استنكر الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الحكم الصادر من محكمة جنايات المنيا، بإحالة أوراق ٥٢٨ متهمًا إلى مفتي الجمهورية.
ونشر القرضاوي بيانًا عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، طالب خلاله المصريين لإسقاط هذه الأحكام، التي وصفها بـ «الجائرة» في حق المسالمين، مهيبًا بالهيئات الحقوقية والإنسانية، للوقوف في وجه ما عبَّر عنه بقوله «التصفيات والإبادة الجماعية وإعادة الحريات والكرامة للشعب المصري العظيم».
وقال القرضاوي في بيانه: «فوجئنا بما لا يعقل، وهو أن القضاء المصري يوم أمس أصدر حكمًا بالإعدام في حق خمسمائة وتسعة وعشرين مواطنًا مصريًا متهمين بالمشاركة والتحريض في مقتل شرطي واستهداف مراكز الشرطة، خلال محاكمة صورية لم تتجاوز يومين.
وأضاف: «يستنكر الاتحاد هذا الحكم الشنيع الجائر بالإعدام الجماعي في حق مئات المعارضين للانقلاب، على خلفية مقتل شرطي، لم يثبت على أي واحد منهم أي إسهام في قتله، وفى جلسات لم تستغرق أكثر من جلستين، بينما يصدر هذا القضاء أحكام البراءة في حق قتلة الشعب، أثناء ثورة يناير المجيدة، وما بعدها من أحداث دامية، راح ضحيتها آلاف المصريين الذين شاركوا في اعتصامات ومسيرات سلمية».
وأثمن الاتحاد، مواقف الرفض والاستنكار، التي أعلنتها منظمة العفو الدولية، والمنظمة الدولية لحقوق الإنسان، والخارجية الفرنسية والاتحاد الأوروبي، داعيًا «الأحرار والمحبين للسلام» حسب تعبيره، إلى الضغط بقوة لمنع المجازر، ضد المناضلين السلميين، من خلال الأحكام القضائية المسيَّسة والقمع المباشر.
وتابع: «يدعو الاتحاد الدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية، إلى القيام بواجب نصرة الشعب المصري، وإنهاء حالة الانقلاب على إرادته، واسترجاع الشرعية الدستورية والانتخابية، وذلك بمحاصرة هذا الانقلاب العسكري سياسيًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا».
واستطرد: «يرى الاتحاد أن صدور هذه الأحكام الجائرة يعكس مدى دموية هذا النظام واستهتاره بأرواح المواطنين المصريين، سعيًا لتثبيت أركانه ولو على الجماجم والأشلاء، وبقدر ما يعكس مدى التخبط الذي وصل إليه الانقلابيون، ومن يسير في ركبهم من قضاة الجور، والرموز المزورة للمؤسسات الدينية، وأدعياء الليبرالية والعلمانيين الحاقدين».
وحذَّر الاتحاد من الآثار الخطيرة، التي تنجم عن هذا الحكم، على الأجيال والقيم، وما يُسبِّبه من فوضى وإشعال نار الفتنة، حسب قوله، مستشهدًا بقوله تعالى: «ومَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا».
واختتم بالقول: «يهيب الاتحاد بالشعب المصري بجميع مكوناته الاجتماعية، واتجاهاته السياسية وانتماءاته الثقافية والدينية، إلى الوحدة ورص الصفوف، والتعاون من أجل استرجاع حقه في الحرية والكرامة والاستقرار، ومواصلة النضال السلمي الرافض للانقلاب، وكل ما يصدر عن أجهزته من أحكام قضائية، وهى في الحقيقة قرارات سياسية انتقامية وانتقائية».
يُذكر أن محكمة جنايات المنيا، أصدرت، صباح أمس الاثنين، حكمًا قضائيًا، بإحالة أوراق 529 متهمًا، من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إلى مفتي الجمهورية، بعد تورطهم في أحداث شغب وعنف، وقعت في مركز مطاي بمحافظة المنيا، والتي كانت قد أسفرت عن مقتل ضابط شرطة، وإصابة آخرين، مع الاعتداء على بعض المنشآت الحكومية والعامة.