قال الأمريكي شيزان قاسم، الذي سجنته السلطات الإماراتية 9 أشهر بسبب نشره لفيديو على موقع «يوتيوب»، إن «ثني المواطنين عن التعبير عن أنفسهم ومعاقبتهم بالسجن لا يتفق مع صورة الحداثة التي يحاول حكام الإمارات إبرازها، بل يهدد بإثارة الخوف في نفوس السياح والمغتربين ورجال الأعمال».
واتهم قاسم، في مقال نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية، السلطات الإماراتية بتشجيع تصوير أفلام أمريكية داخل الإمارات رغم أنها تسيء للخليج وتصور البلاد على أنها جنة للمجرمين الدوليين، وفي المقابل يسجنون من يصمم أفلام كوميدية بسيطة هدفها الترفيه.
وأشار قاسم، إلى أنه في يناير الماضي تم إطلاق سراحه بعد أن قضى 9 أشهر داخل سجن مشدد الحراسة في وسط الصحراء، وتساءل: هل هذه هي دولة الإمارات التي تدعي الحداثة؟
وقال قاسم، إنه نشأ في دبي التي «كانت في الماضي مكانا رائعا وبالتحديد في الثمانينات والتسعينات حيث لم تكن بمثل هذا الاهتياج الذي هي عليه الآن» على حد وصفه.
وأضاف إنه هاجر مع عائلته وهو في سن الـ16، ثم قرر العودة إلى دبي بعد تخرجه من الجامعة في عام 2006، موضحا أنه حين قام بإنتاج الفيديو الكوميدي أواخر عام 2012 أراد من خلاله إظهار إبداع سكان دبي وتمتعهم بروح الدعابة، واستمر الفيديو على «يوتيوب» لعدة أشهر وتلقى ردود أفعال إيجابية من سكان دبي الذي تذكروا طفولتهم بمشاهدته.
وتابع قاسم: أن «الفيديو لا يتضمن أي إشارات سياسية أو دينية ولا يذم حكام الإمارات»، مشيرا إلى أنه «عاش معظم حياته في دبي، ويدرك تماما القوانين والأعراف المحلية»، مؤكدا أن «اعتقاله وسجنه كانا بمثابة صدمة كاملة له».
وأشار الأمريكي شيزان قاسم إلى أن، السلطات الإماراتية اتهمته في نهاية المطاف، بموجب قانون «الجرائم الإلكترونية» الجديد والغامض، بتهديد الأمن القومي من خلال تقديم صورة خيالية لدبي.
وأوضح قاسم، تناقص نهج الحكومة الإماراتية، فقبل عام واحد، تم تصوير الفيلم الأمريكي «مهمة مستحيلة: بروتوكول الشبح» في دبي وبتشجيع من الحكومة الإماراتية رغم أن الفيلم يصور المدينة كمسرح لتجار الأسلحة النووية المارقين.
وأضاف، إن فيلم «سيريانا» أيضا تم تصويره في دبي، رغم أنه يظهر دول الخليج وكأنها أرض فاسدة سياسيا ومرتع للإرهاب الإسلامي. كما أن الجزء السابع من فيلم «سريع وغاضب» الذي يمجد سباقات الشوارع الغير قانونية والعصابات الإجرامية، يجري تصويره في أبو ظبي، رغم أن الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق أصبحت قضية رئيسية في دولة الإمارات.
وقال قاسم: إن «السلطات الإماراتية دعمت تلك الأفلام واحتفت بها رغم أنها تصور البلاد على أنها جنة للمجرمين الدوليين، أما أنا فتم سجني وترحيلي، ومُنعت من العودة إلى الإمارات، والسبب: رسوم كوميدية مبتدئة عن المراهقين من مواليد التسعينات».
ويوضح قاسم، أن «أهل دبي ليسوا روبوتات، بل يريدون التعبير عن أنفسهم وتقاسم قصص حياتهم، أو ببساطة تسلية بعضهم البعض»، مضيفًا إن «ثنيهم عن القيام بذلك ومعاقبتهم بالسجن لا يتفق مع صورة الحداثة التي تحاول دولة الإمارات إبرازها، بل إنه يهدد بإثارة الخوف في نفوس السياح والمغتربين ورجال الأعمال».
وفي نهاية مقاله، أعرب قاسم عن تطلعه لرؤية إصلاح يقوم به حكام الإمارات، مؤكدا أن «محاكمة الناس لنشر مقاطع كوميدية على اليوتيوب تضر بسمعة واقتصاد الإمارات، التي أمامها الآن فرصة لتغيير نهجها»، وفقًا لقوله.