قالت مصادر مقربة من وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي إن هناك أربعة ملفات شائكة وراء تأخير إعلان قراره الترشح لرئاسة الجمهورية.
وأوضحت المصادر أن الرجل ما زال يحاول ترتيب العديد من الملفات المتشابكة قبل إعلان القرار المحسوم، وتشمل هذه الملفات ترتيبات خلافته في قيادة الجيش وما يرتبط بها من حركة ترقيات وتنقلات في القيادة.
وأضافت أن السيسي يسعى إلى تهدئة مخاوف البعض داخل القوات المسلحة من أن يؤدى ترشحه للرئاسة إلى جرها مرة أخرى إلى دائرة التنابذ السياسي بعد أن نجحت المؤسسة العسكرية في استعادة شعبيتها وثقة المواطنين فيها خلال السنة الأخيرة، على حد قولها.
وأشارت المصادر إلى أن الدائرة الضيقة القريبة من المشير تسعى لضمان عدم ترشح أي عسكريين آخرين في الانتخابات، حتى لا يبدو الأمر وكأنه صراع عسكري على السلطة، لافتة إلى وجود وساطات عسكرية وعائلية وخليجية سعت لإقناع الفريق سامى عنان بعدم خوض الانتخابات.
من جانبه، قال دبلوماسي مصري إن “ملف الدعم الخليجي وبخاصة السعودي والإماراتي لمصر بعد انتخابات الرئاسة المقبلة من بين الملفات التي يحاول السيسي تأمينها قبل إعلان ترشحه خاصة في ظل وجود إشارات من الرياض وأبو ظبى عن عدم تحمس العاصمتين لقرار المشير”.
كما قال مصدر حكومي إن “رئيس الوزراء حازم الببلاوي ذهب إلى الرياض في إطار محاولات ترتيب هذا الملف وبخاصة على الصعيد الاقتصادي”، وفقا لبوابة الشروق.
وأضاف أن السيسي يسعى كذلك لتأمين ملف الشباب، لأنه خشي من عزوفهم الواضح عن المشاركة في التصويت على الدستور المعدل، وإعرابهم المتزايد عن الغضب في ضوء عمليات التوقيف المتوالية والتشهير ببعض الرموز، لافتا إلى أن المحاولات الأولية للتواصل مع قيادات الشباب لم تحقق القدر المرجو من النجاح.
وأوضح المصدر أن الملف الرابع هو تهدئة الشارع السياسي قبل بدء المعركة الانتخابية حيث قالت مصادر رسمية وسياسية ودبلوماسية غربية في القاهرة إن هناك أفكارا لفتح قنوات تواصل مع قطاعات إسلامية تشمل الكوادر الشبابية من الإخوان المسلمين، باعتبار أن قطاعا كبيرا منها يحمل قيادات جماعة الاخوان مسئولية تدهور الأوضاع إلى هذا المستوى.
وقال مصدر في حزب النور السلفي، إن “قيادات من الحزب سعت وتسعى لفتح قناة ما للتهدئة لأن الأمور لا يمكن أن تبقى على هذا المنوال من المشاحنة والمنازلة ولأن عمليات التوقيف والتنكيل لن تسمح بإيجاد المناخ اللازم لتهدئة سياسية حقيقية تسمح بالبناء”.
وأضاف أن “المشير السيسي يرحب بالفكرة وأنا شخصيا تكلمت معه فيها وقد أبدى اهتماما لكن لا أستطيع القول إن هناك مشروع مصالحة على وجه الدقة”، معترفا بأن الفكرة تواجه “بوابل من إطلاق النيران من دعاة الحل الأمني فقط”.