بعد تشكيل خلية أزمة تحاول إحتواء آثار الخطاب الأخير الذي أدلى به الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطلقا الإتهامات في العديد من الإتجاهات والأفراد والدول بدأت فيما يبدو أطراف معنية بالإشتباك مباشرة مع عباس بالتجهيز للحملة المضادة وفي أكثر من إتجاه.
تداعيات خطاب عباس تردد صداها في أكثر من عاصمة عربية بينها القاهرة التي يتواجد فيها حاليا خصم عباس الأبرز القيادي محمد دحلان وكذلك الرياض وبيروت وعمان وأبو ظبي إضافة لرام ألله بطبيعة الحال.
دحلان يستعد للرد المفصل على كل ما ورد في خطاب عباس بخصوصه ولهذه الغاية شكلت زيارته للقاهرة وإستقباله مجددا من قبل نخبة من كبار المسئولين المصريين خلال الساعات القليلة الماضية رسالة من القاهرة تفيد بأنها تتمسك بعلاقتها بدحلان ولا تشتري الرواية التي تقدم بها عباس علنا بخصوص مصر.
في مصر أيضا وخلال الساعات القليلة المقبلة وتحديدا مساء الأحد يفترض أن يظهر دحلان في حلقة خاصة لأربعين دقيقة على محطة دريم المصرية يتولى فيها الرد على كل الملابسات التي تقدم بها عباس بخصوص الإتهامات الموجهة له فيما يزور مصر في وقت لاحق الإثنين ايضا القيادي الفتحاوي المقرب من دحلان سمير مشهراوي بعدما أخذت خطبة عباس بعدا متفاعلا حتى داخل الأطر التنظيمية في حركة فتح عشية التحضير الأولي لفعاليات المؤتمر الحركي السابع.
دحلان كان قد أصدر بيانا تحدث فيه عن كشفه لكل الحقائق فيما يتعلق بلغز وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات فيما تفيد التقارير الواردة من رام ألله بأن الأوساط الشعبية والحركية تترقب تداعيات الخطاب الأخير الذي ألقاه عباس في المجلس الثوري لحركة فتح وإنتهى بإعلان القيادي سفيان أبو زايده إستقالته من كل أطر الحركة إحتجاجا.
على جبهة موازية أقحمت تصريحات عباس أطرافا ليبية عندما إتهم الرئيس الفلسطيني الليبي محمد إسماعيل وهو معاون سابق لنجل الزعيم الراحل معمر القذافي سيف الإسلام القذافي ربط عباس بينه وبين دحلان ورجل الأعمال الشهير محمد رشيد في صفقات لشحن أسلحة إسرائيلية إلى نظام القذافي .
عباس قال بأن إسماعيل عمل مع تاجر نمساوي وأخرون على إستحضار أسلحة إسرائيلية لمواجهة الثورة الليبية بما في ذلك القبة الصاروخية الإسرائيلية التي يقول الخبراء أنها أمريكية في الواقع.
إسماعيل ورشيد وأخرون بدأوا فعلا الإجراءات الأولى لرفع دعاوى قضائية ضد عباس في عدة عواصم أوروبية بتهمة الإفتراء .
لكن الإثارة التي أنتجها خطاب عباس لم تقف عند هذه الحدود فأوساط مقربة من دوائر القرار السعودية أبلغت عباس إعتراضها الشديد على ما تضمن في خطابه من عبارات صنفت بانها تنطوي على “إساءة ” لدولة الإمارات في الوقت الذي يتواصل فيه التحريض ضد عباس في أبو ظبي .