أكدت مصادر فلسطينية مطلعة، أن عددًا من أنصار القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان والذي يعمل مستشارا أمنيا لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد حاليا غادروا رام الله، متوجهين للأردن والإمارات ومناطق في الخارج، تحسبًا لإجراءات مرتقبة سيتخذها الرئيس محمود عباس بحقهم.
وأشارت المصادر بحسب وكالة «صفا الفلسطينية» إلى أن المغادرين في الغالب هم من أنصار دحلان من قطاع غزة المقيمين في رام الله، ورجال أعمال محسوبين على الرجل، وأن خروجهم يعكس الحالة بالغة التوتر بين الرئيس عباس ودحلان.
وأضافت المصادر، أنه يتم التحضير خلال الفترة القادمة لاستهداف واضح لأنصار دحلان في الضفة، استنادا إلى قرارات رئاسية بهذا الصعيد بحسم الملف كلية مع القيادي المفصول.
ونوهت المصادر إلى أن مغادرة أنصار دحلان مؤخرا لم تعد سرا، فمن يعرفون أوضاع رام الله يلحظون عمليات الهروب التي تمت مؤخرا.
ونقل مقربون عن الرئيس عباس قوله خلال اجتماع خاص لمناقشة ملف دحلان عقد مؤخرا «لا مصالحة مع دحلان طالما بقيت على قيد الحياة، وبعد وفاتي افعلوا ما تشاءون».
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محسين قال الشهر الماضي في تصريحات صحفية إن كل من له علاقة بدحلان سوف يفصل من حركة فتح، أيا كان موقعه.
وتشير المصادر إلى أن الرئيس أبلغ مركزية فتح عزمه فصل أعضاء المجلس الثوري المحسوبين على دحلان، وأنه لن يكتفي بذلك، بل سيفصل أيضا أعضاء المجلس الثوري الذين زكاهم دحلان ودعمهم أيضا؛ ويعكس ذلك مستوى التوتر بين الطرفين.
وتنوه المصادر إلى أن جزءا من تحركات الرئيس عباس تسبق ترتيبات وخيارات سياسية مرتقبة مع نهاية فترة التسعة أشهر مفاوضات بعد أقل شهرين، كما تعكس جزءا من ترتيبات يجريها الرئيس عباس مع كل أطراف العلاقة استعدادا لتلك المرحلة، ومنها ترتيبات مع حركة حماس وأخرى على الصعيد العربي.
وأضافت المصادر أن جزءا من تلك الإجراءات موجه كذلك إلى الدور الذي تقوم به الإمارات العربية المتحدة من تقديم دحلان في المحافل الدولية نكاية بالرئيس عباس، مثل زيارته ضمن وفد إماراتي لمصر ولقائه بوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، وترشيحه لمنصب نائب رئيس مجلس العلاقات العربية مع أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي.
وتقول المصادر إن الرئيس عباس حين اتصل بوزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي وسأله عن سبب استقباله دحلان بالرغم من أنه لا يمثل جهة فلسطينية رسمية، أبلغه السيسي أنه لم يكن له بد من استقبال دحلان حسب الأعراف الدبلوماسية، لأنه كان جزءا من وفد يثمل دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو يحمل صفة مستشار لرئيس الإمارات وليس بصفته فلسطينيا.
وتتزامن هذه الإجراءات مع واقع أمني متأزم في الضفة الغربية؛ وينتشر أنصار دحلان في مناطق مختلفة ويتركزون في المخيمات التي تشهد اضطرابات مستمرة مع الأجهزة الأمنية، وهم يغذون جزءا من تلك الاضطرابات، حسب تقديرات أمنية.
وتشير المصادر أيضا إلى أن خيارات الرئيس وإن كانت قاسية؛ فإنها ستكون محدودة التأثير من الناحية العملية في الحد من نفوذ دحلان في أوساط فتح، سيما شمال ووسط الضفة الغربية، وأنه لا يحظى بحضور في جنوب الضفة.
وتستشهد المصادر بقيام الرئيس عباس بعمليات فصل سابقة لكوادر في حركة فتح لم تلق صدى، مثل فصل النائب عن حركة فتح جمال أبو الرب من جنين على خلفية مشكلته مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب.
ولم يلق الفصل ترجمة على أرض الواقع من ناحية، ولقي أبو الرب احتضانا واسعا من قواعد حركة فتح في مناطق مختلفة ممن وقفت معه، وكذلك قرارات الفصل التي تمت بحق من خالفوا قرار حركة فتح وترشحوا بقوائم منافسة في الانتخابات البلدية قبل عامين وأيضا لم يتم ترجمتها على أرض الواقع.
وبالتالي يبقى السؤال ما هي حدة الإجراءات التي سيتخذها الرئيس عباس خلال الفترة القادمة ويكون لها وقع مختلفة ومؤثر على صعيد حركة فتح حول ملف دحلان؟.
يذكر أن أنباء ترددت في الآونة الأخيرة أن محمد دحلان متورط في الحالة الصحية للشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات ، وتضمنت المعلومات أن دحلان جلب عينة من السم الذي تسبب في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وأن الشيخ خليفة تعرض لجرعة من هذا السم، وأن دحلان قام بهذا الفعل لخدمة الشيخ محمد بن زايد ولي أبوظبي الطامع في حكم البلاد بشكل رسمي، بعد أن صار الشخصية الأقوى في الإمارات.