لندن ـ نشرت صحيفة الغارديان على صفحة كاملة تقريرا مفصلا…
لندن ـ نشرت صحيفة الغارديان على صفحة كاملة تقريرا مفصلا من صنعاء عن الأزمة المتفاقمة في اليمن.
ويبعث كاتب التقرير، غيث عبد الأحد، برسالة خلاصتها هي أن “حلم إنشاء مجتمع مدني اختنق بسبب واقع الدين والقبلية” في اليمن.
ويستعرض عبد الأحد انطباعاته بعد لقاء، حضره، لعدد من دعاة حقوق الإنسان ومؤيدي التأسيس لمجتمع مدني في اليمن، الذين كانوا معارضين بشراسة لنظام حكم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
ولا يرى هؤلاء، حسب عبد الأحد، في نتائج مؤتمر الحوار الوطني في اليمن خطوة حقيقية نحو “دولة فاعلة تؤدي مهامها”.
ويبرهن التقرير على أهمية مشكلة الدين ممثلة في تنظيم القاعدة الذي تمكن من كشف ضعف الدولة بهجومه منذ أسابيع على مستشفى داخل مجمع وزارة الدفاع اليمنية.
في الوقت نفسه، أشار عبد الأحد إلى عمليات خطف الأجانب، والتفجيرات المتكررة، وغارات الطائرات الأمريكية بدون طيار التي تقتل مسلحين ومدنيين على السواء.
ومثل هذه المظاهر في اليمن جعلت أحد المشاركين في لقاء دعاة المجتمع المدني يصيح غاضبا ” كيف يمكن الحديث عن الفيدرالية وأنت لا تملك حتى أجهزة دولة”؟.
وجاءت هذه الغضبة عندما ذٌكر اسم بيان مؤتمر الحوار الوطني، الذي وصف بوثيقة بن عمر (مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن) ومقترحاتها بشأن نظام فيدرالي في اليمن.
أما عن القبلية، فيتحدث التقرير عن القتال بين الحوثيين والقبائل في الشمال، وعمليات التمرد والانشقاقات القبلية في الجيش بعد فوز عبد رب منصور هادي بالرئاسة بالتزكية، وحركة الانفصال في الجنوب. ويصف كل هذا بأنه “تحديات أمنية بالغة الخطورة”.
“رواية كاذبة”
وفي مقال نشرته الغارديان، عبر أليستر بيرت، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط عن اعتقاده بأن تجربة سورية وطريقة تعامل الحكومة البريطانية معها تجعل من الضروري ألا يٌسمح للبرلمان بالتصويت على قرار قد تتخذه الحكومة بشن حرب في الخارج.
واستعرض المقال الذي جاء تحت عنوان ” بعد ستة أشهر، التصويت ضد التدخل في سورية لا يزال مخيما” نتائج رفض مجلس العموم البريطاني مشاركة بريطانيا في أي عمل عسكري، كان متوقعا من جانب الولايات المتحدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد فاجعة استخدام السلاح الكيماوي في غوطة دمشق في شهر أغسطس/آب الماضي.
ومن بين نتائج هذا الرفض أن “رواية النظام الكاذبة بشأن كون الأسد حصنا ضد الجهاديين قد تعززت” . وأضاف أن “الأسلحة الكيماوية لاتزال موجودة في سورية”.
“سياسة الزعيم السوري في شن الهجمات الوحشية بداية من القصف بالقنابل إلى تعذيب وقتل المعارضين يمكن ان تستمر دون هوادة.”
ويشير بيرت أيضا إلى أن “سياسة الزعيم السوري في شن الهجمات الوحشية بداية من القصف بالقنابل إلى تعذيب وقتل المعارضين يمكن ان تستمر دون هوادة”.
ويخلص الدبلوماسي البريطاني السابق وعضو مجلس العموم الحالي إلى أن هذه التجربة تكشف، من وجهة نظره، سلبيات أخذ رأي البرلمان بشأن القرارات الاستراتيجية للحكومة، ومنها قرار الحرب في المستقبل. ويرى أن تدخل البرلمان قد يهدد مصالح بريطانيا الاستراتيجية.
ويقول بيرت “يحتاج السياسيون، أحيانا، إلى مساحة حركة ووقت لاتخاذ إجراء غير شعبي ربما يعتقدون إنه يخدم مصلحة أمتهم على المدى البعيد”.