قالت مجلة “أوبن ديموكراسي” البريطانية إن ثورة الخامس والعشرين من يناير منحت الفرصة لمصر كي تصبح نموذجًا يحتذى به في التحول السلمي في المنطقة وخارجها، إلا أن عملية اختطاف الإرادة الشعبية قد اكتملت تقريبًا وباتت مصر تتحرك بعيدًا عن الديمقراطية.
وتابعت أن “ثورة يناير لم تعزز من حرية وكرامة المصريين في الداخل فقط، بل ساعدت أيضًا في استعادة هيمنة البلاد على المستوى الإقليمي والدولي، لكن مع الذكرى الثالثة للثورة يبدو أن البلاد قد فقدت طريقها نحو الديمقراطية والانتقال السلمي على المستوى العربي والإفريقي”.
وأضافت أن “الثورة الماضية يبدو أنها وعدت بالدخول في مرحلة نضالية جديدة من أجل الديمقراطية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة وخارجها”، لافتة إلى أن كبار المثقفين والناشطين العرب والأفارقة مثل خير الدين حسيب وعزمي بشارة ومحمود ممداني وهوراس كامبل أكدوا على رمزية ميدان التحرير باعتباره الساحة التي جمعت المصريين من مختلف الخلفيات الدينية والسياسية والاجتماعية للدفاع عن قضية مشتركة.
وأردفت أن “مصر قادت ما يسمى بـ “الصحوة الإفريقية” والتي تجلت في عدة دول مثل الكاميرون وموريتانيا وبلدات بجنوب إفريقيا، لافتة إلى أن هذه الأمثلة تشير إلى أن مصر باتت نموذجًا يحتذى به للدول الساعية للتغيير السياسي والاجتماعي، ليس هذا فحسب بل ساهمت الثورة في استعادة البلاد لدورها الإقليمي الذي فقدته منذ عام 1970 أي ما يقرب من أربعة عقود شهدت خلاله أزمات اقتصادية متتابعة مع سوء الحكم والإدارة كل هذا تركها في وضع حرج وذلك بالمقارنة مع الدول المصدرة للبترول في الخليج.
ورأت المجلة أن ثورة يناير قدمت الفرصة كي تلعب مصر دورًا فعالاً في حل النزاعات الإقليمية تحسين صورتها وذلك بالاشتراك مع دول مثل ليبيا والسعودية وقطر. وطرحت تساؤلاً قالت فيه: “أين تقف مصر الآن بعد ثلاث سنوات من الثورة ؟”، لتجيب بأن عملية التحول الديمقراطي والثوار الذين انتظروا طويلاً من أجل التغيير تم دحضهم من خلال قوى داخلية، لافتة إلى أن الناشطين الشباب الذين أبهروا العالم بانتفاضتهم السلمية مستهدفون الآن من قبل الشرطة والتشهير في وسائل الإعلام بدلاً من الترويج للحرية والكرامة خاصة بعد ثورة يونيو.
وخلصت إلى أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو ما يسمى بـ “خارطة الطريق إلى القمع”، وهو عنوان التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية مؤخرًا، لافتة إلى أنه مع الاقتصاد المتعثر وظروف عدم الاستقرار السياسي باتت مصر أصبحت أكثر اعتمادًا على القروض والمنح من دول الخليج العربي حيث قدمت السعودية والكويت والإمارات نحو 17 مليار دولار خلال الستة أشهر الماضية للحكومة المدعومة من الجيش، مما يشير أيضًا إلى أن هذه الدول احتوت الثورة المصرية بنجاح باعتماد القاهرة على أموال الخليج.