ذكر موقع صوت إسرائيل أن الخلاف السعودى – القطرى الذى احتدم على أثر القرار السعودى بسحب السفراء، يرجع إلى استقلالية القرار القطري خليجيًا، وهو ما يعتبر مصدر قلق بالنسبة للرياض منذ أكثر من عقدين، وتحديًا للدور القيادي الذي تسعى المملكة العربية السعودية إلى لعبه عربيًا وإقليميًا.
وبحسب الموقع، فإن دولة قطر تسعى مرارا وتكرارا إلى تحدي الدور القيادي الخليجي السعودي عن طريق تبني سياسة خليجية مستقلة والتلميح بانتمائها إلى محاور معادية للرياض، ولكن استقلالية القرار القطري خلال العقدين الماضيين برزت بشكل خاص بثلاثة عوامل رئيسية، أولهاالتلميح بالتقارب مع طهران وحلفائها، وثانيهاالتقارب والتعاون مع إسرائيل (حتى 2008)،وآخرها إطلاق قناة الجزيرة التي تلعب دورا محوريا في سياسة الدوحة الخارجية.
وأضاف الموقع أن دولة قطر تدفع في نهاية المطاف ثمن تمردها على السعودية وتجاوز الخطوط الحمراء التي حددتها الرياض: ليس سرا أن قطر منذ فترة باتت محسوبة -بنظر بعض الدول العربية (ولا سيما الخليجية منها)- على “محور الدوحة – انقرة – جماعة الإخوان المسلمين وحماس”.
ومن جانبها، فإن السعودية تتهم قطر بدعم الإخوان المسلمين في مصر، وجبهة النصرة في سوريا، والحوثيين في اليمن، خلافا لمواقف الرياض من الدول المذكورة، وذلك بالإضافة إلى استضافة الدوحة للشيخ يوسف القرضاوي، المعروف بدعمه للإخوان المسلمين، وبعدائه للرياض وللقاهرة ما بعد سقوط نظام مرسي والإخوان.
وما يزيد من التوتر بين الدوحة والرياض هو الدور الذي تلعبه قناة الجزيرة في تحريك الأجندة المعادية للعربية السعودية، وعلى رأسها الأجندة الإخوانية، لا سيما أن العديد في العالم العربي يثير تساؤلات اليوم حول مدى مصداقية قناة الجزيرة الذراع الإعلامي للنظام في الدوحة التي تقوم بتحريك الشوارع العربية ضد قادتهم في الوقت الذي تقدّم فيه الملكية القطرية كذروة الممارسة الديمقراطية في العالم العربي.
وبحسب سياسيين إسرائيليين، فإن التحرك السعودي الجديد والمتمثل بسحب السفراء من الدوحة، وبإعلان قائمة جديدة من التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين يحمل بعض الرسائل:
أولا: تحرك الرياض يأتي لاستعادة الدور القيادي السعودي في المنطقة، مستفيدة من نفوذها الاقتصادي الإقليمي الكبير في مرحلة إعادة تبلور الشرق الأوسط على خلفية الثورات والتحولات في بعض الأنظمة والتحول في السياسة الأمريكية في المنطقة.
ثانيًا: التحرك السعودى يشكل رسالة تحذيرية إلى دولة قطر من مغبة تجاوز الخطوط الحمراء السعودية، وعلى رأسها المساس بالأمن القومي والخليجي.
ثالثا: توجيه رسالة إلى واشطن تمهيدا لزيارة الرئيس أوباما للسعودية المتوقعة هذا الشهر، علما بأن السعودية تعتبر من أبرز متضرري شهر العسل بين الرئيسين أوباما وروحاني، ومن سياسة الابتعاد عن الحلفاء التقليديين في المنطقة التي تبناها أوباما خلال العامين الماضيين لمصلحة التقارب مع طهران، والتعايش مع موسكو.
رابعا: تحرك الرياض يشكل رسالة دعم سعودية (سياسيا وأمنيا وماليا) إلى القاهرة في مرحلة ما بعد مرسي، وذلك في وجه الدعم القطري (ماليا وسياسيا وإعلاميا) لجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
كما يشكل هذا التحرك أكثر من تلميح إلى سعي السعودية إلى إعادة تشكيل “محور الرياض – القاهرة” تمهيدًا لعهد المشير عبدالفتاح السيسى.
خامسا: تحرك الرياض يشكل رسالة تحذيرية إلى طهران أيضا حول سياستها النووية واستمرار دعمها لبشار الأسد في سوريا وللشيعة في الخليج.