يبدو أن شرط اجتياز الكشف الطبي لمرشحي الرئاسة قد يؤدي إلى استبعاد حمدين صباحي مؤسس “التيار الشعبي”، والمرشح المحتمل للرئاسة، نتيجة إصابته بفيروس الالتهاب الكبدي “سي”، وهو أحد أكثر الأمراض انتشارًا بين المصريين، بعد أن أعلنت وزارة الصحة أنه سيكون ضمن قائمة من الأمراض التي ستؤدي إلى إبعاد المصابين بها من خوض معركة الرئاسة.
الأمر الذي أشار إليه الكاتب جمال سلطان رئيس تحرير “المصريون” عبر تغريدة على موقع “تويتر” قال فيها: “بعد إعلان مساعد وزير الصحة ضم الإصابة بفيروس سي لموانع الترشح أصبح هناك سبعة عشر مليون مصري محرومون من حق الترشح للرئاسة أولهم حمدين صباحي”.
وكان صباحي اعترف خلال خوضه لأول انتخابات رئاسية عقب ثورة 25 يناير، في العام قبل الماضي بأنه مصاب بفيروسي “سي”، بعد أن طالب الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح رئيس حزب “مصر القوية” آنذاك بتقديم تقرير الحالة الصحية لمرشحي الرئاسة على الرغم من أن هذا أزعج الكثيرين منهم.
ورد صباحي الذي حل ثالثًا في تلك الانتخابات على ذلك بقوله في إحدى اللقاءات التلفزيونية: “كان من الأولى أن يسألني الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح عن حالتي الصحية، بالفعل أن كنت مريض بفيروس سي، ولكن شفاني الله، فكنت كمعظم المصريين مريض بالبلهارسيا، ولكني واظبت على العلاج والآن أنا سليم، ويمكن أن أقدم التقرير الطبي بذلك”.
ومن المرجح أن تثار قضية إصابة صباحي وهو أقوى المنافسين المحتملين للمشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع في الانتخابات المرتقبة، والتي يتعين على الراغبين في خوضها إجراء كشف طبي.
وقال الدكتور عبد الحميد أباظة، مساعد وزير الصحة لشئون الأسرة والسكان في تصريحات صحفية، اليوم إن “الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي “سي” تمنع صاحبها من الترشح لرئاسة الجمهورية”.
وأضاف، “أن قائمة من الأمراض تم تحديدها تمنع المرشح من خوض سباق الرئاسة، ومنها: “الإيدز، وأمراض القفص الصدري، وأمراض القلب، مثل وجود التصاق ﺑﻐﺸﺎء اﻟﻘﻠﺐ، أو إﺻﺎﺑﺔ ﺑﺼﻤﺎم اﻟﻘﻠﺐ أو اﻟﺘهاب ﺑﻌﻀﻼت اﻟﻘﻠﺐ، أو أمراض فقر الدم “الأنيميا الحادة”، إضافة إلى الأمراض النفسية والعصبية”.
وأكد أباظة أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية لم تخطر وزارة الصحة أو الأمانة العامة للمجالس الطبية المتخصصة حتى الآن بموعد البدء في الكشف الطبي على المرشحين للرئاسة.
وأشار إلى أن اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ستعقد اجتماعًا الأسبوع المقبل مع الدكتور أسامة الهادي، رئيس أمانة المجالس الطبية لوضع الأسس التي ستعمل بها المجالس بالتزامن مع فتح باب الترشح للرئاسة.
ولفت إلى أنه لم تتحدد بعد الفترة الزمنية المقرر إنجاز مهام المجالس خلالها، حيث تكلف المجالس بعد الانتهاء من الكشف الطبي على المرشحين بإعداد تقرير طبي شامل بالنتيجة النهائية للحالة الصحية (الذهنية والبدنية) لكل مرشح على حدة، ومن ثم تقديمها للجنة العليا للانتخابات.
يذكر أن عدد المصابين بمرض فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي “سي” يصل إلى 15 مليون مصري، أي حوالي 22% من عدد السكان، وأن 165 ألف مصري يصابون سنويًا بالمرض، وفقا لآخر إحصاءات المؤتمر السنوي الإقليمي لعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي الذي انعقد في بيروت العام الماضي.