واصل موقع “أسرار عربية” النبش في الوثائق الأمريكية المسربة عبر “ويكيليكس” والتي تتعلق بدولة الامارات، ليتبين أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان قد حرض الأمريكيين على قناة الجزيرة في العام 2006، وزعم ان القناة يديرها متطرفون وتروج لــ”أشخاص سيئين”، طالباً من الأمريكيين التصرف تجاه ذلك، فيما كال في الوقت آخر المدائح لقناة فوكس نيوز اليمينية الأمريكية التي تعتبر معادية للعرب والمسلمين.
وبحسب وثيقة تعود الى العام 2004، وخلال لقاء في أبوظبي مع قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال أبا زيد خلال شهر حزيران/ يونيو 2004، أي بعد عام واحد على احتلال العراق، امتدح بن زايد أداء قناة “فوكس نيوز” وتغطيتها للحرب على العراق، كما قدم الكثير من النصائح للجنرال الأمريكي والتي تتعلق بتحسين صورة الاحتلال أمام الرأي العام العربي والعالمي.
وقال لأبي زيد إن على “القوات الأمريكية أن تركز على نشر الصور والفيديوهات التي تظهر عمليات بناء مستشفيات ومدارس جديدة” بما يخدم العراقيين، كما طالب أبا زيد بعدكم السماح بظهور المعتقلين العراقيين على شاشات التلفزة وهم مقيدي الأيدي، أو خلال عمليات ضربهم وايذائهم.
وبدا بن زايد حريصاً على تحسين صورة الاحتلال الأمريكي القبيح في العراق، ويوجه الكثير من النصائح من أجل ذلك، وفي هذا الاتجاه.
وبعد أقل من عامين على هذا اللقاء، أي في العام 2006، بدأ محمد بن زايد تحريض الأمريكيين ضد قناة الجزيرة، وذلك على الرغم من أن العلاقات كانت حينها بين الامارات وقطر جيدة، ولا يوجد ما يشوبها، ومع ذلك فقد كان سراً يقوم بعمليات التحريض.
وبحسب الوثيقة السرية التي يعود تاريخها الى 31 تموز/ يوليو 2006 فقد التقى محمد بن زايد ىل نهيان بالمسؤول في وزارة الخزانة الأمريكية روبرت كيميت، وخلال اللقاء في أبوظبي تقول الوثيقة إن الشيخ محمد “انتقد بشكل حاد قناة الجزيرة، وقال إن 95% من عملها يروج لأشخاص سيئين”، وقال للأمريكيين إن “قناة الجزيرة يديرها فريق من العاملين يرتبطون بحركة حماس وبجماعة الاخوان المسلمين وكذلك بالجهاديين”.
وكلمة (الجهاديين) التي استخدمها بن زايد عادة ما يستخدمها الأمريكيون والأوروبيون للاشارة الى تنظيم القاعدة، وعناصر التنظيمات المتطرفة التي تستخدم العنف كوسيلة في عملها من أجل التغيير السياسي.
يشار الى أن التواريخ المكتوبة على الوثائق، هي عشرة سنوات بعد تاريخها، وهو التاريخ الذي يسمح فيه القانون الأمريكي بالافراج عن الوثائق السرية، أي أن الوثيقة أو البرقية السرية التي تصدر في 31 تموز/يوليو 2006 يُكتب عليها 31 تموز/ يوليو 2016، وهو التاريخ الذي يجيز فيه قانون الولايات المتحدة الافراج عنها، وليس تاريخ صدورها بطبيعة الحال.