تساءل رئيس المنتدى الخليجي لمؤسسات المجتمع المدني أنور الرشيد عبر حسابه في التويتر هل آن أوان التمرد على الثقافة الدينية التي لم نحصد منها إلا الدم والألم ؟
وذكر في ظل التطورات التي تحصل اليوم في المنطقة وبشكل متساع جداً ، وفي ظل وجود هذه التكنولوجيا الرهيبة التي أتاحت للجميع الاحتفاظ والبحث عن ما يريد كأرشيف متوفر ، وسهولة الحصول على ما يُبحث عنه ، مما كشف الكثير من المواقف والأحداث وبالتالي غير قناعات لم تكن تتغير لولا هذه التكنولوجيا التي أتاحت المعرفة للجميع، لاشك بأن المنطقة تمر بمرحلة تحولات تاريخية استطاعت قوى الاستبداد السيطرة عليها عقود طويلة سواء عبر القهر والظلم والأستبداد أو بمعاونة رجال الدين بمختلف الذاهب والملل لافرق بينها فهي بالنهاية تستخدم الدين لتطويع المجتمعات باسم الله وكأنهم وكلائه بالأرض ، هذه حقيقة تواجهها المجتمعات العربية والإسلامية تحديدا بعد ممارسة تسخير وتجير الديانة لمصالح سياسية اتضحت معالمها عبر العقود الخمسة الماضية والنتيجة التي وصلنا لها اليوم من تمزق وخلافات مذهبية طائفية في طريقها لتدمير ما تبقى لنا في المجتمعات الحضرية العربية ، وأضاف حتى مصر التي كانت تقود الحضارة المدنية العربية تقهقرت وتكاد تفقد بوصلتها نتيجة لتغلغل الفكر الديني السياسي بكل أطيافه ، وأيضاً العراق الذي أنجرف بشكل سريع لهاوية الثقافة الدينية بعد أن كانت بغداد عاصمة الثقافة العربية التي كانت تشع بثقافتها على المشرق والمغرب ، وذكر بأن بغداد التي علمت البشرية الكتابة تُقاد اليوم بالفكر الديني الذي سيُكرر لابل هو يُكرر تجارب سابقة لم تكن نتيجتها إلا الدم والألم ، اليوم المجتمعات العربية تمر بمرحلة مخاض عسير يتصارع بها ثلاثة تيارات رئيسية تيار الاستبداد العربي العميق وتمثله الأنظمة العربية والتيار الديني بجميع شقوقه وأطيافه والتيار المدني التنويري الذي يعاني من ضعف وهزل وتشققات وغير قادر على لملمة صفوفه ليتقوى ويدخل مضمار المنافسة وهو بصحة جيدة رغم أن التيارين الأول والثاني هما الأن في أضعف حالتهما فهما يتصارعان مع بعضهما ويتقاتلان ويحاول كل طرف منهما إقصاء الأخر والسيطرة عليه ، هذا هو تشخيص واقع المنطقة التي تتمزق اليوم وتتشضى بين فكي الأستبداد العربي العميق وبين تيارات سياسية تمتطي الأسلام للوصول لسدة الحكم لكي تقصي كل مخالفيهم باسم الدين ، في تكرارا لتجارب سابقة لم نحصد منها إلا مزيد من الدماء ، الخلاص الحقيقي لهذه الأمة التي دمرها الفكر الأستبدادي العربي العميق بمعاونة الفكرالسياسي الديني هو التحرر من هذين الفكرين الذان دمرا المجتمعات وفككو لطوائف وملل وافقروه وأذلوه تارة باسم الرب وتارة باسم المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا وثوابت الدين والدين من ذاك براء بكل تأكيد ، وأنا هنا لا أدعو لأقصاء أي من هاذين التيارين بقدر ما ادعوا لتفهم الواقع وتبني خيار الحرية من هذين التيارين لكي نصل للمجتمعات الحضارية ، فهل تتمرد الشعوب على مثل هذه الثقافة التي نحصد نتائجها اليوم في هذا الواقع المرير؟