وبالعروبة دينـا ماله ثـانـيأمنتُ بالبعثِ ربـاً لا شريكَ ِلهُ
ومـُرَّ بجـثماني على ديني برهميفهبْ لي ديْناً يجمعُ العُرْبَ أمةً
وأهــْلاً وسهلاً بعدهُ بجهنميسلاماً ؛ على كفرٍ يُوحـِّدُ بيـننا
ملاحظة البعث يعني فيها حزب البعث
هل تعلمون أيها السادة أن هذه الأبيات قد طبعت على يافطة علقت على أحد أبواب التكية السليمانية في دمشق .
قبل كارثة تسليم الجولان عام 1967 بأيام قليلة نشر ابراهيم خلاص أحد عناصر الجيش مقالاً في مجلة جيش الشعب فقال فيها (إن الله والأديان والأنبياء هم دمى محنطة في متاحف التاريخ).
عندما أصبح رفعت الأسد مسؤولاً رفيعاً في الدولة وفي كلمة له أمام عسكريين قال: (كان في سوريا ثلاثة الله ،الإسلام،حزب البعث،قضينا على اثنين ولم يبق إلا حزب البعث).
في 2007 أحد أصدقاءنا تحدث مع اللواء اَصف شوكت حين كان رئيساً للمخابرات العسكرية في دمشق وطلب منه أن يفتح أبواب سجون المخابرات كي نتواصل مباشرة مع المتطرفين فيها, كي نقنعهم بخطأ منهجهم في الحياة ونقلهم إلى الاعتدال فلم يستجب إلى طلبنا, وكان في سجن صيدنايا مهجع يضم متطرفين كما كان يتحدث عنهم النظام ويغلق هذا المهجع بباب مطلي بالأسود , ولا يعرف كم عدد المسجونين خلفه إلا أن نظام الإجرام في سوريا أطلق قسماً منهم فكانوا من خلايا المتطرفين في داعش وغيرها , وكان يستعملهم النظام بين العراق ونهر البارد . ولا ننسى شكوى المالكي بحق بشار الأسد التي اتهمه بها بتصدير الإرهاب الى العراق, وبعد أن تم حل إشكالات التنافر بين الأسد والمالكي بضغط من الجنرال قاسم سليماني الذي أفهم الطرفيين أن كليهما مهدد بامتداد الثورة الشعبية السورية، فُتحت السجون العراقية والسورية معاً لعناصر استخباراتية سورية وإيرانية وعراقية لتنظيم فصيل مقاتل من عناصر القاعدة وليس أبو القعقاع عنا ببعيد والذي كان أداة من أدوات النظام والذي أرسل أكثر من ألف شاب للقتال في العراق قتل أكثر من نصفهم ومول أبو القعقاع هذه الحملات ثم إغتال النظام أبو القعقاع حين كُشف أمره , كما اغتال ايضا ًسعيد رمضان البوطي . ولا بد أن نشير إلى الشعارات والهتافات التي رفعت في عهد حافظ الأسد وكلنا نذكرها (يا الله حلك حلك تحط الأسد محلك . حط التين عالتفاح زمن محمد ولا وراح )
زياد رمضان شاب سوري من حمص كان يعمل في بيروت لدى شركة حواسيب تعرف هناك بشخص عرف فيما بعد (أبو عدس) وقبل حادث إغتيال رفيق الحريري بشهر كامل غاب أبو عدس عن عمله وافتقدته أسرته في مكان تواجده , ثم ظهر على التلفاز بأنه المسؤول عن اغتيال رفيق الحريري.
حين تسلم ميلس ملف إغتيال رفيق الحريري ورد اسم زياد رمضان في الملف وقد استدعى الأمن اللبناني كافة المحيطين بأبي عدس وتم التحقيق معهم ومن جملتهم زياد رمضان حيث لم يكن لديه أيً معلومات فتركه بشأنه وعاد إلى بلدته حمص , علمت المخابرات العسكرية بوجوده فلاحقته دون أي ذنب وأخيراً سلم نفسه إلى فرع فلسطين في الأمن العسكري وكنت شخصياً أشاهد التسليم حيث تعهد اللواء هشام اختيار بعدم الإساءة إليه , وبعد سنة من اعتقاله طالبت هشام اختيار بإطلاق سراحه فقال بأن لجنة التحقيق هي التي طلبت اعتقاله , فراجعت شخصياً لجنة التحقيق التي نفت طلب إعتقاله . ثم شكلت السلطة لجنة للتحقيق في مقتل رفيق الحريري براَسة غادة مراد فأرسلتُ إليها واصف رمضان عم زياد رمضان من أجل استدعائه والتحقيق معه وإطلاق سراحه وعندما قابل واصف رمضان السيدة مراد سألته أين يوجد زياد رمضان فقال لها في فرع فلسطين عندها أجابته والرجفان بادياً على وجهها انها لا تستطيع احضاره للاستجواب . وهكذا هو النظام يخترع الكذب والخداع . وما كانت لجنة التحقيق وأمثال لجنة التحقيق إلا عبارة عن وهم يسوقه النظام لإقناع بسطاء الناس بما يفعل وهو نظام قائم على الكذب والخداع منذ بداية حكمه .
جاء بشار الأسد الى الحكم وتم تعديل الدستور بدقائق معدودات ليصبح سن الرئيس المطلوب في الدستور يتناسب مع سن بشار الأسد , ثم ألقى المذكور كلمته في مجلس شعبهم وتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان , في إسلوب مخادعة كأسلوب والده حافظ الأسد الذي تحدث قائلاً لا أريد لأحد أن يسكت عن الخطأ ولا أن يتستر عن العيوب والنواقص . وحين تحدث الناس أيام الأسد الأب زج بهم في السجون وحل النقابات , وكنت واحداً من المعتقلين فأستدرج الناس بخطابه . وبدأ حراك سياسي واجتماعي في المنتديات وسميت تلك الفترة ربيع دمشق مع أنها لا تعدو أيام شتاء بطقس معتدل. ثم انقلب بشار الأسد على المجتمع وأغلق المنتديات وزج الناشطين في السجون ثم وضع يده على الحراك الاجتماعي اضافة للسياسي الذي كان معدوما ايام والده .
وللمناسبة ,عند وفاة حافظ الأسد كان رئيس الولايات الأمريكية بل كلينتون بينما كان رئيس سوريا عبد الحليم خدام بالوكالة بعد وفاة حافظ الأسد وعوضاً عن أن يتصل بل كلينتون بالرئيس عبد الحليم خدام لتعزيتة بوفاة الرئيس السابق وفقاً للأعراف الدولية فقد اتصل مباشرة ببشار الأسد معزياً ثم جاءت مادلين اولبرايت لتشارك في تشييع حافظ الأسد فاختلت ببشار الأسد قبل تشييع حافظ الأسد بساعتين ونصف ولا أدري هذه الخلوة شرعية أم غير شرعية , ثم صرحت بأنها تُثمن الانتقال السلس للسلطة في وقت أنه لم يكن بشار الأسد قد أصبح رئيساً وعلى قبر المرجوم أحد الصحفيين سأل الوزيرة عما دار بينها وبين بشار الأسد قالت له أن بشار يعرف ما عليه أن يفعل ,ولا ننسى هنا كيف أن الأب أرسل بعضاً من الجيش السوري إلى حفر الباطن ليحارب تحت الراية الامريكية . وفي بدء الثورة صرح رامي مخلوف مدير أعمال الأسرة الحاكمة بأن أمن اسرائيل من أمن سوريا .
قال تعالى في كتابه الكريم (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون )) وبالتالي فأن الإرهاب باللغة العربية هو التخويف وبلغة العصر هو الردع وكلمة terrorist بالإنكليزية يقابلها في اللغة العربية الحرابة إلا أن كلمة إرهاب قد أصبحت من قبيل الخطأ الشائع وسنستعملها على هذا الأساس .
أَوليس ما قلته سابقاً يندرج في اطار إرهاب الحزب الحاكم للجماهير السورية .
لقد عمد حافظ الأسد الى تصفية خصومه السياسيين , قتلاً أو سجنا وأدخل الرعب في نفوس المواطنين وأسكت من حوله بالفساد , ففي عهده انتشرت ظاهرت تقاضي العمولات عن المشاريع التي تنفذ في سوريا وشرعن ذلك حافظ الأسد نفسه ونتيجة ذلك سيطرت الأسرة الحاكمة على 85% من الدخل القومي وتحول 60% من الشعب السوري الى ما تحت خط الفقر .
استخدم نظام الأسد القانون ضد العدالة وهيأ الأجواء للعنف والقتل ,فالمادة 16 من المرسوم التشريعي رقم 14 تنص على حماية عناصر الأمن إذا ارتكبوا جرائم . ثم القانون 49 لعام 1980 الذي شرعن قتل كل منتسب للإخوان المسلمين وأصبح نحو ربع مليون سوري خارج سورية لا يستطيعون العودة الى وطنهم.
في الثمانينات أقدم رفعت الأسد على نشر زبانيته من الفتيات الصائعات وسلحهن بالرشاشات وانتشرن في شوارع وأزقة دمشق لينزعوا حجاب المسلمات من على رؤوسهن بقوة السلاح , مما أدى لإدخال الرعب في قلوب الناس , ووقع البعض صرعى .
وكذلك أقدم على اقتحام سجن تدمر ببعض من عناصر سرايا الدفاع في مطلع 1981 وقتل 913 سجين داخل غرفهم .
يُمارس التعذيب الوحشي الممنهج يومياً على السجناء سواء كانوا سياسيين أو غير ذلك . وفي سجن تدمر وحده قتل النظام أكثر من خمس عشر الف سجين تحت غطاء محاكم الميدان العسكرية وقد اعترف مصطفى طلاس أحد أكابر مجرميها بأنه كان يوقع على 150 حالة إعدام يومياً في دمشق وحدها وقد صرح بذلك الى مجلة دير شبيغل الألمانية .
كي أضع صورة أمام الحاضرين في هذه القاعة فإن سجن تدمر يستوعب لأكثر من 10 الاف سجين , وممنوع على السجين أن يمشي منتصب القامة أو أن ينظر في وجه السجان تحت طائلة ليس التعذيب فقط وإنما قد يصل الى التصفية .
يوضع 100 سجين مثلاً في غرفة لا تستوعب أكثر من 20شخص , ويجبر السجين أن يبتلع فأراً ميتاً في السجن , وتغتصب النساء والبنات ممن هو مسؤول عن حمايتهن أليس كل ما قدمت يندرج تحت مسمى الإرهاب .
عندما تستدعي السلطة مرتزقة طائفية من لبنان ومن إيران ومن العراق ليمارسوا سادية القتل والتقطيع بالسكاكين بداعي ثارات الحسين أليس هذا إرهاباً .
عندما يستعمل زبانية السلطة مناشير تقطيع الأخشاب لقطع رقاب الرجال من أجل إرغامهم أن يقولوا أن ربهم بشار أليس هذا إرهاباً .
عندما يدخل شبيحة النظام إلى المساجد فيحولوها إلى مراقص ويهزؤا بدين الله أليس هذا إرهابا .
عندما تمتد يد النظام الحاقد إلى خصومه لتصفيتهم خارج الحدود من كمال جنبلاط الى سليم اللوزي الى رفيق الحريري والشيخ صبحي الصالح ومفتي لبنان وبشير جميل وعدد كبير من الصحفيين اللبنانيين وصولاً إلى صلاح بيطار في باريس وبنان طنطاوي زوجة عصام العطار ,وعدد لا يحصى من ضحايا النظام داخل وخارج سوريا ومنهم محمد عمران أليس هذا إرهاباً .
استعمال السلطة لمجموعة من تنظيم القاعدة في مخيم نهر البارد ثم في سوريا باسم داعش من أجل التخريب الاجتماعي على الأرض, وقيام السلطة الحاكمة بإبرام عقود حماية حقول النفط في الشمال السوري لتوريدها للنظام وكذلك قصف المدن الأهلة بالمدنيين تسهيلاً لدخول تنظيم داعش مثلما فعل في اعزاز وغيرها , ووقف العمليات العسكرية على هذه المدن بعد سيطرة داعش عليها, وكذلك انسحاب قوات النظام من بعض المناطق بعد تسليمها لداعش مثلما فعل في مطار كويرس العسكري,ألا يعتبر هذا العمل دعماً من قبل السلطة للإرهاب واتفاقاً واضحاً معه .
إرسال قطعات من الجيش الى حفر الباطن ليقاتلوا تحت الراية الامريكية هل نصنفه إرهاب أم نصنفه عمالة .
إختطاف مؤلف كتاب سقوط الجولان خليل مصطفى بريز- الذي اتهم حافظ الأسد بالخيانة العظمى من لبنان الى دمشق – والحكم الصادر عليه من المحكمة العسكرية 15 عاماً قضاها 28 ولم يسأل حافظ الأسد عن ضياع الجولان أليس هذا إرهاباً .
المحامي السوري زهير الشلق كتب في صحيفة الحياة البيروتية مقالاً ورد فيه الجملة التالية ( أسد عليّ وفي الحروب دجاجة ) فاختطف من لبنان عام 1968 وحكم عليه من قبل المحكمة العسكرية 5 سنوات سجناً قضاها عشراً وخرج بحركة النقابات بعام 1978 وأعطي مهلة 3 ساعات للخروج من سوريا بلا رجعة .
هذا بالإضافة إلى ذكر جرائم الحرب وجرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها السلطة الحاكمة من قصف البراميل وصواريخ سكود بعيدة المدى وصواريخ أرض أرض , واستعمال الكيماوي وكافة الأسلحة المحرمة دولياً واستهداف المدنيين وحصارهم من أجل أن يموتوا جوعاً ومنع الغذاء والدواء والاغتصاب الممنهج للنساء وقصف أماكن العبادة من مساجد وكنائس وزج مئات الالاف في السجون وتهجير السكان . هذه الجرائم التي أضحت معروفة لدى القاصي والداني أليست هذه جرائم إرهاب ترتكبها السلطة الغاشمة التي تحكم خارج الشرعية والتي فقدت شرعيتها نتيجة هذا السلوك .
إذا كنا نريد أن نحارب الإرهاب فأول خطوة في ذلك هو محاربة إرهاب السلطة الحاكمة وبالتالي من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة ومن هنا أطرح على السلطة أن تريح الشعب منها وترحل توفيراً وحقناً للدماء .
هيثم المالح