ذكرت مصادر واسعة الاطلاع أن عناصر تابعة للاستخبارات السورية تزود مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بأسلحة ايرانية المصدر، وذلك لمساعدتهم في مواصلة القتال ضد مجموعات المعارضة السورية الأخرى بما في ذلك الجيش السوري الحر.
وقالت المصادر نفسها إن النظام السوري يحاول اطالة أمد الاقتتال بين «داعش» وجماعات المعارضة الأخرى بهدف إضعاف الجانبين.
وتساءل مراقبون عن سبب عدم تعرض مقار «داعش» حتى الآن إلى هجمات جوية من جانب القوات النظامية، مثلما تعرضت مقار جماعات المعارضة الأخرى، وذلك رغم كون مقار «داعش» معالم واضحة بسبب رفعها أعلاما سوداء.
واشار هؤلاء الى أن النظام السوري لا يسعى حاليا إلى الحاق الهزيمة بـ «داعش»، إذ ان الرئيس بشار الأسد يأمل أنها ستهزم المعارضة المعتدلة بالنيابة عنه. وسيؤدي هذا الصراع أيضا إلى إضعاف تلك الجماعة الجهادية، وعند تلك النقطة ستدخل القوات النظامية السورية إلى ساحة القتال لتقضي على «داعش».
وذكرت المصادر أن تسليح «داعش» «ليس سوى حيلة من حيل اللعبة المزدوجة الخطيرة التي يلعبها نظام الأسد. فهناك تقارير حديثة تبين أن نظام الأسد تعاون مع داعش ليحمي منشآت النفظ والغاز في المناطق الواقعة تحت سيطرة تلك الجماعة، كما أنه سمح لها ببيع منتجات نفطية من تلك المنشآت ذاتها». وقالت المصادر انه «علاوة على ذلك فإن من الشائع كمعلومات عامة أن كثيرين من قادة الجماعات المتطرفة، مثل قائد جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، كان قد تم اطلاق سراحهم من السجون في وقت مبكر من اندلاع حركة التمرد من أجل تشكيل نواة للمعارضة الإسلامية كي تحتشد حولها ليصبح بإمكان بشار الأسد أن يزعم أنه يقاتل إرهابيين».
ورأت هذه المصادر ان «الرئيس السوري ارتأى وفقا لحساباته أن أفضل أمل له كي يبقى في السلطة يكمن في أن يجعل من داعش قوة المعارضة الوحيدة. ووفقا لتلك الحسابات، فإن الولايات المتحدة وأوروبا الغربية لن تصرا على أن يتفاوض الأسد مع جماعة ارهابية. وبناء على ذلك فإن الأسد ستكون لديه حرية القضاء على آخر ما تبقى من الجيوب المقاومة لحكمه الاستبدادي، وأن يحتفظ بالسلطة المطلقة وكأن الانتفاضة لم تحصل مطلقا».
واعتبرت المصادر أن «عواقب استراتيجية الأسد تلك على المنطقة هي عواقب مقلقة، إذ أن دعم داعش في سورية سيؤدي أيضا إلى دعم وتقوية داعش في غرب العراق. فالأسلحة التي تقدمها استخبارات الأسد إلى مقاتلي داعش ستجد طريقها بسهولة إلى الفلوجة ومدن الأنبار، وهي المدن التي تواصل فيها قوات الأمن العراقية منذ أشهر قتالها ضد جماعات من المتمردين التابعين لداعش». وختمت المصادر بالقول ان «ما يجعل الوضع أكثر تعقيدا، أن بعض تلك الأسلحة قد يكون منشؤها هو إيران وجرى نقلها جوا إلى سورية عبر المجال الجوي العراقي. لكن الحكومة العراقية نفت سماحها بمرور مثل تلك الرحلات الجوية عبر أجوائها».