بعد مضي حوالي ثلاث سنوات على اندلاع الاحتجاجات الشعبية في البحرين تزامنا مع الربيع العربي، انتقلت التطاحنات الطائفية بين الموالين للسلطة والمعارضين لها من المظاهرات والوقفات الاحتجاجية في شوارع المنامة إلى الشبكات الاجتماعية.
وقد وفر الموقع الاجتماعي “تويتر” منبرا لكل الأصوات سواء المعارضة أو الموالية للنظام الملكي، وتحولت المطالب السياسية إلى ما يشبه حرب بين الشيعة والسنة.
ويقود مغردون من الطائفتين معا معارك افتراضية على تويتر إما للدعوة إلى إسقاط النظام أو للتعبير عن الولاء للملك.
وفي الوقت الذي لا يزال هاشتاغ #يسقط_حمد ساحة للمعارضين الشيعة، انطلق في الأيام الأخيرة هاشتاغ جديد موال للأسرة الحاكمة يحمل اسم #ثقتنا_في_الخليفة.
وقال مطلق الهاشتاغ ظافر الزياني إن الحملة تعبر عن “ثقتنا في آل خليفة. ونحن كشعب بحريني يثق في العائلة الحاكمة ثقة مطلقة”، مضيفا لموقع “راديو سوا” أن “الثقة معناها واحد وهو ثقة الشعب في قيادته”.
من جهة أخرى، اتهمه أحد المغردين (عرين المستضعفين) بـ”التزلف للعائلة الحاكمة ومحاولة تبييض صفحة انتهاكاتها تجاه الأغلبية الشيعية”.
وقال لموقع “راديو سوا” إن هاشتاغ #ثقتنا_في_الخليفة “أخرجه رجل يدعى ظافر الزياني موال حد النخاع للنظام”.
وأضاف أن الهاشتاغ “لا يعكس رغبة الشارع البحريني، الذي يناضل من أجل تحقيق العدالة والمساواة والديموقراطية ولا يتفق مع دكتاتورية النظام الحاكم”.
غير أن الزياني يؤكد أن “الهاشتاغ هو صوت الشعب للعالم بأن الارتباط بين الشعب وقيادته كارتباط الروح بالجسد”، مشيرا إلى أن الدليل على ما يقول هو “النجاح الذي حظي به الهاشتاغ، إذا حقق المرتبة الـ51 ضمن الهاشتاغات الأكثر انتشارا في العالم”.
وردا على الاتهامات التي تلمح إلى أيدي المخابرات البحرينية في الحملة على تويتر، قال الزياني إن “أكثر المشاركين بالهاشتاغ بحرينيون. قمنا بحملة ميدانية بالمجالس والمقاهي لدعم الهاشتاغ. ومن قال إن أغلب المشاركين من أميركا أو بلدان أخرى فهو كاذب”.
المعارضة.. ضحية آل خليفة أم أداة بيد طهران؟
وفي استطلاع للرأي لا يزال جاريا على موقع “راديو سوا” اعتبر حوالي 51 في المئة من المستطلعة آراؤهم أن المعارضة البحرينية هي “أداة بيد حكام طهران”، فيما اعتبر حوالي 49 في المئة أن المعارضة البحرينية هي “ضحية نظام آل خليفة”.
وقال القيادي في جمعية الوفاق عبده علي محمد “لم تعد تهمة التخابر مع طهران ولا تلقي التدريب من الحرس الثوري الإيراني تكفي لقمع المعارضة. هذه المرة قرروا استدعاء الأمين العام (لـ”الوفاق” الشيخ علي سلمان) وهي محاولة لكسر معنوياته”.
وأضاف “إيران تحولت إلى شماعة يعلق عليها النظام همومه ومشاكله. لا نحتاج إلى تدريب على السلاح ولا نحتاج إلى العنف. نحن من دعاة اللاعنف وهو السبيل الوحيد للوصول إلى مطالب ستتحقق يوما”.
من جانب آخر، هاجمت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب، في مقابلة مع موقع “راديو سوا”، المعارضين، قائلة إن “التيار الشيعي يستهدف المنطقة بالفوضى والحروب الطائفية والفتن وتمزيق النسيج الوطني”، واصفة إياه بـ”التيار الموالي لولاية الفقيه”.
سوا