كشفت مصادر لبنانية، عن ضبط زوجة مستشار ولي عهد أبوظبي للشؤون الأمنية، محمد دحلان، في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بلبنان ومعها 20 مليون دولار “كاش”، بعدة حقائب داخل سيارتها، وإنه تم تسوية الموضوع بين قيادات داخل بالمخيم خشية انفجار اشتباكات مسلحة بين العناصر الفلسطينية، مع السماح لزوجة دحلان بالمغادرة دون المبلغ المضبوط .
وطبقا لما ذكرته بعض المواقع الإخبارية اللبنانية، فإن زوجة دحلان كانت قد اتفقت مع بعض العناصر التابعة لزوجها – القيادي الفتحاوي الهارب – في المخيم، لتسلم هذه المبالغ وتوزيعها على العناصر الموالية له بالمخيم .
ويأتي ذلك في أعقاب تسريبات صحفية اسرائيلية عن أن دحلان ، وبأموال اماراتية، يقوم بالصرف على جيش من عناصر موالية له داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها، خاصة في المخيمات الفلسطينية بلبنان والأردن وسوريا، ودفع مرتبات شهرية تصل إلى 2000 دولار شهريا، وذلك تمهيدا للسطو على السلطة الفلسطينية في إطار مخطط إماراتي لتوليه الرئاسة بهدف القضاء على حركة حماس وتوريطها في صراع مع مصر.
وتترافق تلك المعلومات مع تصريحات مسؤولين فلسطينيين، بأن دحلان يحاول بكل الطرق وبالسعي لدى مصر أحيانا- التي رفضت تصرفاته- لإفشال جهود المصالحة الفلسطينية التي بدأت تتحرك السلطة لانجازها مع حركة حماس، تمهيدا لاتفاق سلام مع إسرائيل تجري مفاوضات علنية وسرية حوله حاليا .
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، في لقاء نظمه بيت الصحافة بغزة قبل يومين، إن زيارة دحلان الأخيرة للقاهرة كانت تمثل مصالح ” إماراتية ” لاسيما وأنه يعمل في مكتب ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وكانت الزيارة تتناول مصالح شخصية لأنه موظف يمثل الإمارات لا فلسطين ، متهما إياه بالعمل على شق وحدة حركة فتح والشعب الفلسطيني .
وأضاف شعث إن دحلان يعمل موظفاً بمكتب ولي عهد أبوظبي وكذلك يعمل لدى الشيخ طحنون وهزاع، وعندما يذهب الي مصر ولبنان وغيرها يسافر بصفته الامارتية، ويرافق ولي عهد أبوظبي في جولاته الخارجية ولديه ميزانية مالية كبيرة خاصة به ، فضلا عن رجال كُثر يعملون بالخارج .
ويأتي ذلك في الوقت الذي تحدثت فيه تقارير صحفية عن أن وجود دحلان في أبوظبي، وتوليه العديد من الملفات العلنية والسرية ، ربما يفسر عددا من النقاط الغامضة في ملف العلاقات الاماراتية الاسرائيلية، خاصة بعد لقائه في أبوظبي مؤخرا مع سلفان شالوم وزير الطاقة والصناعة الاسرائيلي، الذي زار الإمارات لحضور مؤتمر الطاقة العالمي ممثلا لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن ثم لقائه مع ولي العهد الشيخ محمد بن زايد.
وكانت وسائل إعلام اسرائيلية قد ألمحت إلى ما يمكن تسميته بـ “توافق” أو “غض طرف” إماراتي عن استكمال التحقيق في عملية اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس بأحد فنادق دبي عام 2010 ، رغم والوعيد والتهديدات التي أطلقها ضاحي خلفان رئيس شرطة دبي في حينه، بشأن إصدار مذكرات توقيف بحث مسؤولين اسرائيليين ثم مات الموضوع، وما إذا كان لدحلان العدو اللدود لحماس والمقرب من ولي عهد أبو ظبي منذ ذلك الحين ، علاقة بالموضوع برمته .
ومحمد دحلان، هو القائد السابق لحركة فتح في قطاع غزة، وفُصل من الحركة منتصف عام 2011، ويقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة التي منحتها جنسيتها، ويتولي الإشراف على أجهزة الأمن بها، والتي حولت الإمارات إلى سجن كبير بسبب حالات القمع الواسعة بين المواطنين وتعذيبهم .
وكان دحلان طرد من مصر عام 2007، بعد أن قدمت حركة حماس إلى الأجهزة المصرية وثائق وأشرطة مسجلة ومصورة تثبت قيامه وجهاز الأمن الوقائي الذي كان يرأسه بأنشطة تجسس على مصر لصالح جهاز “الموساد الإسرائيلي”. وقد ذهل المصريون من هول وخطورة ما تضمنته وثائق وأدلة حماس حول نشاطات دحلان التجسسية ضد بلادهم لصالح “الموساد”، حيث تبين للمصريين أن تجسس دحلان وجهازه الأمني على مصر يفوق كثيرا نشاطه أعماله التجسسية ضد حماس وبقية فصائل المقاومة في قطاع غزة.
وأكد تقارير صحفية في حينه أن حماس وأجهزة أمنية عربية نقلت إلى القاهرة، معلومات مفصلة عن أنشطة تجسسية قام بها عناصر دحلان في لبنان، ودول عربية أخرى، لصالح جهاز “الموساد”. وهذه المعلومات الموثقة حملت السلطات المصرية في حينه على إبلاغ محمد دحلان انه شخص غير مرغوب فيه داخل الأراضي المصرية.