(رويترز) – لم تبد القمة العربية التي شابتها خلافات حول الموقف من سوريا والوضع في مصر أي علامة تذكر على تحقيق تقدم عند اختتامها في الكويت اليوم الأربعاء.
وكانت المعارضة للدعم المالي الذي تقدمه قطر لجماعة الإخوان المسلمين في مصر ولجماعات إسلامية متشددة تقاتل في سوريا خرجت إلى حيز العلن الشهر الماضي حينما استدعت السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين سفراءها من الدوحة.
واكتفى بيان تلاه وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله في ختام القمة التي استمرت يومين بالقول إن الدول العربية تتعهد “بالعمل بعزم لوضع حد نهائي للانقسام”.
ولم يكن واضحا على الفور ما إذا كان هذا البيان له وضع البيانات الختامية التي تصدرها عادة اجتماعات القمة العربية.
وأبلغ دبلوماسي غربي رويترز بأن “القمة لم تكن متوافقة برغم محاولات الكويت الصادقة.”
وقال الدبلوماسي “السعوديون لم يريدوا التوافق بل أرادوا اعتماد الحزم الشديد مع قطر. وكان هناك مشاكل بخصوص الإخوان المسلمين ومستقبل مصر وسوريا. وقد فعلت الكويت كل ما بوسعها لتحقيق توافق لكن السعوديين كانوا حازمين للغاية.”
واتهمت السعودية والإمارات والبحرين قطر عند سحب سفرائها قبل ثلاثة أسابيع بعدم الالتزام باتفاق يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الأخرى.
وقال مسؤولون إن الخلاف تركز على دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة الآن في مصر.
كما تختلف السعودية وقطر حول سوريا حيث تدعم كل منهما جماعات مختلفة من مقاتلي المعارضة تقاتلت أيضا فيما بينها.
وأدان البيان الختامي “المجازر والقتل الجماعي الذي ترتكبه قوات النظام السوري ضد الشعب الأعزل” وكرر دعوة الدول العربية إلى “حل سياسي للأزمة السورية بما يتفق مع إعلان جنيف 1”.
ودعا ذلك الإعلان الذي اتفقت عليه القوى الكبرى في جنيف عام 2012 إلى عملية انتقال سياسي في سوريا لكن المحادثات التي أجريت هذا العام في سويسرا بين الحكومة السورية والائتلاف الوطني المعارض بوساطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي انهارت بعد جولتين دون أن تحقق شيئا.
وقال وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الصباح إن الدول العربية ليس لديها بديل للحل السياسي.
وقال في مؤتمر صحفي مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عقب اختتام القمة إنه لا بد من التركيز على الحل السياسي.
وقال العربي إن القمة اتفقت على دعوة الائتلاف الوطني السوري لحضور اجتماعات القمة العربية كإجراء غير عادي.
لكن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أوضح أن العراق لا يوافق على منح الائتلاف مثل هذا الوضع. وتساءل في تصريح لرويترز “أين سيادتهم؟ أين سلطتهم؟ هم ليسوا دولة وليس لديهم حتى حكومة.”
ويرى العراق أن الحرب التي يقودها السنة على الحكومة السورية توسع نطاق العنف الذي تمارسه جماعات سنية مسلحة في أراضيه.