تتوالى المعلومات واحدة تلو الأخرى لتؤكد حجم الغضب الذي تعيشه إمارة دبي تجاه الشقيقة أبوظبي، وحجم الرفض لسياسات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يمسك بمنصب ولي عهد إمارة أبوظبي رسمياً، لكنه الحاكم الفعلي للبلاد بالكامل، والآمر الناهي فيها.
آخر الاشارات التي وردت من إمارة دبي، ومن حاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شخصياً، كانت تجاه دولة قطر التي قامت أبوظبي بسحب سفيرها منها، بينما فاجأ الشيخ محمد متابعيه على “تويتر” قبل يومين بالاعلان دون مواربة أن علاقاته مع دولة قطر الشقيقة لم تنقطع ولو ليوم واحد، وان سحب السفير الاماراتي من الدوحة لا تعني له شيئاً، ولم تؤثر على علاقاته مع الأشقاء الذين يحبهم ويحبونه في الدوحة.
والجدير بالاشارة أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يشغل منصب نائب رئيس دولة الامارات، ورئيس مجلس الوزراء فيها، أي أنه يشغل منصباً أعلى من منصب محمد بن زايد الذي يمثل ولي عهد إمارة أبوظبي. فيما يشار الى أن دولة الامارات عبارة عن دولة اتحادية، ولكل إمارة من إماراتها السبعة حاكم، وقوانين محلية، ويوجد مجلس لهؤلاء الحكام، ما يعني أن منصب محمد بن راشد يُفترض أنه أرفع وأعلى من محمد بن زايد.
وفي الوقت الذي كانت فيه أبوظبي تحاول إقناع السعودية “فركشة” المصالحة مع قطر التي ستتم في اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين بالرياض، كان حاكم إمارة دبي ورئيس مجلس الوزراء في الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يتناول طعام الغداء تلبية لدعوة مواطن قطري في دبي، أما المفاجأة الأكبر والأوضح فكانت في اليوم التالي، أي الخميس 17-04-2014، عندما نشرت جريدة “الراية” القطرية قصيدة للشيخ آل مكتوم تحت عنوان (العهود)، وهي القصيدة التي خص بها قطر ومنحها حصراً للجريدة القطرية، قبل أن يتم نشرها في أي من صحف دبي (يوجد في دبي صحيفتي البيان والامارات اليوم).
وأكدت قصيدة (العهود) العديد من المعاني التي يعبر فيها عن رفضه القطيعة مع دولة قطر، وحرصه على علاقات الأخوة معها.
كما تحدثت عن أهمية “وحدة أهل الخليج مهما اختلفت رؤاهم وتباينت أفكارهم”، فهم “دار المجد والحب والفخر والوحدة على طول التاريخ”.
وبينت القصيدة ان “تقدم الأمة لا يتم إلا في السمو على صغائر الأمور، لإنجاز ما هو أعظم”.
وجاء فيها إن “الوشاة وناقلي الكلام يعكّرون الأجواء الصافية، فيما شق الصف لا يفيد سوى الأعداء”.
وأكد مصدر إماراتي تحدث سابقاً لموقع “أسرار عربية” أن حاكم إمارة دبي غاضب من السياسات التي تنتهجها أبوظبي، وخاصة سياسات الشيخ محمد بن زايد التي تسببت باساءات بالغة لدولة الامارات، مشيراً الى أن “إقالة القائد العام لشرطة دبي ضاحي خلفان من منصبه جاءت على خلفية انسياقه الأعمى الى الشيخ محمد بن زايد وتجاهله رغبات إمارة دبي بالسكوت في الملفات السياسية التي تشغل المنطقة وتشعل الخلافات فيها”.