الأحمدية، إحدى الطوائف الإسلامية المضطهدة بسبب اتهامها بـ”الهرطقة” من طرف أغلب المسلمين وجدت دائما أصدقاء لها في الكونغرس الأميركي. والآن أصبح لهذه الطائفة في الولايات المتحدة الأميركية تمثيل رسمي من خلال مجموعة عمل برلمانية.
المجموعة البرلمانية هذه ستمثل ما بين 15 ألف و20 ألف أحمدي يعيشون في أميركا، وهي أقلية ضمن ثلاثة ملايين مسلم يعيشون في الولايات المتحدة.
الرئيس باراك أوباما وقف طويلا أمام الطائفة الأحمدية خلال “فطور الصلاة الوطني” وعبر عن مساندته لحقوقها، وزعيمة الأقلية في مجلس النواب نانسي بيلوسي (عن الحزب الديمقراطي) ناصرت قضية الأحمديين في مواجهة تقارير تقول إنهم يتعرضون للاضطهاد في باكستان وأماكن أخرى في العالم الإسلامي.
الأحمديون: نحن مسلمون
وستمثل المجموعة البرلمانية الطائفة الأحمدية في العالم وليس في أميركا فقط. وفي هذا الصدد، يقول نائب رئيس الطائفة الأحمدية في أميركا نسيم المهدي “نحن نتحدث على المستوى العالمي، أي أينما يتعرض الأحمديون للاضطهاد بسبب معتقدهم”، وأضاف “لن ننتهج مقاربة أنانية تدافع عن حقوق الأحمديين المسلمين فقط. سوف ندافع عن حقوق كل إنسان، وخاصة حقوق كل مؤمن”.
وقال أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة ييل فرانك غريفل: “على الرغم من أن غالبية المسلمين تنظر إليهم كمرتدين عن الإسلام، إلا أن الأحمديين يؤمنون بأنهم المؤمنون حقا ويتبعون تعاليم الإسلام الحقيقية”. وأضاف “مصرون على أنهم مسلمون وجزء من جماعة المسلمين ويتقيدون بالشريعة الإسلامية في عباداتهم”.
وبرغم ذلك، يتعرض الأحمديون للاضطهاد الشديد في باكستان وإندونيسيا ومصر والمملكة العربية السعودية وبلدان أخرى، حسب صحيفة الـ”واشنطن بوست”.
وفي عام 1974 أعلنت باكستان أن الأحمديين ليسوا مسلمين. وواجه أتباع هذه المذهب هجمات متزايدة من بينها هجوم في 2010 على مسجد في لاهور أدى إلى مقتل نحو 100 شخص.
أما في إندونيسيا فيضمن الدستور حرية الديانة، إلا أن الأحمديين يواجهون هناك أعمال عنف من بينها هجوم دام في 2011 في غرب جاوا عندما حاولت مجموعة متشددة منع الأحمديين من التعبد.
ويأتي تشكيل التجمع الجديد للطائفة الأحمدية في وقت يدعو فيه زعماء أميركيون من أصول إسلامية أبناء طوائفهم إلى المشاركة في السياسة. وحاليا لا يتعدى عدد الأعضاء المسلمين داخل الكونغرس اثنين، هما: النائبان الديمقراطيان كيث إليسون من منيسوتا وأندريه كارسون من ولاية إنديانا.
وقال مؤسس ورئيس لجنة العمل السياسية الأمريكية الإسلامية رابي علم “نحن نريد أن نمثل هذا البلد بطريقة مثالية”، مؤكدا أن الكثير من الكفاءات المسلمة في أميركا لا تفهم آليات عمل السياسة والحكومات المحلية.
كير قلقلة
ومجموعة العمل البرلمانية للأحمديين تضم في قيادتها أعضاء بارزين في الحزبين الكبيرين: النائب الجمهوري فرانك وولف (فرجينيا)، والديمقراطي جاكي سبير (كاليفورنيا) وسيتولى النائبان رئاستها داخل الكونغرس. وفي حزيران/يونيو 2013 الماضي، منحت جائزة “المسلمين الأحمديين للعمل الإنساني” للنائب وولف.
ورحب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، وهو مؤسسة متخصصة في الدفاع عن الحقوق المدنية وحريات المسلمين الأمريكيين وتحسين صورة الإسلام في أميركا، بفكرة التجمع، لكن المجلس قال إن مشاركة النائب وولف، كصوت رائد في مجال حقوق الإنسان في الكونغرس، “يثير تساؤلات حول جدول أعمال المجموعة”.
وقال مدير الشؤون الحكومية في كير روبرت مكاو “على الرغم من أن مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية يدعم فكرة تجمع برلماني لصالح المسلمين، إلا أننا نتساءل حول جدوى مشاركة النائب وولف في قضايا ذات صلة بجاليتنا. خاصة وأن له تاريخا طويلا من العمل مع جماعات متشددة معادية للمسلمين”.
الأحمديون يؤمنون برسول بعد محمد
والأحمديون هم طائفة تؤمن بميرزا غلام أحمد، الذي ولد في بنجاب في القرن الـ19 الميلادي، رسولا بعد محمد مما يخرجهم من الإسلام عند الكثير من المسلمين، لكن الأحمديين يؤمنون أنهم مسلمون ويرون أنفسهم أتباع “الإسلام الحق”.
وكان أول ظهور لهذه الجماعة في الهند عام 1889 على يد ميرزا غلام أحمد، الذي عاش في الفترة من 1835-1908 والذي قال عن نفسه “إنه المسيح الموعود والمهدي المنتظر”، الذي بشر بأنه يأتي في آخر الزمان، وقد استمر في دعوته حتى وفاته في العام 1908 ليخلفه خمسة من (خلفاء الأحمدية) حتى الآن. تولى خلافة الأحمدية مؤخرا خليفتهم الخامس ميرزا مسرور أحمد والمقيم في لندن حاليا