دفعت واقعة التحرش بفتاة داخل حرم جامعة القاهرة العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، للتدوين عن أول واقعة تحرش تعرضت لها كل فتاة وعمرها آنذاك، باستخدام هاشتاج «أول محاولة تحرش كان عمري».
ودون المستخدمون مواقفهم عن التحرش الجنسي، لوحظ أنها هدمت أفكارًا مسبقة تربط التحرش بالعمر أو المستوى الاجتماعي أو مستوى التعليم أو ملابس الفتاة.
وكتبت إيناس خطاب على حسابها على تويتر: «اللي حصل في جامعة القاهرة أكبر قلم لكل من ربط التحرش بمستوى التعليم أو المستوى الاجتماعي حتى، بطلوا عنصرية بقى».
بينما دونت أخرى تدعى سارة: «أول محاولة تحرش كنت ماشية في الزمالك، ومن طلاب مدرسة لغات، للي بيقولوا التحرش سببه فقر وجهل».
كما كتب المستخدمون عن المواقف التي تعرضوا خلالها لأول محاولة تحرش، وكانت غالبية المواقف بين عمر 5 – 14 عامًا، وذكرت ناشطة: «أول محاولة تحرش كان عمري ١١ سنة عند المدرسة، كان واقف قدامي وفاتح البنطلون، لما انتبهت له أخذت أختي وبنت عمتي ودخلنا المدرسة».
بينما أضافت أخرى أن أول محاولة تحرش تعرضت لها كانت من رجل عجوز في أحد النوادي الرياضية، قائلة: «أول محاولة تحرش كان عمري ٥ سنوات من رجل عجوز بزبيبة فاكراها كويس، ماما كانت بتجري في التراك وكنت بلعب على الحشيش، وهو أخذني لغرفة مغلقة».
وكتبت مستخدمة أخرى على تويتر اختارت لنفسها اسم بنت أفندينا: «أن الهاشتاج يبين أن لبس البنت ملوش دعوة بالتحرش، الأغلبية تعرضوا للتحرش وهم أطفال!».
ودفعت محاولة التحرش التي تعرضت لها ريم حامد والدتها إلى تعليمها قيادة السيارات، تجنبًا للإهانات التي كانت تتعرض لها في المواصلات، وفقًا لما ذكرته ريم عبر حسابها بتويتر.
أما سها سمعان فأشارت إلى أن أول محاولة تحرش تعرضت لها في الشارع كانت «وهي حامل بالشهر التاسع».
بدوره تساءل محمد ناصر: «لما كل دول بيهاجموا التحرش، امال مين اللي بيتحرش؟! الطرف الثالث؟».. في حين قالت نانا رأفت: «العورة مش في جسم البنت…العورة في عقل الراجل».
من جانبها قالت إيباء التمامي، الناشطة بمبادرة «خريطة التحرش الجنسي» وإحدى المدونات على الهاشتاج: «أن المواقف التي تكتب على الهاشتاج تعتبر مادة، نحصل منها على مؤشرات ودلائل عن التحرش الجنسي في الشارع؛ لأن الموضوع تتعرض له كل فتاة وواصل إلى كل بيت في مصر».
وفقًا لبحث أجرته منظمة «UN women» والمركز الديمقراطي فإن 99.3% من المصريات من عينة البحث تعرضن للتحرش، في عام 2013، وتقول التمامي: «المواقف التي تعرض تتشابه بشكل كبير، حتى على الهاشتاج، وتستخدم المبادرة تلك المواقف لتحديد دوائر للتحرش، وتطوير خطتنا في العمل مع الشارع».
ولفتت إيباء إلى أن «الحملة الآن تستهدف الحوار مع المارة وأصحاب المحال في الشارع، وحثهم على التدخل في حال رأوا أي حالات تحرش، حتى يحدث ردع مجتمعي للمتحرشين، ولا نقصد بذلك العنف ضد المتحرش بقصد ما نحثهم على حماية الفتاة ووقف التحرش بها».
الشروق