نشرت الناشطة آيات حمادة، وهي عضو جبهة طريق الثورة، شهادتها على الأحداث التي تعرضت لها خلال فترة حبسها، والتي استمرت حوالي شهرين، منذ تم القبض عليها في 28 ديسمبر، وحتى إطلاق سراحها منذ 5 أيام، في 18 فبراير.
قالت آيات في شهادتها إنها تعرضت مع باقي المحتجزين معها للضرب والسباب البذيء، كما تم إجبار الشباب على التعري والاكتفاء بملابسهم الداخلية، وأجبروا أيضًا على ترديد أغنية “تسلم الأيادي” وسب أنفسهم.
وأضافت آيات أن قوات الأمن فتحت المياه داخل الزنزانة، وأن الفتيات تعرضن للتفتيش المهين والتجريد من الملابس على يد السجانات في سجن القناطر، وأُجريت لهن فحوص حمل، وهُددن بالكشف على عذريتهن.
يُذكر أن وزارة الداخلية كانت قد نفت تمامًا كل الأنباء والشهادات المتداولة عن التعذيب على لسان الوزير محمد علي إبراهيم، واللواء أبوبكر عبدالكريم، مساعد الوزير لشؤون حقوق الإنسان.
وإلى نص الشهادة:
أولا ذهبت إلى جامعتي بنية المشاركة في مظاهرة سلمية اعتراضا على فصل واعتقال الطلاب، واستشهادهم بداخل المدينة والحرم الجامعي وهذا حق تكفله اللائحة الطلابية.
عند وجودي في الجامعة وأمام الكافيتريا التُقطت عدة صور لتواجد قوات الأمن داخل الحرم الجامعي وهذا أمر مرفوض مطلقا.
جاء أحد أفراد أمن الدولة إليّ وأمسك بيديّ بشدة وعنف وأصر على أخذ هاتفي فقلت له انت مالك أنا بصور جامعتي، فجذبتني الفتيات بشدة وتخلصت منه.
بعد ذلك قررت الخروج من الجامعة لعدم وجود حشد قوي، وأثناء ذهابي إلى الباب سمعنا أصواتا أنا وزميلاتي بعد علمنا باعتقال هاجر أشرف، زميلتي من المدرسة وعند نظري للخلف وجدت الطالبة (أسماء نصر) ولم أكن أعرفها مطلقا وقد اصطف القوات حولها وفي محاولة لإدخالها المدرعة، وقد تم تمزيق خمارها. حرك المشهد إنسانيتي فتحركت نحوها بسرعة، وهتفت بصوت عالٍ (بنات مصر خط أحمر) حسبي الله ونعم الوكيل فيكم يا كلاب انتو مش رجالة؟
كانت هناك فتاة قد أخذت بالسب بألفاظ خارجة وعند بداية تنبهي لها وجدت كل من حولي يجري، ووجدت أحد ضباط أمن الدولة يجذبني من شعري لدرجة أن (التوكة) انكسرت بداخل رأسي فجرحتني، وأخذ يجذبني نحوه والبنات يجذبونني نحوهم حتى أخذني من بينهم، وبعدها وجدت الكثير حولي وقد بدأ التحرش بي، وعند قدومي نحو المدرعة دفع الضابط أسماء إلى الداخل بضربة قوية وأنا بنفس الضربة إلى داخل المدرعة، وقال (جبنالك اللي تونّسك) فقلت له هي دي التهمة؟ تعمدت عدم إظهاري الدموع أمامهم برغم من أني كنت أتألم.
بعد دخولي المدرعة وجدت العديد من العساكر نظراتهم تكذّب كلامهم بأنهم سينزلوننا عند رحيل الضابط، وتنبهت لعدم وجود حقيبتي، وبعد دقيقة جاءت طلقات الخرطوش التي ستوضع لنا في الحقيبة غصب عنا، وعند صراخ أسماء خاف الجميع من حشد المتظاهرين عند المدرعة فأخذ الخرطوش من الحقيبة. وقال خلاص خلاص هيعملوا إزعاج، وفوجئت أسماء بوجود الفارغ أثناء التحقيق.
دخل هذا الشخص الذي قد ألقى القبض عليّ وقال لي انتي قولتي عليّ *** قلت له أنا مش بشتم بس حضرتك مش فعل رجولي إنك تضرب بنت وتقطعوا طرحتها. قال لي أنا مش راجل طب أنا بقي هأثبتلك وأخليكي مش بنت، وبدأ يهدد. دخل شخص آخر وقال أي بنت (لفظ وحش جدا) هتتكلم وتقول لأهلها حاجة هـ….. (لفظ اوحش منه).
وقتها شعرنا بالخوف من كل ما قالوه، وبعدها جاءت طالبة إلى المدرعة (شيماء) سألتنا عن حالنا فأعطيتها المصحف والموبيل وبعدها بدقائق أدخلتها القوات المدرعة، فاعترضت فتاة أخرى (ياسمين) فدخلت معنا، وأصبحنا أربعة، وكانت هناك جروح في رأسها من أثر خبطها في عواميد النور.
تحركت المدرعة إلى باب كلية صيدلة، وطلبوا منا النزول، وجاء بوكس وطلبوا منا الصعود إليه، ورفضوا فتح الجزء الذي يسهل صعودنا، وصعدنا بعد معاناة من ألم جسدي ونفسي وجاء أربعة فطاحل (أمن دولة)، فصعدوا وركبوا معنا وعند سؤالي عن مكان ذهابنا قال لي بحدة (أمن الدولة إن شاء الله)، وتم أخذ هواتفنا وبطاقات إثبات الشخصية مع سيل من الألفاظ الخارجة والكلام الخارج عن الآداب نهائي.
وصلنا إلى أمن الدولة، وعند طلب اللاسلكي رد أحدهم، وقال وديهم قسم ثان مدينة نصر ذهبنا إلى قسم ثان، وما بين تخبيط وضرب وشتائم قذرة جلسنا سويا، وقد بلغ عددنا 12 بنتا.
وعند مرورى من بين الشباب وجدت Ahmed Gamal Ziada ونادى عليه وعرفته وقتها، وعند رجوعي مرة أخرى تم سبّي من قبل الضابط لأني نظرت إليه إلى أن نزلنا الحجز (غرفة الانتظار)، وكنا نسمع أصوات ضرب الشباب وفوجئنا بدخول هاجر أشرف وروضه.
كانت الغرفة باردة لدرجة الارتعاش طلبت من الضابط غلق المروحة فشتم وأخذ في تعلية هواء المروحة، وكل فترة يأتي ليسب ويشتم، ويطلب منا الوقوف وعدم الجلوس. سمعت أصوات الشباب وعلمت أن هناك شابا حُلق ذقنه وقالوا له يا أبو دقن عيرة، وهكذا إلى أن وصلت الساعة الثانية فجرا، فطلبوا منا الخروج من الحجز، وفوجئنا بدخولنا من عدة مداخل إلى باب خلفي وعدة صفوف أمن، ثم طلبوا منا الصعود إلى عربة الترحيلات، وفوجئنا بوضع الأولاد بداخلها، ووُضعنا في مكان جلوس الأمين، كنا 14 فتاة في مكان لا يسع لأربعة أشخاص.
وصلنا إلى معسكر الأمن المركزي، وعند دخولنا تم وقوفنا في مقابلة الحائط مع سيل الشتائم، وأخذوا يضربون الشباب بعنف، وطلبوا منهم خلع ملابسهم (ما عدا الشورت) ونحن واقفات أمامهم،
وبدأوا ضربهم بالعصيان والأحزمة، وأي بنت تبدأ في عمل أي رد فعل تُشتم وتُهدد بما قيل مسبقا، وطلبوا منهم غناء تسلم الأيادي، وضربوهم ضربا مبرّحا حتى رددوها، وبعد ذلك يسألهم انتو رجالة ولا حريم، ويبدأ الضرب إلى أن يقولوا حريم فيقول مش سامع انتو إيه، وهكذا ثم يطلب ترديد عبارة إحنا كلاب وعبيد وهكذا، ونحن واقفات، وكان الغرض هو كسر الشباب أمامنا.
بعد الانتهاء منهم طلبوا منا- واحدة واحدة- القدوم وأخذ يفتش الحقائب، وأخذوا كل شيء منا فلاشة النت والفلوس والمفاتيح وغير ذلك، بعد ذلك طلبوا منا الدخول إلى زنزانة، دخلنا وسمعنا صوت مياه، وتم غلق الباب وبعد ذلك اشتد الصوت، ووجدنا دفعة من المياه تغرق الأرض، فأخذنا في النداء والضرب عالباب، ولم يستجب أحد، اقترحنا تمثيل أن هناك موبيل معنا، ونجحت الفكرة، فدخلوا وقالوا فين الموبايل اللي هنا
فطلبنا حلا لهذه المياه، ونحن نعلم أنها مدبرة، فأعطونا ممسحة وشنطة بلاستيك، وبدأنا العمل على تقليل المياه.
ومرت الأيام هكذا أربعة أيام من العذاب، كنت كلما قلت لأحد أنا مش إخوان وأصلا كنت ضدهم يقول لي انتي كدابة زي رئيسك.
سألت مرة عن حال الشباب فتم التعليم على اسمي، وعندما جاء وكيل النيابة كان يعتصرني أسئلة، وكان يكذّبني في أشياء أثق من إجاباتي فيها.
رأيت وقت التحقيق أثر جروح عند الشباب كثيرة، بعد ذلك تم ترحيلنا إلى سجن القناطر يوم الثلاثاء.
تم تفتيشنا بشكل مهين جدا جدا جدا وجردونا من ملابسنا، وتم تهديدنا بكشوف عذرية، ولكنها لم تحدث نهائيا، وتم عمل اختبارات حمل فقط، واحتُجزنا في السجن بعد ذلك.
هذا ما حدث في المعسكر والقسم، أما في السجن فالانتهاكات كانت التفتيش وغلق باب الزنزانة المستمر مع مرض اثنين بالغدة، وظهور الأعراض عليّ، وحدوث تشنجات لعدة أفراد، وعدم المعاملة بإنسانية في المستشفى، ليس معنا فقط ولكن مع الجنائيين أيضا، كأنهم يعاقبونهم فوق عقوبتهم عقوبة أخرى.
هذا ما حدث وما أتذكره من انتهاكات نسيت الكثير منها، كنت قد دونت كل شيء، ولكن للأسف قد منعت الأقلام والأوراق منا، وتم تقطيع كل ما كتب.
تحدثت عن الانتهاك، ولكني سأتحدث مرة أخرى في بوست آخر عما يحدث من انتهاكات للجنائيين بداخل السجون. وسأتحدث عن أشخاص سياسيين تم نسيانهم داخل السجون، وكانوا من أكثر الناس حبا وخدمة لي.
الشروق