دعا الشيخ الدكتور…
دعا الشيخ الدكتور سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام إلى التثبت من الأخبار قبل تصديقها وإذاعتها، مشيرا إلى خطورة الأخبار الكاذبة على المجتمع.
وأشار الشريم في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام إلى أن العجلة من طبيعة الإنسان، وتلا قوله تعالى “خلق الانسان من عجل” وقوله جل ّ جلاله “وكان الإنسان عجولا”.
وقال الشريم إن العجلة في تلقي الشائعات ما هو إلاّ ستار يوارون به تفريطهم المعيب
والتواء يعلّق القلب بالريب، ولا يجلب الا معرة، وتلا قوله تعالى” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين “
وقال إن هناك من يريد التشويش وإثارة البلبلة لمآرب سياسية أو فكرية وحاجات في صدورهم، ليتفرق الصف، وتنزع الثقة.
وأضاف أن المجتمع الجاد هو الذي لا يعير اهتماما للاعلام والأخبار الكاذبة أما المجتمع البليد – حسب الشريم – فهو الذي يقطع أوقات فراغه بما لا يفيد وهو مجتمع لن يشيّد معرفة ، ولن يستطيع حمل الأثقال قي المصاعب.
وقال الشريم إن النبي محمد صلوات الله عليه حذّر من : قيل وقال وكثرة السؤال، وإضاعة المال
وتلا الشريم قوله تعالى في سورة النساء “وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم”.
وحذّر الشريم المسلمين ألا يجعلوا آذانهم كالأقماع، وألاّ يتلقوا أي خبر دون تثبت، مشيرا إلى أن الخبر أول ما يحتاج فيه هو معرفة صدقه من كذبه، ولا ننزله في غير ما هو له .
وألا ينقلوا من مواقع التواصل دون تثبت، مذكّرا بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسل “من كذب عليّ متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار” وتساءل الشريم :هل يعي الاعلام خطورة ذلك، مشيرا إلى أن المرء محاسب بكل ما ينطق به لسانه ، أو يخطّه بنانه وتلا قوله تعالى “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد” ودعا الشريم إلى التثبت في نقل الأخبار قبل نقلها ، مراعاة للخطورة البالغة للأخبار الكاذبة على دين الناس وعقولهم وأعراضهم ودمائهم.
مشيرا إلى أن الخبر يؤثّر في القضاء والحكم، مشيرا إلى أنه: كم من خبر كاذب أدخل سجنا، وطلق زوجة من زوجها، وروّع أقواما وأفلس آخرين ، وقال الشريم: إن التعامل مع الأخبار يجب أن تتوافر فيه شرطان: العلم، العدل، وذكّر الشريم بقول الشاعر القديم: وما آفة الأخبار إلا رواتها.