لعبة سخيفة لا تمت إلى الثقافة فضلاً عن الإنسانية تمارسها قناة النيل الثقافية المصرية منذ إنشائها عام 1998م، وحتى اليوم لكن على درجات ومراحل مختلفة اتسع أوراها الآن بما يستعصي على فهم المحترمين ويعيي الشرفاء، ويصيب أصحاب العقول في مقتل، فإذا كان التلفزيون المصري كله تتقاذفه نيران، فإن القناة الثقافية تقف بمعزل في آتون نيران صعبة الفهم وتستعصي على الخيال، ولا أقل من أن يكتب أحدنا اسمها على جوجل أو أي محرك بحث آخر ليفاجأ بنتائج هي خليط، للأسف الشديد من (التمحك) بالثقافة والإنسانية منه ومنها براء..
كاتب هذه الكلمات عوضاً عن إنه عضو اتجاد كُتّاب مصر، شرف بطباعة 5 كتب بين روايات ومجموعات قصصية بالهيئتين المصريتين العامتين للكتاب ولقصور الثقافة، و3 سلاسصل قصصية بمكتبة عربية شهيرة، أذيع اول برنامج له على شاشة النيل الثقافية وللقناة، اي فور افتتاح القناة تمت إذاعة حلقة من إعداده تحت عنوان: هل تصبح الثقافة ديوان العرب؟ ولكن عام 1999م، العام التالي لعمله بالمحطة شهد تثبيت من عملوا بالعقد المؤقت بها، وكان أن رفض نظام مبارك تثبيته، بعد تعاقده، لذا تم طردي من ماسبيرو كله، دون نظر لا لكفائة أو مهنية، فالأمر يخص نظام مبارك، وكفى، وهكذا خرجتُ مجبراً.
وعانيتُ الغربة في وطني قبل خارجه، واضطررت في النهاية للغربة الحقيقية، لكن لما قامت ثورة يناير 2011م أحسنت الظن بها وبالأمور في مصر، فعدتُ على جناح السرعة مقدماً طلباً للوزير أسامة هيكل، وزير الإعلام آنذاك، مطالباً بعودتي وضم فترة عملي مع إقصائي، واحتسابها فترة عمل، كأي مجبر على ترك عمله، فضلاً عن تثبيتي مساواة بزملاء لحقوا بالقناة من بعدي وصاروا رؤساء لهم، ولم أعلم بنتيجة الطلب آنذاك، فاضطررتُ لتقديم طلبات أخرى من بعد للوزير أحمد أنيس، ومن بعد للوزير صلاح عبد المقصود، وزير الإعلام من قبل الإخوان، والاخير أعادني على حالي عام 1999م أي متعاقد، فتظلمتُ لديه، فأمر مستشاره القانوني، محمد الدمرداش العقالي، نائب رئيس مجلس الدولة ببحث الأمر، ولما طلبي أوراقي من شئون العاملين فوجىء بموافقة على ب الذي قدمته لأسامة هيكل ف 3/8/ 2011م تاريخ اول جلسة لمحاكمة مبارك، وقد ومازلتُ أحسب أن للأرقام في خضم ما يحدث في مصر دلالة، وقد وافق رئيس الاتحادآنذاك الدكتور ثروت مكي على طلباتي من ضم لفترة ابعاد مع فترة الخدمة وتثبيت، وإلحاق 14 عاماً من الإبعاد بعمري، وبالفعل ارسل المستشار الدمرداش لرئيس القطاع آنذاك عمر أنور مطالباً بالتنفيذ في 6 يناير 2013م، ولكن الدولة الغبية العميقة أبت إلا أن تطل برأسها، فتم (ضرب) قرار على القرار، والأخير يفيد بعدم الموافقة، فقلتُ للوزير عبد المقصود:
ـ حولني والقرار والموظف الذي زوره للنيابة تفيدك .. ولا تحاسبني بتزوير غيري، وكفى ما عانيتُ لسنوات من جراء الأمر. .
فلم يستجب، وأكتفى باستطلاع رأي مستشاره القانوني، الذي أدخلني المتاهة من جديد حتى أقر في 11 من مارس 2013م بنصف حقي أي بضم قرابة سنوات فقط بدلاً من 14، وأصر على هذا، واصر السيد الوزير، فقبلتُ بالأمر الواقع، إلا أن دولة التلفزيون العميقة المستعصية على المنطق رفضت التنفيذ من جديد حتى جمعتُ على مدار 3 شهور الاوراق التالية: 2 موافقة رئيس اتحاد، 1 موافقة لجنة مديري إدارات، 1 موافقة جهاز تنظيم داخلي على التثبيت وهو أحد أهم أجهزة الدولة في الامر، وبعد كل هذا تم إرسال الأوراق للجهاز الخاص بالتنظيم والإدارة الأب بمدينة نصر بأختام شعار الجمهورية وسيركي واضح..، ولو كنتُ من انصار مبارك ما أبعدت من الأساس، ولو كنتُ من انصار مرسي ما ظلمتُ ونقصت فترة خبرتي إلى النصف ولم تنفذ وبقيتُ على حالي أيام مبارك..
وجاء عهد 30 يونيو و 3 يوليو علي وعلى الثقافية ففوجئتُ بأن السادة من المذيعين وبالأخص مذيعة برنامج اسمه الرواد راعيتُ الله في جلب ضيوف مجانية تصعد لوجه الله ثم الضمير إلى جبل المقطم في زمهرير وقيظ الشتاء والصيف، فيما عمرها يجاوز الستين، إذ تقاس الضيوف بالمازورة، أو بمقياس الترزي البلدي، وكان غالب الضيوف، مع الاحترام من مثل: يوسف القعيد، محمد سلماوي، د جمال الدين البيومي، احمد ميتو، محمد عيد إبراهيم، محمد علي احمد، محمد لطفي إبراهيم، وغيرهم من رواد الحياة الثقافية على تنوع ألوان الطيف، فقط لأني دعيتُ أول رائد لحركة داخل القضاء المصري المستشار وليد شرابي، لتعطل الهانم التصوير وتثور وتتهمني بما يضاد الثقافة، ويفتح التحقيق من بطن المجهول بعد 30 من يونيو بأن جميع الضيوف وفيهم محمد عبلة التشكيلي عضو لجنة ال50 للدستور المصري 2013 م من الإخوان..
وهلم جراً فمن زميل اسمه حافظ هريدي يعمل في رئاسة تحرير الب رنامج الأبرز على شاشة المحطة، اما بعد، المذاع من 8 حتى 10 مساء، ويتم فيه طرح قضايا سياسية لا تمت للثقافة بصلة، مع عدم حضور الزميل لأنه يعمل مساعداً لنائب رئيس تحرير جريدة اقتصادية كبرى في مصر للشئون السياسية، واسمه على ترويسة جريدة المال ص 6 لمن يريد التاكد، ثم هو يعمل معداً يوم السبت في البرنامج الذي هو رئيس تحريره ليصل إلى السقف الذي يقول أن راتبه عن العمل، بعيداً عن الأساسي هو 10,800 جنيه مصري، وهو ضعف ما يحصل عليه برامجيو التلفزيون كله، ولا عجب في هذا فالمحطة تنفق قرابة المليون ونصف مليون جنيه شهرياً على 68 برنامج فقط، وهو ما لا يحدث في تلفزيون كفر البلاص ولا غيره، إذ لا تعاد البرامج مساء لأنه لا وقت لإعادتها، بل يقبض الزملاء أحياناً مالاً دون إذاعة للحلقات، ولا حياة لأحد في خضم هذا المال الحرام المبذور، الزميل هريدي طلب مني مغادرة البرنامج بعد 30 يونيو، وهوه كده أي لا سببـ فرفضتُ فما كان منه إلا أن سلط زميلاً آخر اسمه طارق عبد الفتاح وهو دوبلير بأفلام من مثل: عبود على الحدود، الضابط الذي حقق مع علاء ولي الدين في الفيلم، رحمه الله، وطارق لمن لن يعرفه تعدى ال50 عاماً بلا بصمة لا في قلم محرري الخارجية، حيث بدأ العمل، ولا في السينما، ولا في الثقافية، ولذلك فهو مغرم بتحويل الثقافي إلى سياسي، وفي الحلقة قبل الأخيرة لي معه تكاتف السادة الزملاء مع السيدة المذيعة، الممثلة في الصغر، إيناس عبد الله-، وهي من تعيين الوزير الإخواني عبد المقصود، وابرز مؤهلاتها فيلم الحفيد، إذ كانت خالته التي تجري بملابس الصغار ليضربها الراحل عبد المنعم مدبولي دائماً، اما أبرز ما حدث في ذلك التاريخ، وبعد تواريخ أخرى من محاولات الجر إلى متاهات، فهو أن هناك فيديو فضيحة للزميل يمسك بخناق ضيف يمثل قامة عالمية اسمه د يونس الحملاوي، إذ إنه أستاذ في الحاسب الآلي، ورئيس جمعية تعريب اللغة العربية، وعضو مجلس إدارة مؤتمر هندسة اللغة بجامعة عين شمس، ولما كان ميعاد الحلقة 12 من ديسمبر 2012م، والأمم المتحدة أقرت 18من ديسمبر من كل عام كعيد للغة العربية وجاء الرجل تعليم بلجيكا وتكريم أمريكا وأكسفورد انجلترا ليوضح كيفية هندسة العربية الآن، إلا أن الزميل جرّف الموضوع وأصرعلى تحويله للدستور المصري المستفتى عليه آنذاك، فلما رفض الضيف التحويل، كعادة الثقافية منفقة الملايين على الهراء قام الزميل باستخدام مدفعيات العيار الثقيل من أخونة وإفساد الشاشة وهلم جراً بل اتهام فريق العمل والضيف والمسئولين بمبنى ماسبيرو بالتأمر عليه..
وحولتُ الأمر إلى الشئون القانونية، وجاء تقرير السيدة نائب رئيس قطاع المتخصصة التابعة له الثقافية ضده، وقارب الزميل المجازاة، فذهب لصحيفة خاصة يكتب باسمه بها ليكتب مقالاً هذا عنوانه: قناة النيل الثقافية خلية إرهابية في ماسبيرو، ويشن حملة شرسة على ماسبيرو وعلى كاتب هذه الكلمات، وبالفعل يتم استبعادي من العمل بالمحطة، إلى التعليمية حيث لا ناقة لي ولا جمل، ولا عمل، فيما الزميل الجامع بين عملين وفيديو فضيحة في مكانه لا يتعرض بسوء أحد له بل يهنأ رئبيس الاتحاد في نفس المطبوعة بعدها بأيام على قراره ويقترح عليه إبعاد آخرين والأتيان به..
أما نهاية المصائب فسحب أوراق تعييني المرسلة لجهاز التنظيم والإدارة منذ أكثر من سبعة شهور بلا سند لا من قانون ولا تشريع ولاعقل ولا منطق، ومن قبل الموظفين الذين جاء الإخوان بهم للأسف الشديد..
وليبق ال 172 زميلاً في الثقافية منفقين مليون ونصف المليون تقريباً شهرياً في بلد لا يجد فيه ملايين الفقراء قوت يومهم، وليبق زميل صهر لرئيس قناة سابق رائد يجمع بين عمله في قطاع الشئون الخارجية بوزارة الثقافة وإعداد البرامج بالثقافية وتقاضي أجر المتفرغ للعمل بها رغم وجود قرار يمنع وجود عاملين من الخارج بالمحطة، وهو قرار وزاري، وليبق زملاء يجمعون بين العمل الإداري والبرامجي في المحطة ليتقاضوا أكثر من 21 ألف جنيه شهرياً.. وآخر مخططات الثقافية يخطط لإقصائنا من التلفزيون المصري من جديد كما حدث لي في عهد مبارك، ولا تستجيب السيدة وزيرة الإعلام لمناشدة قامة من مثل الأستاذ محمد الحداد نائب رئيس تحرير جريدة أخبار اليوم لوقف هذا المسلسل ضدي، والمقال بتاريخ 18 من يناير الماضي..
ولك الله يا مصر.. ولنا الله من بعدك..
محمد ثابت توفيق