الرئيس الروسي يؤيد عبد الفتاح السيسي قبل أن يعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية، إرباكا للتحالفات الأميركية في المنطقة.
وقد تمنى بوتين الفوز لقائد الانقلاب العسكري في الانتخابات الرئاسية القادمة، رغم أنه لم يعلن بعد ترشحه، مما يدل، كما أورد تقرير “الغارديان”، على رغبة روسيا في توسيع العلاقات العسكرية وغيرها مع حليفة الولايات المتحدة في المنطقة.
ودون تسمية الولايات المتحدة، استغل الكرملين زيارة عبد الفتاح السيسي لروسيا لانتقاد ما وصفه بالتدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، في وقت توترت فيه علاقات روسيا مع الولايات المتحدة بشدة، وفقا للتقرير، بدءا من الحرب في سوريا إلى خطط الدفاع الصاروخي في أوروبا إلى سجل موسكو في مجال حقوق الإنسان.
ويقول التقرير إنه من غير المرجح أن يسبب تأييد بوتين العلني (المقصود) للسيسي ضجة في مصر، حيث إن إعلان قائد الانقلاب عن ترشحه للانتخابات هي مسألة متى وليس هل.
ونقلت وكالة “آسوشايتد بريس” عن بوتين قوله للسيسي في بداية لقائهما: “أعلم أنكم اتخذتم قرارا بخوض انتخابات الرئاسة، وأضف: “هذا قرار يحملك المسؤولية الكاملة عن مصير الشعب المصري، باسمي شخصيا، وبالنيابة عن الشعب الروسي أتمنى لكم النجاح”.
هذا، ولم يشر السيسي إلى طموحاته الرئاسية في كلمته الافتتاحية الوجيزة، ولكنه أكد تركيزه على الأمن، وقال إن جيش البلاد قادرة على توفير ذلك.
بيان بوتين يمكن أن يكون انعكاسا للتوقعات، وعلى نطاق واسع، في مصر من أن ضابط المشاة سيفوز فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية، والتي من المتوقع أن تُجرى في أواخر ابريل القادم، كما إنها تعكس نية الزعيم الروسي لإقامة علاقات وثيقة مع مصر تحت حكم السيسي.
“بوتين والسيسي لديهما الكثير من القواسم المشتركة، سواء من حيث الخلفية الاستخبارية أو تقاسم العداء للإخوان”، وفقا لأحد المحللين المصريين المقربين من الجيش.
وأضاف أن السيسي يريد أن يرسل إشارة إلى واشنطن، في وقت يبدو فيه بوتين حريصا على كسب حليف جديد في المنطقة. ويريد أن يكون له موطئ قدم في مصر تعويضا عن الخسارة المتوقعة على الجانب السوري. بينما تحتاج مصر السيسي إلى حليف دولي موثوق به، يمكن أن توازن به العلاقات مع أمريكا. وسوف تكون مصر، كما قال المحلل، مفتوحة ومتاحة لقوى عالمية أخرى من دون كسر العلاقات مع الولايات المتحدة.
في الشهر الماضي، يقول التقرير، وافق الكونغرس الأميركي على مشروع قانون الإنفاق الذي يجدد تحويل 1.5 مليار دولار من المساعدات لمصر، على شرط أن تضمن الحكومة المصرية الإصلاح الديمقراطي.
وبينما لم يتردد بوتين في رمي دعمه العلني للسيسي، أصدرت حكومتا روسيا ومصر بيانا تدين فيه التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لأي بلد، ودعا إلى حل جميع المشاكل والأزمات القائمة بالوسائل السلمية..، ويقصدون بهذا، ضمنا، الولايات المتحدة.
ذلك أن روسيا اتهمت الولايات مرارا بالتدخل في شؤون الدول الأخرى. وقد استخدمت حق النقض عليه في مجلس الأمن الدولي لمنع القرارات المدعومة أمريكيا، والتي من شأنها فرض عقوبات على نظام بشار الأسد في سوريا. كما اتهمت روسيا الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون السياسية في أوكرانيا خلال الأشهر من الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
زيارة السيسي لموسكو هي أول رحلة له إلى الخارج منذ إطاحته بالرئيس المنتخب محمد مرسي، وتأتي وسط تقارير عن صفقة أسلحة روسية، وفي هذا كشفت مصادر روسية من مؤسسة “روس ابارون إكسبورت” في وقت سابق عن حرص موسكو التوصل لاتفاق مع القاهرة يتضمن منح الحكومة المصرية قرضاً لشراء الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية.
وأكدت مصادر مصرية أن السعودية والإمارات ستقومان بتمويل اتفاق توريد المعدات العسكرية للجيش المصري، والذي تقدر قيمته بنحو ملياري دولار، ويشمل مروحيات عسكرية من طراز “مي”، ومنظومات صاروخية دفاعية من طراز “اسكندر”، ومقاتلات “ميغ-29″، وصواريخ مضادة للدبابات.
خدمة العصر