تبين من إحدى الوثائق المسربة عبر “ويكيليكس” بأن وفوداً اسرائيلية وأمريكية يهودية تتدفق على دولة الامارات سراً، وأن أبوظبي غضبت عندما أعلنت أكبر جمعية يهودية أمريكية داعمة لاسرائيل أنها ستزور الامارات، حيث كان السفير الاماراتي في واشنطن قد طلب منهم إبقاء الزيارة سرية.
وبحسب وثيقة أمريكية يعود تاريخها الى 24 كانون ثاني/ يناير 2007، وحصل موقع “أسرار عربية” على نسخة منها، فان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قال لمساعد وزير الخارجية الأمريكية نيكولاس بيرنز بالحرف الواحد “إن الامارات لا تعتبر اسرائيل عدواً”، مضيفاً: “اليهود مرحب بهم في دولة الامارات”.
وأشار الشيخ محمد بن زايد في حديثه الى المبعوث الأمريكي الى أن الامارات تتبنى “التسامح الديني بدليل أنها تسمح لبعثات مسيحية طبية بالعمل في مدينة العين بامارة أبوظبي”، في اشارة الى بعثات تبشيرية مسيحية يُكشف عنها هي الأخرى لأول مرة ويبدو أنها تعمل بدعم من الحكومة في أبوظبي وبعلمها ومباركتها.
وكان بيرنز ناقش مع محمد بن زايد زيارة لقادة المنظمات الأمريكية اليهودية الكبرى، وقال بيرنز لبن زايد انه التقاهم في اسرائيل وأبلغوه بأنهم مسرورون لأنهم سيزورون الامارات ويلتقون المسؤولين الحكوميين فيها.
وبحسب المعلومات الواردة في الوثيقة فان الزيارة تأجلت بطلب من سفير الامارات في واشنطن يوسف العتيبة، والذي أبلغ اليهود الأمريكيين الداعمين لاسرائيل بضرورة التأجيل لأسباب أمنية بعد أن ورد ذكر هذه الزيارة في مقالة بمجلة أمريكية. وأكد العتيبة للاسرائيليين أن “تأجيل الزيارة لا يعني إلغاءها”.
واضاف محمد بن زايد متحدثاً لبيرنز: “عائلة آل نهيان تدعم الجمعيات المسيحية وبعثاتها الطبية منذ الخمسينيات في القرن الماضي”، في اشارة الى “التسامح الديني” في الامارات.
وتابع: “الامارات لا تنظر الى اسرائيل على أنها عدو”.
الجدير بالذكر أن محمد بن زايد ذاته وفي موضع آخر من التسريبات على “ويكيليكس” حاول تحريض الأمريكيين ضد حركة حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، وأبدى غضبه من فوز حماس في الانتخابات، وذلك قبل شهور من الوثيقة التي يعود تاريخها الى بداية عام 2007.