تونس- الأناضول: انتقد حزب (حركة وفاء) التونسي الأربعاء، زيارة رئيس الحكومة مهدي جمعة، إلى دول خليجية والتي بدأها بداية الأسبوع الحالي، معتبرًا أنه يبدو خلالها على شكل “رئيس شركة” وليس رئيس حكومة.
وبارح مهدي جمعة بلاده السبت الماضي لأداء جولة خليجية تستمر خمسة أيام يزور خلالها 5 دول، وتشمل على التوالي دول: الإمارات والسعودية وقطر والكويت والبحرين.
وقال رئيس حزب (حركة وفاء) عبد الرؤوف العيادي، خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء بالعاصمة تونس، إن “زيارة جمعة إلى دول الخليج تعد غير مدروسة”.
ومضى بالقول “كان من المفروض أن يبعث بكاتب دولة (وزير دولة وهي درجة أقل من الوزير) أو وزير عوضًا عنه”.
وأشار العيادي إلى أن “مهدي جمعة وقع استقباله خلال زيارته الحالية إلى دول خليجية من قبل مسؤولين خليجيين درجة ثانية وثالثة، وليس من قبل نظرائه في تلك الدول”.
وبحسب العيادي فإن “موقف الإمارات والسعودية من ثورات الربيع العربي يعد واضحًا”، معتبرًا أنها “من الدول التي تعلن رفضها الواضح لموجة ثورات الربيع العربي”.
وأضاف السياسي التونسي أن “الإمارات والسعودية تعد من بين الدول التي ساهمت في ضرب التجربة الديمقراطية في مصر”، حسب قوله الذي لم يتسن الحصول على تعقيب فوري بشأنه من سلطات الرياض وأبو ظبي.
وبشأن ما أدلى به جمعة حول محاربة الإرهاب خلال زيارته، قال رئيس حزب “حركة وفاء” التونسي إن “حكومة مهدي جمعة قالت إن مسألة مقاومة الإرهاب تندرج ضمن أجندة إقليمية وليست وطنية فحسب”، مضيفًا أن “انخراطها (الحكومة التونسية) في برنامج مكافحة الإرهاب لا يعد خدمة للمصلحة الوطنية بقدر ما هو إرضاء للأطراف التي دعت إلى تطبيق برنامج مكافحة الإرهاب”، دون ذكر تلك الأطراف وما دعت إليه.
وانتقد العيادي ترتيب أولويات الحكومة الحالية، مشيرًا إلى “ضرورة اعتبار تفكيك منظومة الفساد والاستبداد على رأس أولوياتها عوضًا عن حل رابطات حماية الثورة ومراجعة التعيينات التي قامت بها الترويكا (الائتلاف الثلاثي الحاكم سابقا في تونس)”.
ونصت بنود خارطة طريق الحوار الوطني الذي رعاه الرباعي في تونس على “حلّ رابطات حماية الثورة”.
وروابط حماية الثورة تشكلت كلجان شعبية عقب سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، في عام 2011، لحماية الأحياء من عمليات النهب والسرقة، ثم تحولت بموجب قانون الجمعيات إلى رابطة وطنية لحماية الثورة لها فروعها في أنحاء تونس، وتتهمها أحزاب معارضة بممارسة العنف ضد المعارضين للنظام الحالي.
وحذَّر العيادي من خطورة المال الفاسد، معتبرًا أنه بمثابة “الجسر الذي من شأنه أن يعبِّد الطريق أمام الأطراف الأجنبية للتدخل في الشأن الوطني لتونس″.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من الحكومة التونسية حول ما ذكره العيادي من اتهامات.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها رئيس حكومة تونس خلال زيارته الخليجية، أوضح جمعة أن جولته “تأتي كامتداد لزيارته للجزائر والمغرب الشهر الماضي، وذلك في إطار توثيق العلاقات التونسية على المستوى العربي”، ملفتًا أنها تعد زيارة “سياسية بامتياز″.
وفي مؤتمر صحفي عقده في قصر بيان في محافظة حولي جنوب مدينة الكويت، مساء الثلاثاء، كشف رئيس الوزراء التونسي، عن رغبة بلاده في جلب الاستثمارات الخليجية إلى تونس.
وأضاف أن “تونس أرض مفتوحة للاستثمار واستشراف فرص أعمال”.