القدس-(ا ف ب) – أعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس…
القدس-(ا ف ب) – أعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر الخميس تعليق عمليات تسليم خيام الى الفلسطينيين الذين تقوم اسرائيل بهدم بيوتهم في غور الاردن في مبادرة احتجاجية نادرة على “مصادرة” الدولة العبرية لمساعدات مخصصة لهم.
وقال المتحدث باسم اللجنة جون مارتن لارسن لوكالة فرانس برس “علقنا توزيع الخيام ومعدات الايواء بسبب سلسلة من العقبات وعمليات المصادرة منذ اوائل عام 2013″ نفذتها اسرائيل في غور الاردن.
وتقوم هذه المنظمة حتى الآن بتوزيع خيام على الفلسطينيين الذين تهدم بيوتهم في اطار السياسة التي تتبعها اسرائيل وتتأثر بها خصوصا منطقة غور الاردن المحاذية للضفة الغربية.
وتقول منظمة بتسيلم الاسرائيلية المناهضة للاستيطان ان السلطات الاسرائيلية قامت في كانون الثاني/يناير وحده بهدم 27 مسكنا فلسطينيا في غور الاردن مما ادى الى تشريد 147 شخصا من بينهم 63 قاصرا.
وتوضح المنظمة نفسها انه خلال العام 2013، قامت اسرائيل بهدم 124 منزلا في المنطقة، مما ادى الى تشريد 339 شخصا بينهم 170 قاصرا.
ويقع تسعون بالمئة من غور الاردن في المنطقة “ج” اي التي تخضع بشكل كامل لسيطرة الجيش الاسرائيلي ولا تمنح فيها تراخيص بناء الا نادرا مما يضطر السكان الفلسطينيين الى البناء بدون تراخيص بحسب الفلسطينيين ومنظمات حقوق الانسان.
وتصدر اسرائيل باستمرار اوامر هدم لمنازل هشة يسكنها بدو مؤكدة انها غير قانونية. لكن الفلسطينيين يؤكدون ان اجراءات اسرائيل هذه تندرج في اطار خطة لطرد سكان المنطقة لضمها الى الدولة العبرية.
ويحاول وزير الخارجية الاميركي جون كيري منذ تموز/يوليو 2013 دفع الفلسطينيين واسرائيل الى التوصل الى اتفاق اطار للمفاوضات خلال تسعة اشهر تنتهي في نيسان/ابريل المقبل.
وفي بيان مشترك، دانت 25 منظمة انسانية بينها “العمل ضد الجوع″ و”اوكسفام” و”هانديكاب انترناشونال” قيام اسرائيل “في العام 2013 بهدم 122 منشأة سكنية قدمها مانحون دوليون”.
كما نددت باقدام الدولة العبرية على مصادرة “65 عتادا للطوارئ بما في ذلك خيام”.
واضاف البيان ان “عمليات الهدم واعاقة ايصال المساعدات كبيرة جدا” لدرجة دفعت باللجنة الدولية للصليب الاحمر الى اتخاذ هذا القرار.
وقالت المنظمات في بيانها “في ظل هذا التوجه المقلق فاننا، كمنظمات محلية ودولية، دينية وانسانية وتنموية وحقوقية، نكرر الدعوة الى الوقف الفوري لعمليات هدم المنازل الفلسطينية”.
كما طالبت اسرائيل “باتاحة ايصال المساعدات الانسانية فورا وبالكامل وبلا اي عقبات الى من يحتاجها”.
ونقل البيان عن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة (أوشا) انه تم هدم 286 منشأة فلسطينية بين 28 تموز/يوليو و31 كانون الاول/ديسمبر 2013 مما اسفر عن تهجير 452 شخصا، وذلك مقابل هدم 200 منشأة وتهجير 260 شخصا في نفس الفترة من العام 2012.
ويقول المكتب نفسه انه عدد المنشآت الفلسطينية التي تم هدمها في العام 2013 باكمله بلغ 390، مقابل 279 العام الذي سبقه.
وقال لارسن ان قرار اللجنة الدولية للصليب الاحمر لا يشمل سوى الخيام ومعدات الايواء، مؤكدا ان المنظمة “ستواصل توزيع المساعدات بعد هدم المنازل بما في ذلك مستلزمات النظافة واواني المطبخ والفرش”.
وتأكيدا على تكرر المشكلة التي تثير قلق اللجنة الدولية، قال لارسن انه خلال 16 مهمة لمساعدة النازحين، تدخلت السلطات الاسرائيلية ست مرات في “تدمير او منع″ توزيع مساعدات لحوالى مئتي شخص.
وقالت مصادر حقوقية محلية ان قيام الصليب الاحمر باتخاذ قرار مماثل هو امر نادر للغاية.
واوضح البيان نفسه ان عمليات الهدم التي نفذتها السلطات الاسرائيلية والتي كانت حصة غور الاردن منها اكثر من النصف، بلغت اعلى مستوى لها منذ خمس سنوات واستفحلت بشكل خاص منذ استئناف المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية في نهاية تموز/يوليو.
واضاف انه منذ استئناف المفاوضات في تموز/يوليو الماضي زادت “عمليات الهدم بنسبة 43% واعداد النازحين بنسبة 74%”.
ووقعت حادثة في ايلول/سبتمبر الماضي بين دبلوماسيين اوروبيين والجيش الاسرائيلي خلال عملية مصادرة خيم ومساعدات انسانية موجهة الى فلسطينيين هدمت منازلهم في المنطقة.
وكان منسق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في الاراضي الفلسطينية المحتلة جيمس رولي انتقد في نهاية كانون الثاني/يناير هدم اسرائيل 36 مبنى فلسطينيا في غور الاردن داعيا الى الوقف الفوري لاعمال الهدم في الاراضي الفلسطينية.