بطريقة هادئة قاد الجناح المسلح لحركة…
بطريقة هادئة قاد الجناح المسلح لحركة حماس (كتائب القسام) القيادي في الحركة أيمن طه إلى مكان غير معلوم، حتى لقيادات كبيرة في الحركة بوزن أعضاء في المكتب السياسي، منذ أكثر من أسبوعين، يخضع خلالها لعملية تحقيق في كثير من التهم، أهمها “تضخم ثروته المالية”، وثانيها “السبب في الهروب من غزة”، علاوة على ما تردد عن توجيه بعض التهم الأخرى.
الكثير من الأنباء تطرقت لعملية اختفاء أيمن طه، الذي سبق وأن كلفته حركة حماس بالعديد من المهام، أبرزها منسق العلاقات السابق مع مصر، لكن ما هو مؤكد يشير إلى أن عناصر من الجناح الأمني لكتائب القسام أوقفوا طه، في مدينة خانيونس خلال سيره بسيارته إلى مدينة رفح على أقصى حدود قطاع غزة الجنوبية، وهناك اقتادوه إلى جهة غير معروفة، حيث يجري معه التحقيق منذ ذلك الوقت حول العديد من التهم المنسوبة إليه.
“رأي اليوم” علمت أن ملف اعتقال أيمن طه والتحقيق معه يتم بمعرفة كتائب القسام فقد، ودون أي علاقة لجهاز الأمن التابع لحكومة حماس ووزير الداخلية فتحي حماد، وأن الأمر محاط بسرية كبيرة، منع بموجبها قيادات كبيرة من حماس من الاطلاع على تفاصيل التحقيق أو معرفة التهم التي اعتقل على خلفيتها القيادي أيمن طه.
وفي مجالس حماس الخاصة يتم التطرق كثيرا لملف أيمن طه، بعد أن سجل واقعة هي الأولى من نوعها من حيث قيام حماس بمحاسبة أحد قادتها بعيدا عن السرية، وبشكل مباشر من كتائب القسام، وهو أمر دفع عائلته للقلق على حياته ومصيره.
كثيرون من قادة حماس الفاعلين في قطاع غزة لا يملكون إجابات على اختفاء أيمن طه، وترجح المعلومات أنهم لم يتلقوا بعد تعليمات واضحة من الجناح المسلح للتصريح لوسائل الإعلام بما جرى التوافق على كشفه في هذه القضية الصعبة، لكن وفق ما أكده احدهم فقد قال أن الرجل معتقل في “سجن سري” للجناح المسلح.
وأيمن هو ابن القيادي المؤسس في حماس الشيخ أبو أيمن طه، الذي رافق في مرحلة تأسيس حماس الشيخ أحمد ياسين، وشقيقه الذي يصغره سنا كان من قادة الجناح المسلح كتائب القسام، واستشهد في عملية اغتيال إسرائيلية، وكان أيمن من بين المئات من قادة حماس الذين نفتهم إسرائيل إلى منطقة مرج الزهور جنوب لبنان عام 1992، وشغل منصب رئيس مجلس الطلاب بالجامعة الإسلامية معقل حركة حماس، وتدرج في المناصب حتى أصبح ناطقا باسم الحركة، وعمل منسقا للعلاقات مع حركة فتح قبل الانقسام، ثم عمل منسقا للعلاقات بين حماس ومصر، وعقب سقوط نظام حسني مبارك غادر إلى القاهرة أقام هناك لأشهر، وتم التعامل معه في تلك الفترة على أنه ممثل حماس في القاهرة ولدى مكتب الإرشاد التابع للإخوان المسلمين.
وخلال انتفاضة الأقصى وتحديدا في بدايتها اعتقل أيمن ووالده في عملية للجيش الإسرائيلي نفذها على مخيم البريج الذي يتواجد على أطرافه منزل العائلة.
ولوحظ أن أيمن الذي كان يتمتع بعلاقات طيبة مع مسؤولين أميين في حركة فتح قد تضخمت ثروته المالية كثيرا عقب سيطرة حماس على غزة، وأسير إليه بأصابع الاتهام من بعض السكان بالوقوف وراء عمليات اختفاء ملايين الدولارات في أنفاق تهريب البضائع.
وترددت أنباء أنه يجري التحقيق معه لمعرفة سبب تضخم أمواله، وكذلك عن السبب الذي دفعه للتفكير في مغادرة غزة عبر مصر، التي لا ترتبط بعلاقات طيبة مع حماس في هذه الأوقات، وكذلك عن كيفية حصوله على موافقة دولة أوروبية كان ينوي الهجرة إليها.