الرئيس.. هو رأس الدولة المنتخب وأعلى سلطة في مصر ويشغل منصب الرئيس حاليًا المستشار عدلي منصور بصفة مؤقتة، لحين إجراء انتخابات الرئاسة المقرر لها خلال الشهور القليلة القادمة، ومع اقتراب فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية يظهر وبقوة اسم المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، في المشهد، ومن المتوقع أن يكون صاحب النصيب الأكبر في عدد من الأصوات في الانتخابات القادمة.
ومن المتعارف أن لكل مرشح يكون له دول خارجية وثيق الصلة بها ويمثل بالنسبة لها ثقلاً سياسيًا، ومن أهم الدول التي أعلنت دعمها للمشير السيسي دولة روسيا التي أعلن رئيسها فلاديمير بوتين تمنيه لترشح السيسي للانتخابات، وبالإضافة إلى روسيا تظهر في المشهد أيضًا دولة الإمارات وهي من الدول المؤيدة بشدة لترشح السيسي وكان موقف الإمارات الداعم لعزل مرسي جاء في سياقه الطبيعي للوقوف خلف المشير السيسي للترشح إلى الانتخابات، حيث إن علاقاتها مع مصر في ظل حكم الإخوان شهدت حالة من الفتور التام المشوب بالتوتر.
وتأتي السعودية لتكمل المثلث الدولي الداعم لترشح السيسي للرئاسة، وقد ظهر ذلك بشدة بتأييدها الكامل لأحداث 30 يونيه، فعلى الرغم من قيام الرئيس السابق محمد مرسي بزيارة المملكة كأول محطة خارجية له من أجل طمأنتها وطمأنة باقي دول الخليج بالحفاظ على أمنه، إلا أن ذلك لم يبدد مخاوف السعودية من جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها مصدر تهديد لأمنها واستقرارها لاسيما مع وجود فرع لها بالمملكة السعودية.
فهذه الدول الثلاث “روسيا والإمارات والسعودية” تعتبر من أبرز الدول التي ستحدد رئيس مصر القادم بعد دعمها علانية للمشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة في أكثر من مناسبة سياسية.
وفي إطار ذلك رصدت “المصريون” آراء الخبراء والمحللين والدبلوماسيين والقوى الإسلامية في دور “روسيا والإمارات والسعودية” في تحديد مَن هو الرئيس القادم لمصر.
روسيا تدعم السيسي لرئاسة الجمهورية
جاء إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع في الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، كضربة قوية للولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتخذ موقفًا مؤيدًا للمشير منذ ما حدث 30 يونيه الماضي، فبجانب التوقيع على اتفاقية للتعاون العسكري والتقني وفتح مجالات التدريب المشترك بين روسيا ومصر، قدم الرئيس الروسي دعمه للمشير السيسي، في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الأمريكية – المصرية فتورًا كبيرًا منذ 30 يونيه الماضي.
وقال بوتين للسيسي خلال زيارته لروسيا مؤخرًا: «أعرف أنكم اتخذتم قرار الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر»، وأضاف موجهًا حديثه للمشير السيسي: «إنه قرار مسئول جدًا، تولي مهمة من أجل الشعب المصري أتمنى لكم باسمي واسم الشعب الروسي النجاح»، وبذلك يحصل المشير السيسي على دعم دولة تحاول استعادة دورها في منطقة الشرق الأوسط بعد أن قضت عليه اتفاقية السلام كامب ديفيد التي تحصل بموجبها مصر على مساعدات عسكرية أمريكية لضمان أمن إسرائيل, وتسعى روسيا أن تكون عقبة أمام الولايات المتحدة والحد من نفوذها خاصة بعد أن أوقفت مشروع الضربة العسكرية على سوريا
باستخدام حق الفيتو داخل مجلس الأمن ويسعي المشير السيسي لتجنب أزمة تجميد المعونات العسكرية الأمريكية عن طريق اللجوء للمعسكر الروسي، هذا بجانب كسب نقطة مهمة في مشوار الترشح لرئاسة الجمهورية بعد إعلان روسيا بشكل صريح دعمها للسيسي.
عبد العزيز: استقبال بوتين للسيسى نوع من التأييد غير المباشر لرئاسة مصر
المحللون السياسيون من جانبهم أكدوا أن الدعم الروسي الصريح للسيسي في الانتخابات الرئاسية القادمة لم يأتِ من فراغ، فيقول الدكتور مصطفى عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر السابق فى سوريا، إن الشعب المصري هو الذي سيحدد مَن سيحكمه وليست دول بعينها، لافتا إلى أن أي مرشح سينجح سيكون بفضل الأصوات التي يحصل عليها في مصر وأن أي مساعدة تأتى من الخارج الهدف منها تقوية الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي، مؤكدًا أن المشير السيسى يتمتع بتأييد سياسي من عدة دول لكن الأمر الحاسم هو عدد الأصوات التي يحصل عليها من المواطنين المصريين فقط.
وأوضح عبد العزيز، أن ما قاله الرئيس الروسي بوتين عن دعمه لترشح السيسى للانتخابات هو من باب التمنيات فقط وأن مجرد استقباله للمشير عبد الفتاح السيسى في هذا الوقت يعتبر نوعًا من التأييد غير المباشر للمشير السيسى لرئاسة مصر، مشيرًا إلى أن السيسى ذهب إلى موسكو باعتباره وزيرًا للدفاع، وعلى الرغم من ذلك استطاع أن يبرم عدة صفقات مع الحكومة الروسية.
كمال: روسيا ستدعم السيسي للعداوة التي بين موسكو وبين تيار الإسلام السياسي
من جانبه، يقول الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الدول التي تساند مصر هى في الأساس تقف مع مصر ولا تقف مع أشخاص بعينهم وليس لهم علاقة بعملية الترشح ولا يقومون بتمويل المرشحين ولكنهم يدعمون مصر كدولة محورية في المنطقة، وقدموا معونات لمصر دخلت إلى الخزانة العامة فالمسألة ليست لها علاقة بأفراد، خاصة أن المشير السيسى لم يترشح بعد، وبالتالي فإن تأييدهم السابق هو تأييد لمصر وللحكومة المصرية.
وأوضح “كمال” أن تأييد روسيا للمشير السيسى هو تقدير معنوى لا تملك غير ذلك، ولكن بكل تأكيد الحكومة الروسية ستكون سعيدة لو تم انتخاب المشير عبد الفتاح السيسى لرئاسة مصر، خاصة أن روسيا
بينها وبين تيار الإسلام السياسي عداوة حيث توجد بعض الجماعات التى تنتمي لهذا التيار فى روسيا والتى شاركت في أعمال إرهابية، وبالتالي هذا هو سبب ومرجع العداوة لهذا التيار.
كما أكد كمال أن أي دولة لا تستطيع أن تتدخل أو تؤثر على الناخب المصري لأن القرار في النهاية هو قرار داخلي للمواطن المصري وأي تدخل من أي دولة خارجية يعتبر مخالفة للقانون.
عبد الجواد: روسيا تدعم السيسي حتى تكسب حليفًا جديدًا في المنطقة
ويقول الدكتور جمال عبد الجواد، رئيس وحدة العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ “الأهرام”، إن التدخل الروسي في الشئون الداخلية المصرية مرفوض وهذا إن طبقنا القواعد السياسية بشكل صحيح، إنما هذا الأمر في الواقع غير مطبق فكل دولة تسعي أن تسير مع الطرف الأقوى، وتتدخل في شئون الدول الأخرى لتحظى بحليف جديد يوفر لها مكاسب سياسية، فروسيا رأت أن زمام الأمور في يد المشير فأيدته صراحةً وهذا الأمر كي تكسب حليفًا جديدًا يصب لمصلحتها في المقام الأول.
وأضاف عبد الجواد، أن مسألة تحديد رئيس بعينه من قبل روسيا قطعًا سيؤثر في الناخبين أثناء الإدلاء بأصواتهم؛ لأن الناخب في حقيقة الأمر ينظر على المرشح، من حيث هل له علاقات بالدول الأخرى أم لا، وحينما يرى أن روسيا تدعم شخصًا بعينه سيسارع باختياره، وبهذا الشكل تكون تصريحات روسيا لدعم المشير السيسي تأثيرًا واضحًا على الناخبين.
كما نصح عبد الجواد، الأطراف السياسية، أن يتخلوا عن مبدأ المباراة الصفرية، حيث إن كل طرف يرى أن فوزه هو خسارة الطرف الآخر وهذا المنطق غير مفيد لمصر.
رشوان: روسيا تدعم السيسي للرئاسة
ويقول الدكتور نبيل رشوان، خبير العلاقات المصرية الروسية، إن روسيا تتعامل مع الدول بمبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية لها وتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتمني التوفيق للمشير السيسي في خطوته نحو الترشح للرئاسة لا يعني تأييد روسيا له, والدليل على ذلك عدم دخول روسيا في الشئون الداخلية لمصر, وهذا يظهر بشدة في دعم روسيا لبشار الأسد دون تدخل في الشأن الداخلي لسوريا.
وأشار إلى أن زيارة السيسي جاءت ردًا على زيارة وزير الدفاع والخارجية الروسيين سيرجى شويجر وسيرجى لافروف، إلى مصر ولكن استقبال السيسي شهد حفاوة أكبر من منصب وزير دفاع باعتباره الرجل القوى الآن في مصر وهذا سوف يكون دافعًا معنويًا مهمًا في طريق السيسي نحو الترشح للرئاسة.
وأوضح رشوان أن مصر تسعى إلى تنويع مصادر السلاح عن طريق توقيع اتفاقية تعاون عسكري بـ2 مليار دولار وهذه خطوة إيجابية في تحقيق التوازن في العلاقة مع الولايات المتحدة، خاصة أن
واشنطن تدعم مصر في سلاح الطيران الجوي وتمدنا بطائرات الأباتشي وقطع الغيار العسكرية والتي توقفت بعد تجميدها للمعونة العسكرية والتي تنص عليها اتفاقية كامب ديفيد، حيث إن اتجاه مصر إلى موسكو قد يجعل الإدارة الأمريكية تعيد النظر فى تجميد المساعدات العسكرية وهذا أيضًا لا يعنى إلغاء الاتفاقيات العسكرية الروسية.
ولفت رشوان إلى أن العلاقات الروسية جيدة من قبل 25 يناير فهناك تبادل تجارى بين البلدين يقدر بـ5 مليارات جنيه، وتمثل المرتبة الثانية فى عدد السائحين الوافدين إلى مصر، مشيرًا إلى أن السيسي لا يحتاج إلى دعم خارجي للترشح لرئاسة الجمهورية لأنه يمتلك شعبية كبيرة داخل مصر.
الإمارات تتخلى عن شفيق وتدعم السيسي رئيسًا
أما موقف دولة الإمارات العربية المتحدة الداعم لعزل الرئيس السابق محمد مرسي، فقد جاء في سياقه الطبيعي فبعد إعلان الإمارات دعمها الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية القادمة تراجعت عن موقفها مؤخرًا، وأعلنت دعمها للمشير السيسي في الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة.
فقد شهدت العلاقات المصرية الإماراتية في ظل حكم الإخوان حالة من الفتور التام المشوب بالتوتر، لاسيما مع تصريحات قائد شرطة دبي ضاحي خلفان المتتابعة المنددة بالإخوان، واتهام الرئيس السابق محمد مرسي الضمني للإمارات بتمويل الثورة المضادة نظرًا لاحتضانها المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق وقيام الإمارات بالقبض على خلية إخوانية، كما أن الإمارات ترى في جماعة الإخوان المسلمين مصدر تهديد لوحدة وكيان الدولة، لاسيما مع وجود جمعية دعوة الإصلاح ذات الميول الإخوانية، والتي كانت السلطات الإماراتية قد حظرتها قبل سنوات باعتبارها تمثل أحد فروع التنظيم العالمي لجماعة الإخوان.
واتساقًا مع مباركة الإمارات لعملية عزل الدكتور مرسي فقد سارعت الإمارات على غرار المملكة العربية السعودية، بتقديم منحة تقدر بمليار دولار، وإيداع وديعة تقدر بنحو ملياري دولار بدون فائدة في البنك المركزي المصري، بالإضافة إلى دعم مصر بالمواد البترولية اللازمة كمنحة، كما لا تخفى الدلالة الرمزية لزيارة وفد إماراتي رفيع المستوى إلى القاهرة، بعد أيام قليلة من الإطاحة بمرسي، يضم الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية والشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني بالإمارات، وذلك لتأكيد الدعم والمساندة الإماراتية لمصر في المرحلة المقبلة.
الريدي: الإمارات تدعم السيسي كرهًا في جماعة الإخوان المسلمين
الدبلوماسيون من جانبهم أكدوا أن الدعم الإماراتي للسيسي جاء كرهًا في جماعة الإخوان المسلمين فيقول السفير عبد الرءوف الريدى، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية وسفير مصر الأسبق في الولايات المتحدة الأمريكية، إن بعض الدول العربية ومنها الإمارات هي في الأساس تؤيد وتدعم مصر وليس شخص المشير عبد الفتاح السيسي، وذلك بسبب الإنجاز الكبير الذي قام به المشير والذي أصبحت من خلاله مصر مقبولة في المجتمع الخارجي.
وأكد الريدي أن الإمارات موقفها معروف من الأساس وهو موقف معادٍ لجماعة الإخوان المسلمين بسبب تدعيمها للإرهاب وأكبر مثال على ذلك عندما تم القبض على مجموعة من الإخوان داخل الإمارات لتدخلها فى شئونها الداخلية ومحاولة قلب نظام الحكم في الإمارات.
وأوضح سفير مصر الأسبق لدى واشنطن، أن العديد من الدول تؤيد مصر والمشير عبد الفتاح السيسى؛ لأنه من قام بهذه النقلة في مصر التى حدثت في 30 يونيه، فهم يؤيدونه لأن مصر دولة كبيرة علاوة على أن موقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
العزباوي: الإمارات تدعم السيسي لأنه استطاع أن يخلص الوطن العربي من حكم الإخوان
ويشير الدكتور يسرى العزباوي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ “الأهرام”، إلى أن الإمارات ليس لها دور في تحديد مَن هو الرئيس القادم لأنه في النهاية أي مرشح من المرشحين، لابد أن يحصل على نسبة خمسين في المائة + واحد من جملة عدد الناخبين بشكل مباشر، مؤكدًا أن هذه الدول لها مصلحة مباشرة في أن المشير السيسى يأتي إلى سدة الحكم، وذلك لأنهم لا يريدون مرشحًا من جماعة الإخوان المسلمين.
وأضاف العزباوي أنه على الجانب الآخر، فإن الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا تريدان أن يأتي مرشح للرئاسة من جماعة الإخوان المسلمين.
وأشار العزباوى إلى أن الإمارات كانت تدعم الفريق أحمد شفيق في السابق وتحول الآن دعمها للمشير السيسى لعدة اعتبارات، منها أن المشير السيسى بالنسبة للمصريين والدول العربية خلصهم من ضغط وحكم الإخوان المسلمين، إلى جانب أن المرشحين السابقين مثل الفريق شفيق وحسام خير الله أكدا بشكل كبير، حال خوض السيسى لانتخابات الرئاسة سيقومان بتدعيمه والوقوف بجانبه.
وشدد العزباوي على أن دعم الإمارات للمشير عبد الفتاح السيسي قد يكون مرتبطًا بتنفيذ مشروعاتها الاقتصادية وضمان استمرار دعمها المالي لمصر، خاصة أن الإمارات تمتلك استثمارات ضخمة متنوعة فى عدة مجالات، لافتا إلى أن هذه الاستثمارات والمنح المالية قد تتوقف حال نجاح مرشح آخر.
وأوضح العزباوي أن الدعم الإماراتي لمصر قد يؤثر على دعم شعبية السيسي للترشح للرئاسة، لأن البعض يرى أن نجاحه سوف يضمن استمرار التدفق النقدي وتحقيق مصالح الشعب، لأن الحكومة الإماراتية ترى أن ما قام به المشير السيسي فى 30 يونيه هو نجاح كبير، وهو كان العنصر الفعال والذي قام بالاجتماع مع القوى السياسية المختلفة لذلك يمكن أن نرى مزيدًا من الدعم بعد توليه الرئاسة.
السعودية تدعم السيسي لرئاسة الجمهورية
اتخذ دعم المملكة العربية السعودية للمشير السيسي شكلا آخر، حيث لم تصرح به السعودية علنًا, ولكنه برز عن طريق إعلان السعودية تمويل صفقات السلاح التي أبرمتها مصر مع روسيا والتي تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار، ودعمت السعودية النظام الحالي بمليارات الجنيهات بعد قيام المشير السيسي بعزل الرئيس السابق محمد مرسي وإقصاء جماعة الإخوان المسلمين من المشهد السياسي.
وساعدت السعودية على إنعاش الاقتصاد المصري المتأزم، حتى تستطيع مصر أن تتجاوز تداعيات المشهد الملتبس، وكانت السعودية من الدول الرافضة تقليديًا لثورة 25 يناير من منطلق مخاوفها بشأن تأثير العدوى من جهة، وحساسيتها التقليدية إزاء صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى سُدة الحكم في مصر ما بعد ثورة 25 يناير.
وإذا كانت المملكة العربية السعودية قد تبنت موقفًا رافضًا لثورة 25 يناير منذ الوهلة الأولى فإنها على النقيض من ذلك، كانت من أوائل الدول التي أيدت الإطاحة بمرسي وعزله من الرئاسة، ولعل حالة الخوف على أمنها واستقرارها من تصدير الثورة المصرية إليها، وخسارتها لحليف استراتيجي مهم مثل مبارك كانت هي الدافع الأبرز لمسلكها في حالة 25 يناير.
أما في حالة 30 يونيه، فعلى الرغم من قيام الرئيس السابق محمد مرسي بزيارة المملكة كأول محطة خارجية له من أجل طمأنتها وطمأنة باقي دول الخليج بالحفاظ على أمنه، إلا أن ذلك لم يبدد مخاوف السعودية من جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها مصدر تهديد لأمنها واستقرارها لاسيما مع وجود فرع لها بالمملكة.
وتأكيدًا على موقفها الداعم لعزل مرسي فقد سارعت السعودية بتقديم مساعدات عاجلة لدعم الاقتصاد المصري ممثلة في مليار دولار كمنحه نقدية، وملياري دولار كمنحة عينية من المنتجات بترولية والغاز، بالإضافة إلى ملياري دولار كوديعة لدى البنك المركزي بدون مصاريف تمويلية.
إسماعيل: السعودية ترى أن دعمها للسيسي هو استقرار للمملكة
ويقول محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية والخبير في الشئون الخليجية، إن السعودية تريد لمصر أن تستقر أمنيًا وموقفها من تدعيم مصر طبيعي، وذلك لأنها ترى أن استقرار مصر هو استقرار لها، وبالتالي هي تدفع الأموال وتقدم الدعم نظير الحفاظ على استقرارها وأمنها، ومن ثم وجدت أن دعم السيسي يشير إلى استقرارها والسيسي بالنسبة للسعودية هو الشخص الأكثر اعتدالاً، كما أن السعودية تثق فيه ولا يمثل أي خطر على مصالحها في المنطقة وبالتالي دعمته وتريده رئيسًا لمصر.
وأضاف إسماعيل أن السعودية لا ترى إلا السيسي على الساحة السياسية حاليًا في مصر.
إدريس: السعودية تدعم السيسي لأنه الأقدر على رعاية مصالحها في مصر
ويشير الدكتور محمد سعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ “الأهرام”، إلى أن دعم السعودية لترشح السيسي لرئاسة الجمهورية يأتي من منطلق رؤيتها أنه الأقدر على الحفاظ على مصالحها المختلفة سواء الاقتصادية أو السياسية في المنطقة.
وأضاف إدريس أنه من المؤكد ستزيد العلاقات التجارية والسياسية والاقتصادية بين الجانبين بعد وصول المشير السيسي للرئاسة، وذلك باعتبار أن السعودية لها دور كبير فى مساعدة الشعب المصري بالمنح المالية فى ظل تدهور الأوضاع الداخلية والاقتصادية في مصر إلا أن المواطن المصري أصبح لديه قدر كبير من الرشد فى اختياراته ولا يمكن أن ينساق وراء ضغوط خارجية، لأنه يعرف ماذا يريد بغض النظر عن تفضيل الجهات الخارجية لشخص بعينه.
القوى الإسلامية: تدخل روسيا والإمارات والسعودية مرفوض لأنه تدخل في الشئون الداخلية لمصر
القوى الإسلامية من جانبها، أكدت رفضها لتدخل بعض الدول في فرض شخص بعينه ليكون رئيسًا لمصر فيقول الدكتور علاء أبو النصر، الأمين العام لحزب البناء والتنمية، إن زيارة السيسي الأخيرة إلى روسيا هي تدخل واضح من روسيا في الشئون المصرية وأنه ليست فقط روسيا هي الدولة الوحيدة التى تتدخل في الشئون المصرية، فهناك أيضًا دول أخرى تتدخل مثل الإمارات والسعودية.
وأن الإمارات تتدخل بشكل قوي في الشئون المصرية وهذا ظهر بوضوح عندما أعلنت أنها تريد ترشح شفيق ولا تريد ترشيح السيسى.
وأضاف أبو النصر، أن أحداث 30 يونيه جعل الدول تتدخل في الشئون الداخلية لمصر، مما أدى إلى تدهور مكانة مصر دوليًا وجعل مصر تتجه نحو الأسوأ.
سعيد: مصر ستسعى للتخلص من أي تبعية
من جانبه، أدان الدكتور خالد سعيد، رئيس حزب الشعب السلفي، أي تدخل في الشئون المصرية خاصة لو كان هذا التدخل من باب الدعم السياسي في تنصيب حاكم مصر أو عزله فبذلك تفقد مصر قوتها التاريخية والجغرافية في المنطقة، وأن مصر ستثور من أجل أن تتخلص من التبعية الأمريكية وأي تبعية أخرى من أي دولة في المنطقة وسترجع مصر كما كانت.
عبد العزيز: هده الدول تدعم السيسي حتى يكون لها نفوذ وتأثير في مصر
ويقول أحمد عبد العزيز أمين الإعلام بحزب الاستقلال إنه لا يجوز لأي دولة أن تتدخل في الشأن المصري خاصة أن انتخابات الرئاسة تعتبر شيئًا داخليًا، وعلى الدول الخارجية ألا تؤثر على إرادة الناخب وهذه المسألة مرفوضة شكلاً وموضوعًا.
وأشار عبد العزيز إلى أن التدخل الخارجي ظهر وبقوة من بعض الدول التى أعلنت بطريقة أو بأخرى عن دورها في الشأن الداخلي المصري وكانت الإمارات نموذجًا، حيث استضافت أحمد شفيق للإقامة وشن من هناك الحروب على الرئيس السابق محمد مرسى والإخوان، وكانت دبي تدعمه وهذا لم يكن خافيًا على أحد فقد لعبت الإمارات دورًا كبيرًا فيما حدث في 30 يونيه الماضي.
وكان هذا تمهيدًا لاختيار رئيس بديلاً لمحمد مرسى يتوافق معهم ويقومون بدعمه وكان لوقت ما شفيق هو المرشح لهذا الدور، لكن يبدو أن الترتيبات تغيرت وأصبح السيسى محل أحمد شفيق.
وأضاف عبد العزيز أن روسيا تدعم السيسي لتكمل الثلاثية مع الإمارات والسعودية وأن هذا التدخل له أسباب تتجلى في أن هذه الدول تريد أن يكون لها نفوذ وتأثير في مصر خاصة دولة مثل الإمارات فقد رأت أنه يمكن أن يكون لها تأثير عن طريق دعم رئيس ما ودعم خارطة الطريق سواء ماديًا أو سياسيًا حيث عندما يأتي هذا المرشح يظل أسيرًا لمثل هذه المساعدات، وبالتالي سينعكس هذا على تعامله معها.
(المصريون)