استيقظت من الغيبوبة لتجد نفسها ممددة على سرير، ومقيدة في «الكلبشات»، وإلى جوارها ترقد وليدتها، التى سمتها «حرية».
هذا ما آلت إليه أحوال، دهب حامد عبدالله، التى ألقى بها حظها العثر فى طريق إحدى احتجاجات أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، منذ ما يقرب من شهر، لتجد نفسها متهمة بالتظاهر من دون تصريح ويجدد حبسها بقسم الساحل.
تعود القصة إلى الرابع عشر من يناير الماضي، بحسب رواية زوجها أشرف سيد، عندما خرجت دهب من منزلها فى طريقها إلى طبيب النساء الذى تتابع معه حالتها حيث كانت حاملا فى بداية شهرها التاسع، وكانت هناك وقفة احتجاجية لأنصار الرئيس المعزول، بشارع الساحل فى أول أيام الاستفتاء على دستور 2014، فوجئت بعدها بقوات الأمن تهاجم الوقفة وتقوم بفضها.
همّ جميع المارة فى الشارع بالفرار، والبحث عن ملاذ آمن من الاشتباكات، إلا أن دهب لم تتمكن من الجرى نظرا لطبيعة حالتها الصحية، فقام أفراد الأمن بالقبض عليها. وتم اقتيادها إلى قسم شرطة الساحل، لتحتجز فى ظروف لا تتناسب مع حالة حامل فى شهرها التاسع.
وتابع زوجها: بعد يومين من بقاء دهب فى قسم الشرطة تم تحرير محضر لها بتهمة التظاهر بدون تصريح، وتم عرضها على النيابة التى أصدرت قرارا بحبسها 15 يوما على ذمة التحقيق، متابعا: «لتجدد لها النيابة الحبس 15 يوما ثلاث مرات كان آخرها يوم الخميس الماضى 13 فبراير».
وخلال وجود دهب بالحجز داهمتها آلام الولادة، ليتم نقلها إلى مستشفى الزيتون التخصصى مساء الخميس الماضى، ونظرا لصعوبة الحالة وتردى وضعها الصحى قرر الأطباء، أن تكون الولاد قيصرية وحقنها الأطباء بـ«البنج»، لتخرج من عمليتها مقيدة بسريرها وممنوعة من احتضان وليدتها «حرية».
وردا على الواقعة قال مصدر أمنى بوزارة الداخلية إن المتهمة تحت تصرف النيابة العامة حاليا، وتم نقلها إلى المستشفى فى حراسة الشرطة، وأجرت عمليه الولادة دون أن يكون فى يدها القيد الحديدى، لكن بعد خروجها من غرفه العناية تم وضع الكلبشات، لاحتياطات أمنية فقط خصوصا أنها سيدة ولا يمكن أن يكون الحارس مطلعا على اسرارها الطبيه الخاصة بها والأمور النسائية واضطر الحارس إلى تقييدها خوفا من هربها.
وأشار المصدر الأمنى إلى أن هناك حالات كثيرة ممن دخلن غرف الولادة هربن من الحرس ووفقا للقانون فالحارس هو المسئول عن المتهم وفى حالة هرب المتهم يتم محاكمته وحبسه فى أغلب الأحيان لإهماله. وقال مصدر من النيابة العامة إن المتهم يتم وضعه فى الحجز أو المستشفى ويتم تعيين حارس عليه خارج الغرفة بعد تأمين جميع نوافذ الغرفة وأن مهمة الحارس هو تأمين الغرفة فى المستشفى ومنع هروب المتهم، ولكن وضع قيد حديدى عليه وهو داخل الغرفة يعد اعتداء عليه.
الشروق