خطوات جديدة بدأ يتخذها موقع التواصل الاجتماعى الأشهر فى العالم “فيس بوك” أحدثت ضجة فى أوساط المهتمين بوسائل الإعلام الاجتماعى الجديد، بعد أن قرر الموقع الاجتماعى فيس بوك إجبار مستخدميه على دفع أموال مقابل ضمان وصول كل منشوراتهم إلى أكبر عدد ممكن من المستخدمين، الأمر الذى يعنى أن المستخدم العادى لن تصله كافة منشورات الصفحات المعجب بها إلا لو كانت مدفوعة عبر إعلانات الفيس بوك.
وبدأ الفيس بوك فى التفكير فى هذه الخطوات بعد ضعف المردود المادى والتفاعلى على المساحات الإعلانية على جانبى الصفحة الرئيسية للموقع، وذلك حسبما أوضح خبراء بأن نسبة التفاعل مع إعلانات الفيس بوك على جابنى الموقع لا تزيد عن 5,0% من إجمالى التفاعل على الموقع، تلك الخطوات من شأنها أن ترسم نهاية الموقع الشهير.
كما توقعت دراسة نشرتها جامعة برينستون هذا العام، أكدت فيه أن فيس بوك سيخسر ٨٠٪ من مستخدميه خلال ٣ أعوام بين عامى 2015 و2017 بعد أن وصل الموقع لذروة مستخدميه تجاوزوا 1,2 مليار مستخدم.
ورصدت الدراسة تراجعا ملحوظا فى فئة الشباب والمراهقين المستخدمين للموقع، حيث تقلص عدد المستخدمين فى الفئة العمرية بين ١٨- ٢٥ سنة إلى ٢٥٪ خلال عامى ٢٠١٢- ٢٠١٣، فى مقابل زاد عدد المستخدمين فوق ٥٥ سنة بنسبة ٨٨٪.
الفيس بوك بالفعل بدأ فى خسارة عدد كبير من مستخدميه بسبب سياساته المادية، حيث ينظر لمستخدميه باعتبارهم معلنين وليسوا شركاء معه فى إنتاج المحتوى، وأصبح كل هدفه الآن أن يقتنص أكبر قدر من الأموال من مستخدميه وإجبارهم على ذلك بعد التحديثات الجديدة، وهناك فارق كبير بين سياسة شركة جوجل صاحبة موقع الفيديوهات الأشهر بالعالم “يوتيوب” والذى يقتسم مع مستخدميه الأرباح لضمان تفاعلهم واهتمامهم بالموقع، حيث بلغت أرباح اليوتيوب فى عام ٢٠١٣، ٥ مليارات دولار اقتسم الموقع أرباحه مع مستخدميه، فى حين بلغت أرباح الفيس بوك 5.7 مليار دولار انفردت بهم الشركة وحدها دون أن تعطى أى مقابل مادى لملايين الصفحات التى كانت محتواها أهم أسباب نجاح الموقع.
صغار السن من الشباب والمراهقين بدأوا فى ترك الفيسبوك والبحث عن بدائل مثل إينستجرام وترمبل و”واتس اب”، وذلك كان أحد أسباب شراء مارك زوكمبرج صاحب موقع الفيس بوك لموقع الرسائل الشهير واتس أب والذى فكر أيضا بتحويل خدماته إلى خدمات مدفوع من قبل مستخدميه.
ونظر الباحثون فى عدد عمليات البحث فى Google عن فيس بوك، وجدوا أنها بلغت ذروتها فى ديسمبر عام 2012. ولوحظ وجود ارتفاع مماثل فى عمليات البحث لعدة أشهر على ماى سبيس قبل أن يصل ذروته فى عام 2008، وذلك قبل أن يتوجه إلى انخفاضه إلى أدنى مستوياته.
وقال البحث، إن كل مستخدم ينضم إلى شبكة اجتماعية يتوقع منه البقاء إلى أجل غير مسمى، ولكن فى نهاية المطاف يفقد اهتمامه كما يفقد أقرانه الاهتمام أيضا”.
وتوقع البروفيسور دانيال ميلر، من كلية لندن الجامعية، أن موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” سيحتل ويستبدل موقع الفيس بوك نظرا لبساطته واختلاف سياسته المادية وذلك خلال العاميين المقبليين.
من جانبه أوضح المدرب محمد الشريف خبير الإعلام الاجتماعى، أن زيادة مستخدمى الفيس بوك فى منطقة الشرق الأوسط خلال السنتين الماضيتين، كانت بسبب أحداث الربيع العربى، وفى المقابل انخفضت أعداد مستخدميه فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى حد كبير.
وأوضح أنه مع الوقت وخلال الأعوام المقبلة سيطبق فيس بوك طرق جديدة ليخرج عن سياق شبكات التواصل الاجتماعى وسيقدم خدمات إلى جانب موقع الفيس بوك.
وأشار الشريف، إلى أن تطبيق الفيس بوك للإعلانات على ظهور المنشورات للصفحات سيدفع المستخدمين إلى تغيير طرق التسويق الإلكترونى واختيار وسائل أكثر ابتكارا وتجديدا بعيدا عن طرق الفيس بوك التقليدية، معتبرا أن سياسة جووجل تجعل لكل مستخدم إيميل وحساب فى موقعها بصورة مباشرة وكذلك على اليوتيوب.