كشفت أسر أطفال معتقلين عن تعرضهم لانتهاكات خلال احتجازهم، في أحدث حلقة من مسلسل الاعتداءات والتنكيل بالأطفال القصّر الذين تم اعتقالهم على خلفية مشاركتهم في المظاهرات المناهضة للسلطة الحالية، أو من قادهم حظهم السيئ في طريق الأمن.
وقالت والدة فارس بهاء الدين إن نجلها الذى يبلغ من العمر 17 عامًا أعتقل أثناء توجه إلى الصيدلية لصرف الدواء ولكنه فوجئ بأفراد يرتدون زيًا مدنيًا يعتدون عليه ويضعونه داخل سيارة بوكس ولم يكن هناك وقتها أى تظاهرة وتم ترحيله إلى نادى المحروسة التابع للقوات البحرية بالإسكندرية ثم إلى مديرية الأمن.
وأضافت أن قوات الأمن عاملة ابنها معاملة قاسية داخل مديرية الأمن ووضعته داخل حجرة صغيرة بها قرابة 90 مسجونًا ومعتقلاً وتم تقييده بطريقة غريبة, مضيفة أنها عندما التقت نجلها فى الزيارة الأولى اشتكى لها من سوء المعاملة وتدهور الأوضاع داخل مقر احتجازه, مشيرة إلى أنه تم ترحيله إلى مؤسسة الأحداث فى كوم الدكة ثم إلى المؤسسة العصابية بالقاهرة ووجهت له تهم التظاهر وقطع الطريق وتكدير السلم العام.
وقال والد عمر فتحى عبد العزيز, إن ابنه تم اعتقاله يوم 26 ديسمبر الماضى عقب صلاة العشاء وهو عائد من “الدرس”, موضحًا أن طفله فوجئ بالاعتداء عليه بالضرب من قبل أفراد يرتدون زيًا مدنيًا واجبروه على استقلال ميكروباض توجه بهم إلى قسم منتزه أول وقاموا بتحرير محضر له على الرغم من نه لم يدخل القسم ثم تم ترحيله إلى مديرية أمن الإسكندرية.
وأكد أن النيابة أمرت بحبس أبنه حبسًا احتياطيًا أكثر من مرة 15 يومًا على ذمة التحقيق ولم يحضر امتحانات بعض المواد وامتحن 4 مواد فقط بعد اعتقاله, مؤكدًا أنه عندما التقى ابنه فى زيارته الأولى لاحظ آثار ضرب مبرح فى جسده وبالتحديد فى قدمه, مشيرًا إلى أن ابنه تم ترحيله إلى كوم الدكة.
وتابع: “الأطفال يتم الاعتداء عليهم داخل السجون ولكنهم لا يرغبون فى قول ذلك حتى لا يشغلون بال أولياء أمورهم أكثر من ذلك, ولكن عندما نقوم بالزيارة للاطمئنان على الأطفال نرى أن عيونهم مكسورة من كثرة الإهانة.”
وأشار والد الطفل عمر إلى أن التهم الموجهة إلى ابنه الانضمام إلى جماعة إرهابية محظورة على الرغم من أن عمره لا يتجاوز الـ16 عامًا تقريبًا.
من جانبها، قالت والدة طفل رفضت ذكر اسمه خشية من التنكيل با بنها داخل محبسه، إن ابنها فى أولى ثانوى عام وقد تم اعتقاله أثناء وجوده فى منزل صديقه بداية شهر يناير الماضى، ولم يكن فى أى تظاهرة عند اعتقاله، لاسيما أنه كان يستعد لامتحانات الفصل الدراسى الأول, مؤكدة أن قوات الأمن قامت بتعذيبه من خلال ضربه وصب المياه عليه ثم صعقه بالكهرباء وهو مقيد الأيدى بالكلبشات وذلك عقب اعتقاله وقبل وصوله إلى محبسه فى كوم الدكة بالإسكندرية – بحسب قولها.
وأضافت أن طفلها قال لقوات الأمن لو سمحتم فكولى الكلبشات عشان أيدى وجعانى ولكنهم قاموا بضربه حتى فقد الإحساس تمامًا فى إصبع الإبهام فى يده اليمنى, مبينة أن ابنها مصاب بأنيميا فى الدم أدت إلى إصابته بتليف فى الكبد, مشيرة إلى أن قوات الأمن لفقت له تهمة قتل – بحسب تعبيرها.
وأوضحت أن ابنها لم يحضر أول امتحانات له بسبب اعتقاله ولكن تم تشكيل لجان لاختباره فى باقى المواد داخل محبسه, مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن قوات الأمن وضعت نحو 41 طفلاً فى غرفة مظلمة ليس بها أكسجين لعدة ساعات داخل مبنى نيابة المنشية بدون طعام ولا حمام – بحسب تعبيرها.
وطالبت الجهات المختصة بضرورة الإفراج عن طفلها نظرًا لحالته الصحية السيئة, مؤكدة أن طفلها برئ من جميع التهم الموجهة إليه, مشيرة فى الوقت نفسه إلى أنه يعامل معاملة جيدة فى كوم الدكة.
وقال الناشط الحقوقى هيثم أبوخليل، مدير مركز “ضحايا” لحقوق الإنسان, هناك قصص كثيرة لأطفال معتقلين داخل السجون يأكلون وينامون بعد الحصول على إذن لهم بذلك وهناك من هم ممنوعون من قضاه حاجتهم, مشيرًا إلى أن ما يحدث لأطفال مصر هو بمثابة “حرب على المستقبل” بحسب قوله.
وأشار أبو خليل, إلى أن هناك فيديو تروى فيه فتاة تدعى سلسبيل الغرباوى مأساتها داخل السجون, مشيرًا إلى كشوف الحمل والعذرية والتحرش بالنساء, مضيفًا قائلًا هناك من يتعمد إذلال الفتيات بتعريتهن تماماً وخلع حتى الملابس الداخلية بل الإجرام يكتمل أنه يتم تعريتهن أمام بعضهن البعض ! خلاف تحرش قوات الأمن لهن داخل سيارات الترحيلات – بحسب قوله.
وأوضح مدير مركز “ضحايا” لحقوق الإنسان أن هناك والد طفل يدعى محمد عماد عبد الوهاب ناصر يبلغ من العمر 15 عامًا اعتقل فى أول يناير الماضى أكد أن نجله استقبل بحفلة تشريفة فى باستيل المرج وتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح قائلاً: “بكى الرجل وقال نحن من جيل الستينيات الفاشل الذى لم يعرف معنى الحرية هم يريدون قتل الجيل القادم ولابد من مقاومة لهؤلاء المجرمين”.
وأشار أبو خليل, إلى أن والد الطفل خالد محمد خميس اعتقل فى نوفمبر الماضى قال إن ابنه الذى اعتقل كان يساعده فى تدابير وتكاليف الحياة اليومية على الرغم من أنه مريض ويحتاج لحقنة كل 15 يومًا نتيجة إصابته بالروماتيزم المزمن, مشيرًا إلى أن والد الطفل أيضًا مريض ويعانى من عجز فى يده ورجله.