انتقد أحمد ماهر، مؤسس حركة 6 ابريل، تفكك قوى الثورة وانشغال شباب الثورة بالتخوين والصراعات الثنائية، وقال، في رسالة من محبسه، إن الثورة لن تستطيع تحقيق أهدافها مع حالة التفكك التي يعانى منها شباب الثورة، وستظل مستمرة لأنها لم تحقق أهدافها حتى الآن.
وأضاف في رسالته المنشورة على مدونته الخاصة بنشر كتاباته من دخل سجن طره، أن شباب الثورة امتلأ بأمراض نخب السبعينات, بل أصبح أسوأ من النخبة، معتبرا أن أمراض السياسة التي انتقلت للشباب أصبحت أكثر تقدماً وأكثر عنفا، وأن الصراع الرئيسي في مصر سيظل بين قطبيين، وأنه سينتهي بالتوصل لنقطة التفاوض، قائلا «العسكر والإخوان عارفين بعض».
وأكد ماهر أن القوى المدنية عبارة عن شوية منظرين ونخبة، لا يستطيع أحد منهم أن يواجه الشارع أو يبني قواعد شعبية حقيقية، وأن الشباب انشغل بتخوين بعضهم.
وفيما يلي نص رسالة مؤسس حركة 6 ابريل
الثورة أصلا لم تبدأ, أو تأتي بعد .
الثورة ستنجح عندما نكون نستحق هذا النجاح .
بقالي فترة عمال أتكلم في إحباط , الثورة ضاعت , إنضحك علينا بعد 11 فبراير 2011 , إنضحك علينا من المجلس العسكري في 2011 ، الإخوان خدعونا هم كمان ولبسونا في الحيط , الأجهزة والمخابرات إشتغلونا كلنا واستغلوا غباء وأخطاء الأخوان, ونزلنا 30 يونيو اعتراضاً على أخطاء الإخوان ومرسي وطالبنا بانتخابات رئاسية مبكرة, وفي الآخر العسكر ركبوا تاني في 3 يوليو, و دلوقتي كل ما قبل 25 يناير بيرجع تاني ، إنضحك علينا في 30 يونيو , و بينضحك علينا من العسكر من 11 فبراير.
إيه الإحباط ده !!! فين الجانب المشرق ؟؟!! فين نص الكوب المملوء ؟؟!!
الباعث على التفاؤل في كل ده إن في جيل من الشباب مش هيسمح إن ثورته تتسرق ، و إنه هيستكمل النضال ضد العسكر ، وجيلنا هيكسر الإستبداد تاني , و زي ما نزلنا 25 يناير و 30 يونيو هننزل كمان وكمان ضد أي ظالم ومستبد وكذاب ، ومحدش هيقبل بضياع الثورة وضياع دم الشهداء , ومش هنسكت إلا لما أهداف الثورة تتحقق .
بس برضه في مشكله , ومشكلة كبيرة كمان , دي أم المشاكل .
لإن إنت عارف إن الصراع الرئيسي قبل 25 يناير كان بين الحزب الوطني والإخوان ، أيوه قوى المعارضة نجحت في إطلاق شرارة الثورة ، أيوه “بعض” قوى المعارضة كانت بتعافر مع مبارك وبتتحداه وبتطالب بالتغيير , وصحيح إن حركات شبابية زي 6 إبريل و حملة البرادعي والإشتراكيين نجحوا في بدء التحرك يوم 25 يناير , ولكن بعد الثورة مكنش عندنا سيناريو متفق عليه ، والقوى المدنية تصارعت مع بعض أثناء وبعد الثورة , وأنصار “حمدين” رفضوا وضع اسم “البرادعي” في المجلس الرئاسي المقترح , والحركات الشبابية عملت مؤامرات ضد بعض . والعسكر عملوا عشرات الائتلافات – وطبعا فاكرين تحالف العسكر مع الإخوان في 2011 – أصلهم ملقوش حد جاهز يكلمهم ، وكمان الإخوان ريحوا العسكر في سبيل البرلمان ، ويمكن تم اشتغالهم أو استغلال انتهازيتهم .
وبعد 30 يونيو , البديل هو فلول مبارك, وطبعاً العسكر كده كده ضامنين مصالحهم ، العسكر ومصالحهم، والدولة ومكوناتها الداخلية وفسادهم ، القضاة وامتيازاتهم، إمبراطورية العسكر وتقاطعها مع شبكات الفساد المباركية العائدة بقوة الآن .
القوى المدنية كالعادة عبارة عن شوية منظرين ونخبة ومحدش منهم بيحب يواجه الشارع أو يبني قواعد شعبية حقيقية , حلقة مفرغة بندور فيها , تنظيم الحزب الوطني أو تنظيم الاخوان أو العسكر المتحكم في بقايا الحزب الوطني وشبكاته .
وبرضه الشباب بيقطع في بعض أثناء المعركة، تخوين ومزايدات وغل ونفسنه ومراهقة، فلان بيقولوا عليه إخوان وخلايا نائمة، فلان بيقولوا عليه خاين وعميل .
طبعا الأمن ليه دور في تأجيج الخلافات ونشر الشائعات بين صفوف الشباب وحركاتهم، بس برضه فيه نفوس كتير وحشة كتير.
الشباب مش قادر يعمل بديل أو ائتلاف قوي أو إتحاد قوي, وكل واحد يتعرف شوية يقوم يخرج من كيانه ويعمل يافطة جديدة, ويحارب المجموعة القديمة اللي كان فيها .
الشباب إتملى بأمراض نخب السبعينات , ويمكن أصبح أسوأ من النخبة ، وأمراض السياسة اللي انتقلت للشباب أصبحت أكثر تقدماً وأكثر عنفا .
ملحوظة : لا أستثني نفسي من الأخطاء والأمراض والمشاكل، أنا كمان أخطأت كثير, صحيح لسه بعتبرها رد فعل, ولكن أخطاء برضه، أنا كمان مش ملاك, ولم أرد على الإساءة بالحسنى, بل أحيانا رددت الإساءة بما هو أسوأ، كلنا زفت.
الإخوان زفت، والقوى اللامؤاخذه مدنية زفت، والمجموعات الشبابية زفت، والنخبة زفت، كلنا مليانين فاشية وإقصاء وأمراض نفسية، من أقصى اليمين لأقصى اليسار، ليبراليين أو عاملين ليبراليين وناصريين واشتراكيين وإسلاميين، كله زي بعض, وكله هيقصي الآخر لما يوصل للسلطة, وكله بيكذب, وكله ممكن يقتل خصومه أو يوافق على قتلهم.
والعسكر ونظام الفساد هم فقط المستفيدين، والمعادلة هتفضل ثنائية لوقت طويل في مصر.
أقولكم على خبر مش لطيف، الإخوان هيرجعوا تاني للأسف.
أنا عارف إنه خبر وحش للكثيرين، وإن البعض هيستغل الكلمة دي ويقولك شوف.. أهو طلع إخوان وبيناصرهم وطلع خلايا نائمة.
فكك من المزايدات ، فكر شوية، الإخوان صامدين رغم القتل والمدابح والاعتقالات والتنكيل، وبالتأكيد لا العسكر ولا الفلول ولا حلفاؤهم من القوى المدنية يقدروا يقتلوا أو يحبسوا ملايين. وكمان لسه أبناؤهم وأقاربهم, يعني بعد سنين من القتل والقمع والفوضى هنوصل لنقطة تفاوض, والإخوان هيرجعوا بشكل أو بآخر، والعسكر والإخوان عارفين بعض كويس .
هل إحنا مستعدين ؟؟؟!! لأ طبعا كالعادة .
إحنا فالحين نزايد على بعض, ونشتم بعض, ونفرح في حبس بعض, ونعمل مؤامرات ضد بعض، وبعضنا يروح يترمي في حضن العسكر أو الفلول ويقولك مكانش فيه أصلا فلول والعسكر زي الفل.
إيه الاحباط ده ؟؟!! طيب فين الثورة مستمرة , وجيلنا مش هيسكت إلا لما أهداف الثورة تتحقق ؟؟!!
آه صحيح إن جيلنا هيفضل يثور ضد السلطة لأن مافيش حاجة من أهداف الثورة اتحققت، ولكن برضه هيفضل يقطع في بعض لأن مش واضح إن الناس عقلت ولا هتعقل .
هنثور على العسكر وهنبهدلهم تاني، ولكن الإخوان قدموا تضحيات كتير وأكيد هيبقى ليهم استحقاقات كتير، وللأسف برضه مش باين إن الإخوان اتعلموا من أخطائهم أو اعترفوا بيها، حتى بيان الاعتذار كان شكلي. المهم هنثور على الإخوان تاني وبرضه هنفضل نقطع في بعض، وهتفضل المعادلة ثنائية لسنوات طويلة في مصر, عسكر وفلول وفساد, أو إخوان واستبداد وفشل, والموجات الثورية هتفضل شغالة.
المبشر بقى من وجهة نظري اللي قد تكون صح أو غلط، إن مع الوقت هيظهر شباب جديد وأجيال جديدة , تبقى أكثر وعياً و أكثر انتباها للأخطاء اللي وقعنا فيها.
وممكن برضه جيلنا مع الوقت ومع كتر العك نلاقي ناس تبدأ في المراجعات ونقدر نصنع البديل، وبدل ما المعادلة ثنائية فقط زي دلوقتي .. لأ يبقى فيها أطراف كتير بدل الفشل اللي إحنا فيه، وساعتها تقوم ثورة بجد, ثورة يعني تغيير حقيقي مش مجرد مظاهرات وموجات ثورية.
إحنا بدأنا في 25 يناير 2011، لأ إحنا بدأنا من 2008 ، وقبل كده كمان من 2005، لكن علينا كثير, ودلوقتي بنتعاقب كلنا وكلنا بنلبس .
الموجات الثورية لن تتوقف السنوات القادمة, لأن الأسباب اللي عملت الثورة موجودة، لكن مش هننتصر إلا لما نستحق الانتصار.