في الكويت «مثليون» يتزوجون من بعضهم البعض، من دون أوراق ثبوتية كما يجري في دول أجنبية، ولهم حياتهم «الخاصة»، منهم «المحترم» ومنهم «الصايع»، بعضهم يرى أنه «مقبول» من محيطه، وآخرون يرون أن معاملة رجال الشرطة لهم «غير» أو انها تتصف بالقسوة أحيانا.
هذه شهادة «شوق» بعد التحول «المثلي» أو «المتحول» أو «الشيميل» الذي كشف لـ«الراي» مكنونات صدره، موغلا في هذا العالم الذي يراه عالمه، ساردا التجربة منذ الطفولة وحتى بلوغه سن السادسة والعشرين.
قال شوق (أو ربما قالت): «منذ كنت في المرحلة الابتدائية شعرت في داخلي أنني أنثى ولست ذكراً، وعلى هذا الأساس بدأت أتصرف وأتعامل مع الآخرين، ولم أخبر عائلتي بالأمر. وبعد ذلك عرفت الطريق الصحيح بالنسبة لي وقمت بتغيير شكلي من دون جراحة وتحولت إلى فتاة من الداخل والخارج. وطبعاً ما قمت به هو أمر خارج عن إرادتي ولا سلطة لي فيه، وأعتبره مثل الشخص الذي يولد معاقاً».
لكن كيف كانت طفولتك؟ يجيب: «كنت ألعب بـ(الباربي) مع شقيقاتي، وأبتعد عن ألعاب الأولاد الذكور، كما أن جميع أقاربي كانوا يعبّرون عن مدى النعومة في صوتي بقولهم (صوتك مثل صوت أختك دلّوع)، وعندما كبرت كبر ذلك الأمر معي».
وهل أجريت عملية تجميل أو جراحة لتغيير الجنس؟ ينفي «شوق»: «كلا بقيت كما أنا على حالي، إلى عام 2010، حيث أجريت عملية ليزر بالإضافة إلى حقن نفسي بإبر النضارة وشفايف ووجنات، كما قمت بعملية تجميل لأنفي وغيرها من الامور الجانبية، لكنني لم أقم بعملية كاملة لتغيير جنسي».
وعن ردة فعل الأهل عندما صارحهم بحقيقة تحوّله؟ يقول «شوق»: «لم أصارحهم بالأمر، لكنهم لاحظوا امتلاكي لمكياج أو كريم أساس لإبعاد السواد تحت العين، ومنها عرفوا الحقيقة وحصلت بيننا نقاشات، ومع مرور الأيام نسوا وأصبح وضعي بالنسبة إليهم عادياً».
وأضاف «أنا على تواصل دائم معهم وأزورهم. لكن علاقتي بهم ليست وطيدة بما فيه الكفاية، خصوصا مع والدي وعلى عكس الأمر من والدتي».
ويتابع: «المضايقات تكون من قبل بعض رجال الشرطة عندما أكون (متبرّجة) أو حتى عندما أكون (عادية) بدون ماكياج، إذ انّ الشرطي يأخذ المسألة بحسب مزاجه بقوله دوماً» (أبي أقزر الزام عليك)».
وبسؤاله ما إذا كان تمّ تحويله إلى المباحث الجنائية من قبل؟ أقر «شوق» بأنه تمت إحالته مرتين «بسبب تبرّجي، والاجراء الذي اتبعوه فقط (قرعوني) مع سجن Aلمدّة يومين، ثم وقّعت على تعهد وخرجت».
وعن العلاقة مع زملائه في العمل؟ يقول «شوق»: «أحظى منهم بمعاملة طيبة من دون أي مضايقة من أحد، ولا ينظرون الي (نظرة خايسة) لكنّهم ينادونني هناك باسمي الذكوري المدوّن في البطاقة المدنية».
وبخصوص نظرة المجتمع اليه؟ يؤكد «شوق»: «هي نظرة عادية، ويروننا (حالي حال أي بنت). وللعلم فإن كثيراً من الشباب يحاول التعرف علينا لأننا في نظره (أحلى من البنات)، وهي جملة سمعتها كثيراً منهم».
لكن لماذا يكون ذلك؟ يقول «شوق»: «الهدف ليس لمصلحة غريزية كما يعتقد الغالبية، فكثير من الشباب عندما يرغب بالتعرف إلى (مثليّ) يكون هدفه فقط تكوين الصداقة لا أكثر».
وهل يوجد مكان محدد يتجمّع فيه «المثليون» في الكويت؟
يقول «شوق»: «لا يوجد مكان محدد، فالبعض يعيش في كنف والديه، وآخرون في شقق خاصة بهم، وأماكن التجمّعات تكون مختلفة في كلّ مرّة. وهنا أودّ توضيح نقطة مهمة جداً وهي أنّ بعض (الشيميلات) محترمون وفيهم «صايعين» من دون وظيفة».
وبسؤاله عما إذا كان يوجد رئيس للمثليين في الكويت؟ يقول «شوق»: «لا أحتك كثيرا بهم، ولكنني أعرف أمورهم مضبوط، لأن شخصيتي من الداخل (شيميلة غير متصنّعة) ومختلفة عنهم، لذلك انتقيت لي بعض الصديقات (المحترمات) وأفضل الجلوس معهن في بيتي أو أي مكان آخر».
وما رأي الشرع في ما قمت به، هل سألت؟
يقول «شوق»: «كلا لم أسأل أحداً، خصوصاً انني لا أقترف الحرام مثل شرب الخمر أو أقترب من الممنوعات والمحظورات مثل (البارتي)، فأنا حالي حال أي فتاة (بنت بيوت)».
تقول إنك «بنت بيوت»، وكل فتاة في النهاية ستتزوج… فما مصيرك؟
عادي فمن يرد التقرب منّي فعليه القيام بذلك من اجل احساسي وقلبي، وليس من أجل أمور غريزية، فالارتباط قد يكون بالروح وليس الجسد.
حسب علمك، هل هناك زواج بين المثليين في الكويت؟
يؤكد «شوق»: «هناك زواج من خلال اتفاق خاص بينهم وبين أنفسهم، لكن من دون وجود أوراق ثبوتية كما هو الحال في الدول الغربية».
(الراي) الكويتية