رئيس حكومة الائتلاف السوري المعارض أحمد طعمة يقول في مقابلة مع بي بي سي العربية: لو استطعنا أن نهزم النظام السوري في الميدان لما قبلنا التفاوض، وسيحاسب النظام أمام محكمة الجنايات الدولية ولو بعد حين….
قال أحمد طعمة، رئيس حكومة الائتلاف السوري المعارض، في مقابلة خاصة مع بي بي سي إن هدف التفاوض مع النظام السوري هو الوصول إلى حل سلمي سياسي عادل يضمن كرامة الشعب السوري، مضيفًا: "لو استطعنا أن نهزمهم في الميدان لما وقفنا، ولما وصلنا إلى هذه النقطة، ولكن مع الاسف فإن المجتمع الدولي خذل الشعب العربي السوري ولم يقدم له ما يحتاجه من مساعدات ومعونات لحسم المعركة من أجل الكرامة والحرية".
وبشأن تقدم مسار المفاوضات الجارية في جنيف، أشار طعمة بأن الوفد المفاوض حصل في الجولة الأولى من المفاوضات على الكثير مؤكداً حصولهم على " أكثر مما توقعنا".
وردا على سؤال عن قدرة حكومة الائتلاف المعارضة على إقناع والزام الجبهة الإسلامية بأي قرارات قد تخرج من مفاوضات جنيف، أوضح طعمة "في حال تم الوصول إلى اتفاق عادل وحل سياسي يضمن كرامة الشعب السوري ورحيل نظام بشار الأسد فلن تقف أي قوة في سوريا ضدنا ابداً".
ونفى طعمة مناقشة موضوع التفاهمات على شكل هيئة الحكم الانتقالي مع الجانب الروسي، لكنه أكد "من خلال المفاوضات في جنيف سوف يتم التطرق إلى كل هذه النقاط".
ورداً على سؤال يتعلق بالمساعدات الإنسانية ودخولها إلى مدينة حمص، أشار طعمة بأن النظام السوري لا يريد أن يُدخل المساعدات وبدأ بطرح بدائل منها إخراج النساء والشيوخ من حمص ليقوموا بتفتيشهم واعتقالهم وتعذيبهم وتشريدهم أو أن يقوم المقاتلون بتسليم أنفسهم.
وفي السياق ذاته، توعد طعمة النظام السوري قائلاً: "هم ما يزالون يعتقدون أنهم نظام شرعي ويجوز لهم الحكم ولا ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم مجرمين، سوف يحاسبون أمام محكمة الجنايات الدولية ولو بعد حين".
واليكم مقتطفات من المقابلة التي ستبث كاملة على شاشة بي بي سي العربية ضمن برنامج (بلا قيود) تقديم ملاك جعفر يوم الأحد المقبل 9 فبراير، 2014 الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش.
التفاهم مع موسكو
* هل تفاهمتم مع الروس على شكل هيئة الحكم الانتقالي هذه؟ وهل استمزجتم الأسماء التي يمكن أن يقبل بها الروس والنظام السوري وتكون مقبولة من قبلكم من أجل تشكيل هذه الهيئة؟
– لم يتم الحديث عن هذه النقاط بعد ولكننا كما أعتقد من خلال المفاوضات في جنيف سوف نصل إلى كل هذه النقاط، هل تعتقدين أنه بعد فترة وعندما يتم التوقيع على تشكيل جسم الحكم الانتقالي كامل الصلاحيات لن ندخل في التفصيلات؟ بل أننا سوف ندخل في تفصيلات معمقة ومعقدة تبدأ بشكل هذا الحكم وكيفية تشكيله. ثم إن هناك مفاصل حيوية يحتاجها ويريدها الشعب السوري كما يريد أن يعرف إلى أين ستؤول الأمور. مثلا كيف سيكون تشكيل الجيش العربي السوري مستقبلا وهل سيبقى بصيغته الحالية حيث كل الأعضاء فيه هم من أنصار النظام؟ هذا بالتأكيد لن يحصل. أيضا كيف ستكون اجهزة الأمن وكيف ستكون الأجهزة الإدارية وكيف ستكون الجامعات وكيف ستكون مؤسسات الدولة كلها وكيف ستكون المؤسسات الاقتصادية.. . لقد أعد الأخوة في الائتلاف قوائم بأسماء الأشخاص الذين من المستحيل أن نتقبلهم واشخاص في القائمة الرمادية يمكن أن ينظر إلى التعامل معهم، وهناك أشخاص لم تتلطخ أيديهم بالدماء وقد أثبتوا في عملهم في الحياة العامة أن انتمائهم للوطن أكبر بكثير من انتمائهم لهذا النظام.
التوافق مع الجبهة الإسلامية
* معنى ذلك أنكم قادرون على اقناع الجبهة الإسلامية تحديداً بأي قرارات تخرج من جنيف فيما لو خرج أي شيء منه؟
– ثقي تماماً إذا استطعنا في جنيف2 أن نخرج باتفاق عادل وحل سياسي يضمن كرامة الشعب السوري ورحيل نظام بشار الأسد فلن تقف أي قوة في سوريا ضدنا ابداً. الكل متفق ومنذ اللحظة الأولى في الثورة السورية على أننا نريد طريق الخلاص والخلاص من هذا النظام المستبد الذي مكث فوق قلوبنا منذ من خمسين عاماً وعندما نحصل على هذه النتيجة فإن الكل سوف ينظر بإيجابية الى هذه النقطة ونبدأ بمشروعنا الديمقراطي الذي يتيح لجميع الفرقاء والأطياف بأن تقول ما تريد وبأن تدافع عن وجهة نظرها وبأن تكون لها المؤسسات الديمقراطية التي تستطيع من خلالها إقناع الشعب بمشروعها.
التفاوض مع النظام السوري:
* تذهبون إلى جولة ثانية من مفاوضات جنيف وعملياً ما تحقق في الجولة الأولى هو صفر؟ فبأي ذهنية تذهبون الآن؟
– كما تعلمين أن وفدنا المفاوض قد ذهب إلى جنيف وفي ذهنه أنه سوف يواجه من الصعوبات الكثير الكثير ولم نكن نتوقع في الجولة الأولى أن نحصل على أكثر مما حصلنا عليه لا بل أزعم باننا حصلنا على أكثر مما توقعنا. نحن في البداية ذهبنا إلى معركة سياسية كبرى ليست أقل ضراوة من المعركة التي يخوضها الشعب السوري في الميدان. منذ البداية كان واضحاً أن النظام يريد أن يتحايل على النصوص وأن ينطقها أشياء ليست في وهي نصوص غير قابلة للتأويل على الاطلاق.
* أعطني مثالاً على ذلك، تقولون تعنت النظام ومراوغة، مثل ماذا؟
اتهم طعمة النظام الحاكم في سوريا بأنه لا يريد أدخال المساعدات الى حمص.
– ما رأيك عندما يقول النظام أن هؤلاء المحاصرين في مدينة حمص لا يمكن بأي شكل من الأشكال ألا أن يعاملوا معاملة الارهابيين ولا يناقش أو يحدث نفسه بأنه هو صاحب الإرهاب الأكبر ولا يناقش نفسه بأنه هو من يلقي البراميل والمتفجرات مباشرة.
* إن موضوع المساعدات الإنسانية ودخولها إلى حمص، وهذا طرح في المفاوضات، ونعتقد أنه كان اتفاق ما بين الأمم المتحدة والنظام مباشرة ولا علاقة للائتلاف به وبالتالي لماذا تحول إلى نقطة عرقلة على طاولة المفاوضات؟
– لأن النظام لا يريد أن يدخل المساعدات وبدأ يطرح بدلاً عن ذلك إما أن يخرج النساء والشيوخ إلى خارج حمص أن يقوموا بتفتيشهم واعتقالهم وتعذيبهم وتشريدهم أو أن يقوم المقاتلون بتسليم انفسهم. هذا غير منطقي، بعد كل الإجرام ثم يطرحون هذه النقاط، المشكلة الكبرى هم ما يزالون يعتقدون أنهم نظام شرعي ويجوز له الحكم ولا ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم مجرمين سوف يحاسبوا أمام محكمة الجنايات الدولية ولو بعد حين.
* لماذا تتفاوضون معهم اذا؟
ج: نحن نتفاوض معهم لأننا نريد أن نصل إلى حل سلمي عادل، حل سياسي يضمن كرامة الشعب السوري، فلو استطعنا أن نهزمهم في الميدان لما وقفنا ولما وصلنا إلى هذه النقطة ولكن مع الاسف فإن المجتمع الدولي خذل الشعب العربي السوري ولم يقدم له ما يحتاجه من مساعدات ومعونات لحسم المعركة من أجل الكرامة والحرية.