أثارت قضية انفصال شبه جزيرة القرم عن أوكرانيا وانضمامها إلى جمهورية روسيا الاتحادية رغبة لدى بعض سكان ولاية آلاسكا الأميركية في أقصى الشمال الغربي في الانفصال عن الولايات المتحدة لتصبح الولاية النائية إقليما روسيا.
فقد تقدمت مجموعة من الأميركيين من أصول روسية بعريضة الجمعة الماضية بعنوان “آلاسكا تعود إلى روسيا” للحصول على تواقيع تؤيد الانفصال عن الولايات المتحدة، حصلت حتى لحظة كتابة هذا المقال على 28 ألف توقيع من أصل 100 ألف مطلوبة لتستدعي ردا من البيت الأبيض على طلب الانفصال.
لكن الحصول على أكثر من ربع التواقيع المطلوبة في غضون خمسة أيام لا يعني بالضرورة أن 28 ألفا من سكان الولاية قد وقعوا بالفعل العريضة، فهناك شكوك حول مصداقية هذه التواقيع نظرا للعلاقة المتوترة بين واشنطن وموسكو بسبب الوضع في أوكرانيا.
عريضة الانفصال عن الولايات المتحدةعريضة الانفصال عن الولايات المتحدة
وحتى في حال الحصول على جميع الأصوات المطلوبة، فإنه لا شك بأن البيت الأبيض سيرفض الطلب كما كان الحال في عرائض سابقة تقدمت بها ولايات لويزيانا وتكساس ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا وتينيسي وفلوريدا وألاباما.
حقيقة تاريخية.. آلاسكا كانت روسية
ويقول القائمون على عريضة انفصال آلاسكا عن الولايات المتحدة، إن سكان الولاية التي لا تربطها حدود مباشرة مع بقية الولايات الأميركية، الأوائل كانوا من سايبيريا الروسية، عبروا مضيق البيرنغ واستقروا في آلاسكا قبل أكثر من 15 ألف سنة.
ولا تفصل بين سواحل آلاسكا الغربية والأراضي الروسية سوى عشرات الأمتار من مياه مضيق البيرنغ. وقد تعود إلى الذاكرة مقولة سارة بيلن، المرشحة الجمهورية السابقة خلال حملتها الانتخابية في 2008 ، إنها ترى روسيا من باحة منزلها في عاصمة الولاية أنكوراج.
حدود آلاسكا (يمين) والأراضي الروسيةحدود آلاسكا (يمين) والأراضي الروسية
قضية أن سكان آلاسكا الأوائل كانوا من روسيا، حقيقة تاريخية لا خلاف عليها، حتى أن الولاية كانت خاضعة لحكم الروس لنحو 200 عام قبل أن تنتقل للسيادة الأميركية بعد أن اشترتها الولايات المتحدة من الإمبراطور الكسندر الثاني عام 1867 بسبعة ملايين و200 ألف دولار من روسيا، لتصبح الولاية الأميركية الـ49.
ومع أن احتمالات الانفصال عن الولايات المتحدة والانضمام إلى روسيا معدومة تماما، يأخذ بعض الأميركيين من أصول روسية الأمر على محمل الجد. وهذه بعض تغريداتهم حول عريضة الانفصال.
فيقول المغرد الأول دعما للعريضة “انقر لتغير خريطة العالم”:
ورغم هذه المعطيات التاريخية، فإن آلاسكا اليوم ليست موالية بأي شكل من الأشكال لروسيا. فنسبة السكان من أصول سايبيرية أو روسية لا تتعدى واحدا في المئة، مقارنة مع السكان من أصول ألمانية (15 في المئة) ومن أصول آيرلندية (11.2 في المئة)