حفلت مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الأردنية بتغريدات وتقارير ساخرة انتقدت نائبا في مجلس النواب احتفل على “طريقته الخاصة” بعيد ميلاد الملك عبدالله الثاني.
وكان النائب أمجد المسلماني فاجىء مجلس النواب في جلسته يوم الأحد الماضي (2/2/2014) بجلب كعكة “كيكة” وبالونات الى تحت القبة البرلمانية وأضاء شموعاً محتفلا مع عدد من الاعضاء بعيد ميلاد الملك.
وكتبت معلقة على موقع الكتروني أردني: في البدء.. أشعر بخيبة أمل منقطعة النظير.. وأجزم، استهلالاً، أن حزناً وطنياً يغمرني على الصعيدين الشخصي والجمعي معاً، ويراودني عنصرا الشفقة والغيرة معاً، وعلى نحو يصعب معه التمييز بينهما، وأنا أتابع مناظر ومشاهد أحداث “تحت القبة”.
مقدمة فلسفية، كمدخل لما أود الكتابة عنه.. وأخترتُ أن “أتفلسف” توافقاً مع كثير من “الفلسفات” التي نشهدها كل يوم.. ومعظمها فارغة، وأفرغ من “الجوز الفارغ”… وزيادة عن اللازم..!!
وأضافت المعلقة على موقع (تصوير نيوز): لغايات جلب الانتباه، أو لغايات في النفس، والله أعلم ما في النفوس.. ربما تكون المقاصد نبيلة.. شهدنا اليوم الأحد، وهنا نؤرخ حفظاً لأوراق التاريخ.. شهدنا “صرعة” جديدة جلبت الانتباه، وأخذت حيزاً من التغطية الإعلامية.. لذا لا بد من نقاشها والخوض في مضامينها..
الموضوع، قيد الكتابة، وقيد النقد، ليس أكثر من مثال حي على ما يحدث، ونؤكد أنه لا يعنينا اسم أي شخص، بقدر ما يعنينا السلوك وانعكاسه على واقع أليم ومرير..
الملك لا يريد
وتابعت: كلنا نحب الملك وفي مقدمتنا النائب المسلماني.. ولكن يبدو أنه فاته، أو فات مَن أشار عليه، أن حب الملك لا يكون بـ “التورتة” ولا بإضاءة الشموع، ونقطع يقيناً أن الملك شخصياً لا يريد من المسلماني ولا مِن غيره أن يغنوا “هابي بيرث دي تو يو”… والأردنيون كذلك لا يريدون هذا كما لا يريدون أيضاَ هكذا نواب..
وأضافت المعلقة التي حملت اسم (الحجة زريفة): الملك ومن خلفه كل الأردنيون.. يريدون نواب أمة ووطن.. نواباً يُمثّلون الناس خير تمثيل ويحملون هَمّ الأردن والأردنيين في ضميرهم ووجدانهم.. لا نواب يحملون “تورتة” بين أيديهم..
وقالت: يا مسلماني.. وليس المقصود شخصك.. حتماً أنك سمعت (إن لم تكن تحفظ) الأغنية التي تقول “الوطن بده سواعد بده رجال اللي تبني”.. وفهمك كفاية
وتضيف:”حلو كثير، أو كتير، كله ماشي.. وجميل جداً هو التعبير عن حبنا للملك وولائنا لعرشه.. ولا نُصادر على أحدٍ حقه في وسائل تعبيره عن فرحه وآليات احتفاله… ولكن…
وتابعت “نقول أن لكل مقام مقال.. والمقام هنا يستدعي طرح سؤال: هل يجوز لأي نائب آخر يريد أن يحتفل هو الآخر بأي مناسبة وطنية أن يقوم بـ “وصلة دحية” تحت القبة..؟! سؤال جائز ومشروع، طالما أن السلوك وارد التطبيق..
سابقة غير معهودة
من جهته، قال موقع (الوقائع): في سابقة غير معهودة فوجئ الأحد أعضاء وموظفو مجلس النواب بالنائب أمجد المسلماني حاملاً قالباً من ‘ الجاتوه’ داخلاً الى ساحة مجلس النواب في مشهد أثار الاستغراب من الجميع.
واضاف: تصرف المسلماني اثار جملة من الانتقادات في الوسط النيابي والاعلام وموظفي المجلس والنواب الذين التفوا حول المسلماني وهو متجه إلى القبة ليحتفل بعيد ميلاد الملك عبدالله الثاني.
واستهجنت عضو مجلس نواب، فضلت عدم ذكر اسمها، وبشدة ما قام به النائب المسلماني، مشيرة الى ان القبة مكان رسمي ويجب التعامل معه برسمية جادة، متمنية على نواب المجلس عدم تحويل القبة الى مكان للاحتفالات.
وانتقدت النائب الطريقة التي احتفل فيها المسلماني بعيد ميلاد الملك، مبينة ان الملك ليس بشخص عادي نحتفل بعيده ‘بتورتة’ كأي شخص آخر؛ فللملك رمزية يجب الحفاظ عليها وأن الاحتفال بعيد الملك يكون بالعمل الجاد والدؤوب وليس بـ’التورتة’.
“لزاقيات”
من جهة اخرى افادت مصادر نيابية مطلعة ان احد النواب احتفل ايضاً بعيد ميلاد الملك بطريقة اخرى وذلك بإحضار(اللزاقيات) المخبوزة عالصاج وهي اكلة اردنية شعبية بالزبدة البلدي والسكر وتقدم كحلويات او وجبة غذائية، قبل ان يقوم بتوزيعها على زملائه النواب المتواجدين.
من جانبه استهجن النائب عدنان الفراجات تصرف زملائه المسلماني وموزع “اللازقيات” مشيراً الى ان قبة البرلمان مكان غير مناسب اطلاقا لاقامة احتفالات بهذه المناسبة وغيرها من الاعياد.
ووصف النائب أمجد آل خطاب تصرف النائب المسلماني بالاجتهاد الشخصي مفضلاً عدم اقامته تحت القبة، مبيناً انه لو عقد الاحتفال بعيد الملك بموقع غير القبة للقي استحسان كبير بعكس القبة
وأوضح النائب علي الخلايلة ان قيام المسلماني بإحضار ‘جاتوه’ تحت القبة احتفالاً بعيد ميلاد الملك هو اجتهاد غير موفق، فليس مكانها تحت القبة.
وصنف النائب محمد البدري اجتهاد النائب المسلماني بأنه يقع في باب المزاودة على حب الملك والوطن، مؤكداً انها ليس بهذه الطريقة نحتفل بعيد ميلاد الملك؛ فميلاد الملك يحتفل به بالتشريع والرقابة والعمل على اجتثاث الفساد من جذوره لا بإحضار الـ’جاتوه’ .