كشفت صحيفة القدس العربي عن شبكة لخطف فتيات قاصرات واغتصابهن على حواجز النظام في مخيم الوافدين قرب دوما بريف دمشق، وذكرت الصحيفة أن عناصر النظام أعدوا كميناً للعديد من فتيات الغوطة الشرقية اللواتي كن يقصدن المخيم ما أثار شكوك الأهالي حول أي فتلة قد تعبر الحاجز أو من يقترب منه.
وأوضحت سماح التي لم تتجاوز الأربعة عشر عاماً من العمر، وهي فتاة تعرضت للإغتصاب من أحد عناصر الحاجز إبان عودتها من دمشق إلى منزلها في إحدى ضواحي ريف دمشق، وذلك أثناء الأيام الأولى على إغلاق الطريق، وبعد انتظارها طويلاً توسلت لأحد العناصر أن يسمح لها باجتياز الحاجز والعودة إلى منزلها، فوافق وطلب منها الإنتظار في غرفة مفتوحة. وتقول مضيفة ‘فدخلت وكانت المصيبة، ما قدرتلو كان ضخم ووصرخت كتير بس ما حدا سمعني، وآخر شي زتلي غراضي وما فتحلي الطريق لبعد يومين’.
لم يمض وقت طويل على الحادثة حتى عادت سماح لتقصد المكان من جديد لشراء المواد اللازمة فهي أصبحت تمتلك صلاحيات أكثر من غيرها بعد أن تعرفت على هاني الضابط الثلاثيني من محافظة اللاذقية، الذي منحها طرود السكر والمازوت والأرز مقابل كل فتاة بكر، وتطورت الأمور لتصبح سماح بحد ذاتها كميناً لفتيات أخريات.
تقول سماح، بحسب الصحيفة ‘كنت أقول للبنات أنو الطريق مفتوح وما في شي وبس يوصلو لنص الطريق يخطفوهم العناصر ويبعتوهم عند الضابط وما كان يرضى المتزوجين حصراً، بدو بنات وتحت الـ 18 سنة’. لدرجة أن الضابط أطلق ذات مرة النار بين قدمي سماح لأنها جلبت له فتاة ليست بكرا واغتصبها قبله أحد العناصر.
تتابع سماح ‘ومشيت بها لطريق وصرت أشتغل مع معظم العناصر و جيب غراض وتاجر فيهم بقلب الغوطة حتى مسكوني الجيش الحر وعرفو إني بحكي مع الحاجز ووعدوني يلاقو حل لمشكلتي ويحكو مع أهلي وأنا وعدتن ما عاد روح لهنيك ‘
وقد كشفت سماح لـ ‘القدس العربي’ عن العديد من أسماء العناصر والضباط الذين مهمتهم اغتصاب الفتيات القاصرات من بينهم لؤي إبراهيم وحسام الضبع وصالح داوود.
وأشارت إلى أن كل دقيقة تمر الآن تغتصب فيها فتيات لا يعرفن حكاية الطريق. تحاول سماح إخفاء دمعتها أمامي وتقول ‘قبل يومين بس حتى عرفت أنو مالي بنت أنا أصلاً ما كنت عرفانـة أنو يلي هيك بيصير معا ما بتعود بنت حتى الدكتورة قالتلي مبارح’.
وبذل الجيش الحر في الغوطة الشرقية جهوداً كبيرة لإيجاد مخرج لتلك الفاجعة التي تعدت الخط الأحمر على حد تعبيره، لا سيما بعد أن أخبرهم ذوي القاصرات ما يحدث في الحدود المتاخمة لهم. هنا لم تفلح محاولات أبو ضياء ‘قائد كتيبة درع الرسول’ في أن يفتح جبهة مع المنطقة المجاورة، فأعد كميناً محكماً لمطاردة شبكة هؤلاء العناصر والتسلل إلى حدود المخيم.
لم ينجح الكمين كما تم التخطيط له إلا أنهم استطاعوا القبض على لؤي إبراهيم ابن السبعة عشر عاماً وهو أحد عناصر الشبكة التي تقوم باغتصاب الفتيات، جنَّدهم أحد الضباط للقيام بهذه المهمة، وفق ما أشار أبو ضياء وبيّن أنهم يتقاضون أجراً مغرياً مقابل ابتزاز القاصرات.
يشار أن قوات النظام قامت بقصف نقطة يتجمع فيها أهالي الغوطة في انتظار بعض المواد الغذائية التي يتم تهريبها ليلاً من حاجز مخيم الوافدين بعيد اكتشاف حادثة اختطاف ذلك العنصر ما أدى إلى مقتل نحو عشرة مدنيين وسقوط أكثر من 150 جريح.