رأت صحيفة “جارديان” البريطانية أن المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع يخاطر بفقدان شعبيته بسرعة كبيرة إذا لم يجد حلولاً سريعة للمشكلات العديدة في البلاد، لأنه لا يوجد ضمان لدعم العديد من قطاعات المجتمع للوزير الذي أثبت تقلبه مؤخرًا.
وأشارت إلى أن محللين حذروا باستمرار من صعوبة تحديد مشاعر الرأي العام في مصر، لافتة أن التصويت بنسبة تجاوزت 98 ٪ على الدستور الجديد يعد علامة دعم قوية للسيسي، لكن في الوقت ذاته تبدو نسبة المشاركة التي بلغت 38.6 ٪ بالماضي أقل من المتوقع بالنسبة للسيسي.
في نفس الإطار، وصفت “لوس انجلوس تايمز” الأمريكية تأكيدات الجيش المصري اليوم على عدم حسم المشير السيسي مسألة ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بأنه “قصة” متوافقة مع نوايا السيسي التي أزاح عنها الستار.
ورأت أن تلميحات السيسي باتت واضحة بشكل أقوى من أي وقت مضى، موضحة أن المشير تخلى منصبه كوزير للدفاع قبل الإعلان الرسمي للترشح للرئاسة، في الوقت الذي ظهرت فيه اتجاهات بإجراء تعديل وزاري وشيك.
وأضافت أن “حملة ترشيح السيسي بدأت بشكل غير رسمي منذ فترة طويلة من خلال الملصقات التي انتشرت في جميع أنحاء القاهرة، إضافة لما حدث الأسبوع الماضي عندما حث المجلس العسكري المشير علنًا للترشح للرئاسة بعد ساعات من ترقيته”، موضحة أن الجيش المصري لديه تقليد بمنح رتبة “مشير” لكبار القادة كنوع من الترقية قبل التقاعد.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاحتفال بذكرى ثورة 25 يناير تحول إلى تأييد رسمي ضخم للمشير، لدرجة أن الرئيس السابق حسني مبارك الذي تتم محاكمته حاليًا أبدى إعجابه بالسيسي، كما أن الابتهاج بعزل محمد مرسي يوليو الماضي تحول سريعًا إلى عبادة وزير الدفاع.
وأردفت الصحيفة قائلة إن ترشح السيسي وفوزه المؤكد تقريبًا من شأنه أن يعود بالبلاد لعقود طويلة ليفرض تقليدًا قديمًا يقضي بتولي العسكريين منصب الحاكم في مصر، موضحة أن الحكومة المؤقتة سعت لتبديد أي فكرة تؤكد انحرافها عن المسار الديمقراطي الذي وعدت به، مبرزة تصريحات للرئيس المؤقت عدلي منصور هذا الأسبوع قال فيها إن “أسطورة الرئيس الفرعون قد انتهت”.
كما رأت أن الإعجاب بالسيسي يمتلك جذورًا متعمقة بالخوف جزئيًا، فمع التمرد الإسلامي المنتشر سريعًاً في شبه جزيرة سيناء والمنتقل لقلب المدن بما في ذلك العاصمة، يعتقد العديد من المصريين أن السيسي هو الوحيد الذي يمكن أن يوفر الاستقرار والأمن، موضحة أن المشير سيخوض الانتخابات في ظل معارضة ضعيفة.