كشفت مصادر مطلعة لـ(حريات) بشرق السودان عن شروع حكومة المؤتمر الوطني في تنفيذ خطة لتوطين عشرات الالاف من (البدون) الكويتيين في ولاية البحر الاحمر.. وأوضحت مصادر (حريات) أن المناطق التي تم تحديدها لتوطين البدون تشمل منطقتي عيتربة بجنوب طوكر في البحر الاحمر، وبالقرب من مدينة كسلا.
وأكدت ان الدفعات الأولى التي تقدّر بحوالي خمسة آلاف شخص، وصلت بالفعل إلى منطقة عيتربة.. وأردفت بأن المجموعات السكانية الجديدة بدأت تنتشر في جبال البحر الأحمر وفي عدة مناطق على الحدود مع آرتيريا.
وأضافت أن الخطة تقضى بدفع الكويت مبلغ ( 5 ) مليار دولار للحكومة في إطار الاموال التي تدفعها الكويت لما يعرف بصندوق إعمار شرق السودان، إضافة إلى ملايين الدولارات كرشاوي للمتنفذين في حكومة المؤتمر الوطني.. كما وصفت الصحيفة.
واستندت الصفقة التي أشارت لها الصحيفة على موافقة ورشوة عمر البشير ونائبه الأول السابق علي عثمان ومصطفى عثمان اسماعيل وكبار ضباط جهاز الامن اضافة إلى رشوة قيادات فى شرق السودان، من بينهم موسى محمد أحمد ومبارك مبروك سليم الذى قبض كما تقول المصادر ( 5 ) مليون دولار لاقناع قبيلة الرشايدة التي لا تمتلك أراض أو (نظارة) في ولايات شرق السودان بإغرائهم بزيادة أعدادهم في الشرق مما يزيد من فرصهم في الحصول علي نظارة.
وأضافت أن الحكومة أصلًا تعمل لتصفية وجود القبائل التي تملك الأرض مثل قبائل الهدندوة والبني عامر والحباب والبشاريين والأمرأر والارتيقا وغيرها من قبائل المنطقة الاصلية لضمان تحويل الشرق الي منطقة استثمارية كبري تستفيد منها الشركات العالمية الكبري. وأكدت المصادر ان الحكومة تعلم جيدا ان تحويل المنطقة لمنطقة استثمارية مفتوحة لن يتأتي الا بازالة القبائل التي تملك الارض والتاريخ وتوطين قبائل أخري يسهل السيطرة عليها من أجل تغيير ثقافة المنطقة بشكل كامل.
وقالت المصادر ان قيادات من قبائل المنطقة حتى ضمن المؤتمر الوطنى سجلت اعتراضات قوية واتهمت الحكومة بمحاولة تصفية وجودهم في مناطق جنوب طوكر لتحويله لاستثمارات اجنبية . ودللت القيادات علي ذلك باستهداف مشروع دلتا طوكر الزراعي الذي كان يغذي الولاية بالخضروات والفواكه والاحتياجات من الالبان والثروة الحيوانية والذي باعت الحكومة معظم اراضيه لجهات اجنبية ، بالاضافة لوقف المشاريع التي تستفيد من الغابات وخيران المياه والمياه الجوفية الموجودة بكميات كبيرة في المنطقة.
وكشفت المصادر عن ضغوط آرتيرية لوقف مخطط توطين البدون الكويتيين في شرق السودان، لا سيما في ولاية البحر الاحمر.. وقالت أن القيادة الآرتيرية أبدت اعتراضات علي المخطط لما يمكن أن يثيره من قلاقل بالنسبة لارتريا لا سيما في ظل الغبن الموجود بين قبائل الرشايدة والجهينية الارتريين. وابانت ان الحكومة الارترية تتخوف أيضا من امكانية استخدام حكومة السودان لهذه القبائل ضدها في حال حدوث اي تغييرات في العلاقات الحالية بين الحكومتين.