تشهد العلاقات بين بريطانيا ودولة الامارات العربية المتحدة حالة من التوتر على ارضية وصول ثلاثة من المعارضين الاماراتيين الاسلاميين الى لندن وتقدمهم بطلبات للحصول على حق اللجوء السياسي في المملكة المتحدة.
وقالت مصادر اماراتية شبه رسمية لصحيفة “راي اليوم” ان المعارضين الثلاثة ينتمون الى حركة الاخوان المسلمين، وان محامي بريطاني من اصول باكستانية هو الذي يتولى قضيتهم وتقديم المبررات القانونية التي تسهل حصولهم على حق اللجوء السياسي وما يتفرع عنه من امتيازات مثل الحماية والاقامة وممارسة الانشطة السياسية.
ويذكر ان المواطنين الاماراتيين معفيون من شرط الحصول على تأشيرة دخول الى بريطانيا اسوة برعايا دول خليجية اخرى مثل قطر وسلطنة عمان.
وعلمت “راي اليوم” ان المواطنين الاماراتيين الثلاثة وصلوا فعلا الى بريطانيا وتقدموا فور وصولهم بطلبات الى وزارة الداخلية البريطانية بطلباتهم هذه بالسلب او الايجاب، ويملكون الحق بأخذ قضيتهم الى القضاء البريطاني في حال رفض طلباتهم.
وذكر خبير بريطاني قانوني ان المراسيم التي صدرت عن السلطات السعودية وتجرم حركة الاخوان المسلمين وتضعهم على قائمة الارهاب قد توفر لهؤلاء ارضية قانونية جيدة للحصول على حق اللجوء الا اذا صدرت احكام بالسجن في حقهم من قبل دولة الامارات لارتكابهم مخالفات جنائية حسب قول الخبير نفسه.
ويذكر ان محكمة اماراتية اصدرت احكاما بالسجن على عدة اماراتيين (عبد الوحيد البادي، وسعيد البريمي) وقطري (محمود الجيده) تتراوح بين خمس الى سبع سنوات بتهمة الانتماء الى خلية اخوانية كانت تخطط لزعزعة استقرار البلاد.
وكان السيد الجبدة قد جرى اعتقاله في مطار دبي بتهمة نقل اموال لهذه الخلية.
ومن ناحية اخرى أعلن النائب العام المصري، هشام بركات، الأربعاء، تلقيه إخطارًا من المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) يفيد بإلقاء القبض على قياديين بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وذلك في دولتي السعودية والكويت.
وأوضح النائب العام، في بيان: “تم إلقاء القبض على القيادى الإخواني أكرم الشاعر (رئيس لجنة الصحة في مجلس الشعب المنحل) داخل أراضى المملكة العربية السعودية، وضبط القيادى محمد القابوطي داخل أراضى دولة الكويت”.
وهذا هو الإجراء هو الأول من نوعه في التنسيق بين الدول العربية ومصر منذ طلب القاهرة من جامعة الدول العربية اعتبار الإخوان جماعة إرهابية في 30 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وبعد أيام من إدراج السعودية الجماعة على لائحتها للمنظمات الإرهابية.
وأشار بركات إلى أن “المتهميْن صادر بحقهما قرارًا بالضبط والإحضار، على ذمة القضية رقم 367 لـسنة 2014 جنايات بورسعيد (شمال شرق)، لقيامهما بالتحريض على أحداث العنف والإرهاب، التى وقعت فى محافظة بورسعيد فى 16 أغسطس(أب) الماضى بعد يومين من فض اعتصامى رابعة العدوية (شرقي القاهرة) والنهضة (غرب القاهرة)” .
وأسقط فض قوات الأمن لاعتصامي أنصار الرئيس المعزول، محمد مرسي، المنتمي للجماعة، مئات القتلى، بحسب حصيلة رسمية، وفجر موجة من العنف في الكثير من المحافظات المصرية.
وهو ما أكده محمد علي، أحد محامي جماعة الإخوان في بورسعيد، بقوله لوكالة الأناضول: “محمد القابوطي سافر خارج مصر منذ أكثر من شهر، وعلمنا منذ أربعة أيام باحتجازه في السفارة المصرية بالكويت أثناء محاولته استخراج أوراق خاصة به، بينما ألقت السلطات الأمنية بالسعودية القبض علي الشاعر، الذي يعمل طبيبًا في أحد المستشفيات هناك”.
وأضاف المحامي أن “الشاعر لم يكن متواجدًا بمصر منذ وصول محمد مرسي للرئاسة عام 2012 وذهب للعمل في السعودية، وفوجئنا بأن الشاعر ضمن 191 متهما في قضية جنايات بورسعيد بتاريخ 16 أغسطس (آب) الماضي بينهم أيضا القابوطي”.
ومضى قائلا: “القضية المتهم فيها الشاعر والقابوطي لم يحدد لها جلسة محاكمة.. ولا أعلم أي شئ عن وصول القياديين بالجماعة للقاهرة من عدمه”.
وتوقع المحامي أن يتم نقل الشاعر والقابوطي عند وصولهما للقاهرة إلي بورسعيد، وأن يتم حبسهما 15 يومًا علي ذمة القضية من جانب النيابة، إلا إذا تم إدراج أسمائهما في قضايا جديدة، فوقتها سيتم التحقيق أولا في القاهرة.
وأعلنت الحكومة المصرية، في 25 من ديسمبر/ كانون أول الماضي، جماعة الإخوان المسلمين “جماعة إرهابية” واتهمتها بالمسؤولية عن تفجير مديرية أمن شمالي البلاد، رغم إدانة الجماعة للحادث، وإعلان جماعة “أنصار بيت المقدس″، إحدى الجماعات المتشددة المسلحة في شبه جزيرة سيناء (شرقي مصر) مسؤوليتها عنه.
ومن جهتها قالت صحيفة مصرية إن أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين بدأوا يغادرون عددا من الدول الخليجية كالسعودية، والأردن والكويت والإمارات. وبحسب ما نقلته صحيفة “اليوم السابع″ عن مصادر- لم تسمها- فإن أعضاء الجماعة المحظورة بدأوا يفرون من تلك الدول بعد إدراج السعودية لهم كجماعة إرهابية، ويتوجهون بشكل خاص إلى قطر وتركيا المعروفتين بعدائهما للسلطة الحاكمة في مصر التي عزلت الرئيس السابق محمد مرسي. كما حددت المصادر بلدان هولندا والنمسا وإنكلترا وألمانيا كوجهات أخرى مفضلة لأعضاء الجماعة الفارين.