أحد التهديدات الأكثر إثارة للقلق إزاء قصة فيروس “كورونا” الذي اكتُشف لأول مرة في المملكة العربية السعودية في عام 2012، إمكانية انتقاله سريعا وبشكل فعال من الإنسان إلى الإنسان.
فيروس “كورونا”، المسبب لمتلازمة الجهاز التنفسي الشرق أوسطي ويرمز له اختصارا MERS-CoV، لا يزال غامضا إلى حد ما، ولا يُعرف إلى الآن الكثير عن كيفية انتشاره، إذ لا يوجد لقاح فعال أو علاج مضاد للفيروسات. وتشير الأبحاث الأخيرة إلى أن الإبل كانت مستودعا للفيروس، ولكن هناك العديد من الأشخاص أُصيبوا ولا يوجد لهم اتصال مع الجمال.
حتى الآن، هناك أمثلة محدودة عن انتقال العدوى من شخص إلى آخر في اتصال وثيق، ولكن في البداية، لم يظهر الفيروس أنه ينتشر بطريقة تهدد بالتحول إلى وباء، كما كان الحال مع فيروس كورونا آخر قبل عقد من الزمن. ومع ذلك، فإن ما تم الكشف عنه مؤخرا يثير القلق.
في الأسبوع الماضي أو نحو ذلك، كشفت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عن مجموعات من الحالات في المستشفيات وين العاملين في مجال الرعاية الصحية، مما قد قد يكون مؤشرا على تحول في الطريقة التي ينتشر بها الفيروس. في 13 و14 أبريل، كشفت الإمارات العربية المتحدة عن مجموعة من 10 حالات مؤكدة مختبريا بين العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين تم فرزهم بعد وفاة عامل واحد.
تكافح السعودية ضد تفشي هذا المرض في مستشفى بجدة، حيث تم الكشف عن العديد من المجموعات، ومنهم بعض العاملين في مجال الرعاية الصحية، خلال الأسابيع الأخيرة.
وبلغ مجموعهم حتى الآن في جدة أكثر من 40 حالة. كما أُبلغ أيضا عن حالات جديدة في الأيام الأخيرة في ماليزيا، حيث توفي رجل بعد عودته من المناسك في المملكة العربية السعودية، وفي الفلبين، أُصيب مسعف في دولة الإمارات العربية المتحدة، واكتشف الفيروس بعد عودته إلى بلاده.
يبدو من المنطقي أن نستنتج أنه عند إصابة العاملين في مجال الرعاية الصحية، فيعني هذا أنه
إما لأنها لا تتبع إجراءات مكافحة العدوى أو أن الفيروس ينتشر بين الناس. ذلك أن الجمال لا تجلس في قاعة الانتظار بالمستشفى.
وتقول منظمة الصحة العالمية أن هناك 243 إصابة مؤكدة مختبريا من الحالة الأولى في سبتمبر 2012 وحتى الآن، بما في ذلك 93 حالة وفاة. بينما تشير تقارير وزارة الصحة في السعودية إلى 224 حالة، و74 حالة وفاة في المملكة.
للأسف، هناك معلومات قليلة جدا حتى الآن عن الفيروسات القادمة من المملكة العربية السعودية. وقد أغلق مستشفى جده غرفة طوارئه بشكل مؤقت، ولكن نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن طبيبة هناك قولها إنها تود أن يُغلق كل المستشفى حتى يتم التعامل مع الفيروس.
ماذا يحدث؟ نحن لا نعرف. كانت هناك تقارير عن أطباء سعوديين في جدة استقالوا بعد أن رفضوا علاج المرضى المصابين.
فبعد أكثر من عام ونصف من التعرف على الفيروس، هناك ندرة في المعلومات حول تركيبته الوراثية وعدم وجود دراسات عن حالات الشواهد التي يمكن أن تقدم أدلة حول كيفية انتشاره.
وليس مطمئنا أن المسؤولين السعوديين يحثون الناس على عدم الذعر، الأمر الأكثر اطمئنانا الذي يمكنهم القيام به هو تقديم تقرير بصراحة وصدق عما يجري..