يروي كتاب “ثورة تحت الحجاب” نضال نساء سعوديات للحصول على أبسط حقوق المرأة في مجتمع محافظ تحكمه التقاليد والأعراف الجامعة بين مفاهيم دينية متشددة وممارسات اجتماعية يطغى عليها الجمود.
وتقول كلارينس رودريغز مؤلفة الكتاب وهي صحافية فرنسية “أن تبوح المرأة بمكنونات صدرها ليس أمرا سهلا في مجتمع محافظ ومتشدد مع النساء مثل السعودية”.
وتضيف الصحافية “التقيت العديد من النساء اللواتي أبدين تحفظات حيال أسئلتي في بادئ الأمر، لذلك كان من الضروري التصرف بطريقة تمكنني من نيل ثقتهن، فقد شعرت بفضول شديد لمعرفة ماذا يوجد تحت العباءة أو الحجاب”.
ويحتوي كتاب “ثورة تحت الحجاب” الذي يصدر الخميس في باريس عن دار “فيرست” للنشر، ويقع في 352 صفحة، مقابلات مع ثماني نساء إضافة إلى رجل القانون سعود الشمري عضو مجلس الشورى، وتقول رودريغيز إنه ثمرة ثماني سنوات من العمل.
وكانت رودريغز قد وصلت إلى الرياض صيف عام 2005، ومنذ أن وطأت قدماها أرض السعودية وهي تبحث عما يدور تحت الحجاب.
وتؤكد الصحافية “لقد بذلت محاولات حثيثة للتقرب منهن للاطلاع على أحوالهن عن كثب وصارت الأبواب تفتح شيئا فشيئا إلى أن حظيت بثقتهن كاملة”، وتقول “إنها المرة الأولى التي تقدم فيها ثماني نساء شهاداتهن بقلب منفتح، إنه أمر لا سابق له”.
وتضيف “لقد رفضت البقاء أسيرة أفكار وآراء تؤكد أن السعوديات لا يفعلن شيئا أو لا يفقهن شيئا”، وهي تعتبر الكتاب “مناسبة للنساء لكي يتحدثن عن أنفسهن فالكل يتحدث عنهن من دون التقائهن أو معرفتهن”.
وأبرز من التقتهم رودريغيز الأميرة عادلة ابنة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، والناشطة مديحة العجروش التي كانت بين 43 امرأة تجرأن على قيادة السيارات في الرياض، بالإضافة إلى منال الشريف، كما قابلت أيضا عضو مجلس الشورى الأكاديمية هدى الحليسي، والناشطة على تويتر إيمان النفجان.
وقالت إن لقاءها بهؤلاء السعوديات دون غيرهن أتى”لأن المرأة بدأت التحرك من أجل تغيير الواقع، ومنذ سنتين يسعى الملك إلى إدماجها في المجتمع عبر السماح لها بالعمل في بعض القطاعات والترشح والتصويت في انتخابات الشورى والبلديات”.
وقابلت رودريغز هيفاء المنصور مخرجة فيلم “وجدة” الذي شارك في مهرجان البندقية السينمائي ونال جائزتين في مهرجان دبي السينمائي الدولي، كما حاز جائزة الجمهور في مهرجان فريبورغ السويسري.
وليس أمرا متاحا تصوير فيلم في بلد لا توجد فيه قاعات سينما فيما النساء شبه غائبات عن الساحة العامة.
وفي الرياض اضطرت المنصور إلى التصوير في شاحنة صغيرة بعيدا عن الأنظار وإدارة ممثليها عبر جهاز لاسلكي، وحاول عدد من سكان أحياء لمدينة إيقاف التصوير.
ولا تزال المرأة السعودية في حاجة إلى ولي أمر أو محرم لإتمام كل معاملاتها بما في ذلك الحصول على جواز سفر، وتعتبر السعودية الدولة الوحيدة في العالم حيث لا تزال المرأة ممنوعة من قيادة السيارات.
يذكر أن الملك أقر الحقوق السياسية للمرأة اقتراعا وترشحا في أيلول/سبتمبر 2011، وحق العمل في محلات المستلزمات النسائية في حزيران/يونيو 2012.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية