نشرت وكالة الأناضول للأنباء تقريرًا رصد حال الرجال “الملتحين” في مصر عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، حيث خلص التقرير إلى أن الرجل الملتحي بات مدانا ومشكوكًا فيه من قبل الجهات الأمنية حتى تثبت براءته.
وقالت الوكالة في تقرير حمل عنوان: (بعد عزل مرسي.. الملتحي في مصر “مدان” حتى ثتبت براءته): إن “احتجاز الشخصيات الملتحية في مصر، بدأ بعد عزل الرئيس (الملتحي)، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي”.
ووثق التقرير حالة الشاب الملتحي “محمد فتحي”، حيث “دخل أحد أقسام الشرطة المصرية بمحافظة الجيزة (جنوب غرب)؛ للاطمئنان على صديقه، الذي ألقي القبض عليه في إحدى المظاهرات، المناوئة للسلطة الحالية، فتم احتجازه بالقسم”.
وقال ضابط شرطة بالقسم، لأحد مرؤوسيه، وهو يسلمه فتحي: ” خلي (دع) أبو دقن (الملتحي) ده هنا لغاية ما نشوف (حتى نرى) حكايته إيه”، وهي العبارة التي رأى التقرير أنها “تكشف عن أن “اللحية”، باتت في حد ذاتها، محل اشتباه لصاحبها”.
وأضاف التقرير: “الرجل الملتحي في مصر أصبح شخصا مشكوكا فيه من قبل رجال الأمن، خاصة في الأكمنة، التي يقيمونها، في بعض الأماكن الحيوية على الطرق، بالقاهرة، والمحافظات، مثل مترو الأنفاق، ومحطات السكك الحديدية، ولحين نفي التحريات الأمنية لتلك الشكوك ، يبقى الرجل الملتحي رهن الحجز، وهو ما حدث مع فتحي، الذي قال: “بعد يومين من الحجز، تم الإفراج عني بعد أن أثبتت التحريات انتمائي، إلى عائلة ليس لها تاريخ مع العمل السياسي”.
وتابع الشاب الملتحي: “بذلت عائلتي مجهودا ضخما لتحريك هذه التحريات، بشكل سريع، وذلك من خلال محام شهير، يتولى قضايا العائلة”.
وفي المقابل، رصد التقرير أن “فتحي الذي قضي يومين رهن الاحتجاز، كان يمكن أن يخرج مباشرة فور القبض عليه، لو أنه يمتلك بطاقة عضوية في “حزب النور” السلفي، كما حدث مع المواطن، الذي ألقي القبض عليه في الإسكندرية “شمال القاهرة”، وبمجرد أن أطلع رجال الأمن، على بطاقة عضويته بحزب النور، أخلي سبيله”، بحسب مقطع فيديو، تم تداوله على موقع التواصل الاجتماعي، “فيس بوك”.
وأشار تقرير وكالة الأناضول إلى أن حالة شاب الإسكندرية تكررت مع كثير من الملتحين، الذين يترددون على محطات المترو القريبة، من مناطق تظاهرات “التحالف الوطني لدعم الشرعية” المناصر لمرسي.
ويعد حزب النور، ذو التوجه السلفي، من أبرز الكيانات المؤيدة للسلطة الحالية في مصر، وشارك ممثل عنه في الجلسة التي عقدها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي مع رموز الأحزاب، والشخصيات العامة، قبل إعلان عزل الرئيس محمد مرسي.
وقالت صحيفة “الوطن” المملوكة لرجل الأعمال محمد الأمين، والموالية للسلطة الحالية، في عددها الصادر الثلاثاء الماضي إن “وجود شخص ملتح في محطات المترو القريبة، من مكان التظاهرات، بعد فض الأمن لها، يصبح مسار قلق بالنسبة لرجال الأمن” بحسب قول أحدهم للصحيفة.
وأضاف: “لا نحجز أحد تعسفيا، ولكن القلق من تسلل الإخوان للمترو وقت المظاهرات، يحتم علينا الحذر الشديد، حتى لو نتج عن ذلك بعض المضايقات الفردية لبعض الأشخاص”.
لكن الناشط الحقوقي بهي الدين حسن، رئيس مركز القاهرة للدراسات الحقوقية، لا يتعجب من وجود مثل هذه المضايقات في هذا التوقيت؛ حيث يقول: إن “الواقع تجاوز مثل هذه المشكلة، يا ليته يقف عند هذا الحد، الذي يهون أمام ما يتم رصده يوميا، من انتهاكات، وتعذيب بالسجون”.