“تركي المطيري”.. مأساة جديدة تعيشها السعودية منذ الأربعاء الماضي مع اختفاء الطفل ابن الـ7 أعوام من منطقة مرعى أغنام عائلته في بريمان الشمالي، ببلدة ضرية جنوب غرب القصيم، لتعيش الأسرة ويشاركهم السعوديون أيام من الترقب والقلق تراودهم صور لمى الروقي صاحبة المأساة الأشهر التي سقطت في بئر بتبوك قبل 50 يوماً وجار انتشال جثمانها حتى اليوم!، وفتيات رماح الست اللاتي غرقن قبل شهر تقريباً، لتزاحمهم صورة شقيقي الباحة اللذان ماتا غرقاً أيضاً.
“مطير.. فاقدتك وريمان تبكيك.. والناس ياتركي تعزيك.. مطير وانت على الجنة ترِفّ بجناحيك” وتمر الساعات وما أصعبها على عائلة “تركي عميش”.. ويرصد الأب مكافأة 150 ألف ريال سعودي لمن يعثر على ابنه حياً أو ميتاً، بحسب مواقع التواصل الاجتماعي، في حين تواصل الجهات الأمنية بالقصيم جهودها ودليلهم رواية والدة الطفل التي كانت آخر من رآه قبل أن تتركه ليقود رجلاً جاء يسأل عن والده “عميش المطيري” إلى مكان الأب.
وغادرت مأساة الطفل تركي جدران “تويتر” الذي امتلأ بتغريدات الحزن والألم منذ اختفاء الطفل وبعد العثور على جثته، إلى مكاتب الأمراء وكبار المسؤولين بالمنطقة وعلى رأسهم أمير منطقة القصيم اﻷمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، الذي كان يتابع سير التحقيقات أولاً بأول إلى أن تم العثور على الجاني البالغ من العمر 40 سنة، أمس الجمعة، ليعترف بجريمته ويقود شرطة القصيم إلى المكان الذي أخفى فيه جثة الطفل بإحدى الآبار غرب بلدة العاقر، بحسب وسائل إعلام سعودية.
وأوضح مصري المطيري، ابن عم الطفل المفقود، في تصريحات صحفية لجريدة “الشرق” السعودية، أن “تركي” تم اختطافه مساء الأربعاء الماضي عندما كان يرافق والدته ومعه أخيه بجوار قرية ريمان، حيث استوقفهم صاحب سيارة في الثلاثينيات من العمر يسأل عن “عميش المطيري”، فما كان من الأم إلى أن طلبت من “تركي” أن يصطحب السائل إلى حيث أبيه بمكان قريب من القرية,
وكانت الصدمة، والحديث لـ”مصري المطيري”، عندما عاد والد الطفل وحده دون “تركي” فسألته الأم: أين الولد.. فأستنكر الوالد سؤالها مؤكداً أنه لم ير “تركي”.. وهنا قصّت الأم على الأب ما حدث، لتبدأ الأسرة رحلة من الألم والحزن والبحث بعدما أيقنوا أن هناك مكروه أصاب نجلهم.
الجاني قتل الطفل ثم ألقى بجثته في بئر مهجور يبلغ عمقها حوالي 20 متراً غرب جبل حسلا بالقرب من بلدة العاقر
وفي سياق متصل نفى عميش المطيري الذي يعمل مؤذن بأحد مساجد القرية، وجود أية علاقة تربطه بالجاني، قائلاً: “إن الجاني من قبيلة أخرى، ويعمل حارس أمن في كلية البنات في ضرية، وعرف عنه أنه فقير، ويأتي بين فترة وأخرى يطلب المساعدة ونعطيه ما تجود به النفس ويذهب”.
ولم يكن يعرف الأب أن في هذه المرة سيأتي الجاني ليأخذ أغلى ما تجود به النفس وهو “تركي عميش المطيري” الذي تم قتله والتخلص من جثمانه في بئر مهجور يبلغ عمقها حوالي 20 متراً، وقُطرها حوالي المترين، غرب جبل حسلا بحوالي 4 كم من بالقرب من بلدة العاقر.
وأغرق المغرّدون السعوديون “تويتر” بعبارات الحزن والألم والمواساة لأهل “عميش المطيري” في فقدان نجلهم “تركي”، حيث كتب المُغرّد “عبدالله العوني abdolah29@”: “مطير.. فاقدتك وريمان تبكيك.. والناس ياتركي تعزيك.. مطير وانت على الجنة ترِفّ بجناحيك.. والثأر من قاتلك مافيه تأخير”، فيما نعي “أبو معاذ Mishalhmood @” الطفل تركي عميش، قائلاً: “جبر الله مصاب والديه وذويه.. عندما يتجرد الإنسان من القيم والأخلاق فلا تسأل عن عظيم الجرم”.
ورثى “راشد العبداني Rashedabdanyy@” “تركي عميش”، مضيفاً: “ريمان يبكي والحزن في ضواحيه.. سبة طفل مقتول هز المكاني.. طفلن رحل مغدور ماحدن بناسيه.. رحل وكله طهر يم الجناني”، بينما تساءلت “عنود مطير Kjlalord @”مستنكرة “ماذنب الطفل يخطف ويقتل ويرمى في بئر.. جريمة يحترق منها القلب.. الله يصبر أهله.. حسبي الله ونعم الوكيل”.
وأكد حساب “أخبار مجالس مطير as44997396@” بموقع “تويتر” بعد ساعات من إلقاء القبض على الجاني أن عائلة الطفل لن يرضوا بغير القصاص بديلاً مُستشهداً بقول الله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب)، مُشدداً على أنه “قريباً إن شاء الله.. القصاص من المجرم قاتل الطفل تركي المطيري.. حسبنا الله ونعم الوكيل”.
عن ( الشرق)