغض النظر عن جنسيتهم.
وتعتبر حادثة رغدة ليست الأولى، فبحسب العديد من التقارير الأمنية، ارتفعت نسبة الجرائم في لبنان بعد موجة النزوح السوري، وأحياناً يكون النازحون هم الضحايا، ولكن في أحيان أخرى يشارك بعض السوريين في ارتكاب جنح، كالسرقة والنشل والقتل والانتحار.
وفي هذا السياق، أكد العميد مشموشي، أنه بازدياد حركة النزوح السوري تزداد المشاكل الاجتماعية، وبالتالي تزداد موجات الانحراف وارتكاب الجرائم في ظل غياب رقابة الأهل وصعوبة الأوضاع الاجتماعية.
وأضاف “جرائم القتل تكون أحياناً بين النازحين أنفسهم، ومن هنا ازداد معدل الجريمة، بما فيها جرائم العنف والإيذاء، وصولاً إلى القتل والاغتصاب”.
هذا وعملت القوى الأمنية على إيقاف عصابات متخصصة في رصد وسرقة العمال السوريين داخل ورش البناء.