قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن «هذه أيام الوفاء نحتفل فيها بالشهيد»، لافتًا إلى أن الشهيد يُدخل أهله ومن معهم بشفاعته الجنة.
وأضاف «جمعة»، في خطبة صلاة الجمعة بمسجد ستاد الدفاع الجوي، الذي شهد حضور المشير عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أن «الشهيد يذكرنا بالشهادة»، مشيرًا إلى أنه «شاهد ومشهود والأمة تشاهد الناس وتأخذ منهم وتعطيهم وتشارك في بناء الحضارة الإنسانية».
وأوضح أن الإعداد لبناء الحضارة يحتاج إلى التخطيط، مستعينًا بقول القرآن الكريم: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم»، مستكملًا بقوله إن «طائفة المنافقين يتظاهرون بالإسلام ويبتغون غيره، ويدبرون المكائد للمسلمين».
وقال: «سيؤتينا الله من فضله.. ولقد توعد بالنصرة، نصرة أهل الحق والتقوى والعلم، ومن أحبوا الحياة من خلال عبادتهم لله، ولذلك حرم الله الانتحار لأن المؤمن يحب الحياة، لكن كما أرادها الله سبحانه وتعالى».
كما استعان في خطبته بقول القرآن الكريم: «وإن جنحوا للسلم فاجنح له وتوكل على الله»، معتبرًا في الوقت في نفسه أن الله يقول لنا إن كل تخطيط «يحتاج إلى كُلفة»، داعيًا إلى أن نؤمن بالله ورسوله ونلتزم بإعداد القوة وأن يكون لدينا صناعات مثل صناعة السلاح، حسب تعبيره.
وقال: «الصناعات تحتاج لأموال كثيرة»، مشيرًا إلى ضرورة جمعها للبدء في وضع خطة، مشيرًا إلى ما فعله النبي يوسف وقت توليه مسؤولية خزائن مصر.
وشدد على أن مصر وحدها ذُكرت صراحة في القرآن 5 مرات ونحو 30 مرة بالتلميح، مضيفًا أنها «بلد كريمة نحبها وتحبنا ونعيش فيها وتعيش فينا، أحب هذا من أحب وكره هذا من كره، قل موتوا بغيظكم، لكننا ندافع عنها ونموت في المعارك من أجلها ولا نفرط في ذرة تراب من رملها».
وتحدث عن بسالة وشجاعة الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان القوات المسلحة، عقب حرب يونيو 1967، لافتًا إلى أنه يوم استشهاده يوم عيد، لاختياره البقاء في الصفوف الأولى مع جنوده حتى استشهاده.
وأشار إلى أن الجيش المصري يحظى باحتفاء النبي محمد في أحاديثه الشريفة، كما استعان بقول الراحل مصطفى كامل: «لو لم أكن مصريًا لوددت أن أكون مصريًا».
ووجه «تحية إكبار وجمال وإجلال» لأم الشهيد، مضيفًا: «قلبها معلق بابنها ولن تنساه، ولن ينتهي حزنها هكذا خلقها ربها، ولكن رسالة تحية خاصة، فابنك من أهل الجنة، ومن أراد أن ينظر لأهل الجنة، فلينظر إلى أم الشهيد ومن فقد جزءًا في العمليات الحربية».
في السياق نفسه، أشار إلى أن الشرطة تشارك مع الجيش لـ«مواجهة الإرهاب، الذي يسفك الدماء»، مضيفًا: «فارق كبير بين من يقاتل في سبيل الله وموعده الجنة، ومن يقتل الناس ظلمًا وعدوانًا».
واختتم خطبته بالدعاء، متمنيًا الابتعاد عن الخلاف والشقاق.