قال قياديون في غرفة العمليات المشتركة بين قوات النظام السوري وقوات «حزب الله»، التي تخوض سوياً معركة القلمون، لـصحيفة «الراي» انه «تمت السيطرة بالنار على المدن المنتشرة في القلمون من دون الدخول اليها، ما عدا التوغل المستمر في مزارع ريما، شمال مدينة يبرود، والتي تشكل إمتداداً لها، تمهيداً للتقدم في وقت لاحق نحو يبرود عيْنها».
وكشف القياديون في غرفة العمليات المشتركة وفق (الراي) عن انه «سقط حتى الآن، اي بعد 10 ايام على بدء هذه المعركة 9 شهداء و21 جريحا في صفوف حزب الله، بينما كان سقط للحزب في الايام الاولى من معركة القصير 250 بين شهيد وجريح، وكان سبب هذه الكلفة حينها، يرتبط بطريقة التقدم العسكري والتكتيكات التي إختلفت كلياً الآن مع معركة القلمون. فتعليمات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله واضحة بعدم إستعجال النصر والتروي في التقدم للحد من الخسائر، لأن النتيجة ستكون نفسها بغض النظر عن العامل الزمني».
وتحدث هؤلاء عن انه «في اللحظة التي تسقط مزارع ريما سيتمّ الإلتحام المباشر، والذي من شأنه ان يؤثر كثيراً على حركة المسلحين القابعين في المرتفعات مع إنقطاع المستلزمات القتالية والذخائر والمؤن عنهم»، مشيرين الى «ان عمليات اشتباك عدة حصلت وتم التعامل مع المجموعات المسلحة على نحو ادى الى تدمير عدد كبير من تحصيناتهم والمغاور الصخرية المستحدثة، ما اتاح تقدم القوات المهاجِمة مسافة 1500 متر داخل مزارع ريما، وما زال التقدم مستمراً وفي شكل يومي».
وشرح القياديون في غرفة العمليات المشتركة بعض الملابسات التي تحوط بهذه المعركة، قائلين: «ان سبب عدم حصول تسريبات اعلامية مردّه الى ان القوى المتقدمة تندفع الى المرتفعات والعوارض الحساسة والسهول وان أخذ النقاط الاستراتيجية لإحكام السيطرة مهم جداً في العلم العسكري وليس في علم الإعلام، ولذلك فإن النقاط المهمة لا يتم اخذها في الاعتبار الصحافي وهذا ما لا نهتمّ به كثيراً في خضمّ المعركة».
وأكدوا ان «هناك عددا من الآليات تعرضت للضرب من المجموعات المسلحة، وهذا امر بديهي لأن الجيش والقوى المهاجمة تقوم بالمناورة والتقدم والإلتفاف والحركة الدائمة وهو ما يعرّضها لضربات القوى المدافِعة الثابتة، وقد طلبت القيادة من القوى المهاجمة ان يكون التقدم مصحوباً بالحيطة والحذر دون الإلتفات الى سقف زمني معين».
وأشار هؤلاء الى ان «حزب الله يستخدم تكتيكات جديدة في بقعة جغرافية واسعة ومعقدة لتكون مثالا حاضرا في المستقبل في اي عمل قتالي ضد العدو الاسرائيلي والأعداء المفترضين في الداخل (اي التكفيريين وغيرهم)، فالعدو يعمد الى سيناريوات وهمية لاجراء مناورات مستخدماً ذخائر خلبية (غير قاتلة) في الوقت الذي يناور حزب الله بقوى تفوق الخمسة عشر ألف مقاتل في عملياته العسكرية الحالية، ممتلكاً المبادرة في توقيت الهجوم ونوع الاتحام ومكانه».