أسوأ ما يمكن أن يحدث للصحفي في مصر هذه الأيام هو قيامه بانتقاد وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي، هكذا خلصت الإذاعة الألمانية (دويتشه فيله) في تقرير لها حول الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في مصر حاليًا.
وضربت مثلاً بمنع إصدار صحيفة “الشروق” بسبب مقالة للكاتب بلال فضل، تطرق فيها إلى السيسي وإلى علاقة القادة العسكريين بالسياسة، على حد قولها.
وقالت إن “من يتابع الدعاية المكثفة التي يقوم بها الإعلام الرسمي للسيسي يمكنه التأكد من أن فوز هذا الأخير بمنصب الرئاسة في حالة ترشيحه، مسألة شبه محسومة”.
وسلط التقرير الضوء على معاناة الصحفي الأسترالي بيتر جريست، الحائز على جائزة “المراسل الأجنبي من شرق أفريقيا” والمحتجز في أحد سجون القاهرة منذ أكثر من شهر، بعد اعتقاله وزميله محمد فهمي في 29 ديسمبر الماضي.
وأظهر أحد مقاطع الفيديو المنشور مؤخرًا كيف تم استجواب الصحفيين دون محاميه، إذ استمر الاستجواب ما يقرب من 20 دقيقة، أجاب الصحفيان خلالها على أسئلة مثل “لماذا كانت معك كاميرا؟”.
ويبدو فهمي هادئًا خلال أجوبته ويوضح أن كل ما كان بحوزته هو ملك لقناة الجزيرة وأنه يقوم بالتصوير في الشارع ثم يقوم لاحقًا بعمل المونتاج في غرفته. وجهت السلطات المصرية لجريست ولمجموعة من زملائه تهمة دعم الإرهاب.
وأشارت الإذاعة الألمانية إلى أن صحفيي قناة “الجزيرة” و”الجزيرة مباشر” يواجهان في مصر حملة قوية من طرف السلطات المصرية، إذ من المنتظر أن تبدأ محاكمة 20 من العاملين بالقناة، بينهم أربعة أجانب، بتهم تتعلق بما تسميه السلطات المصرية دعم جماعة إرهابية والإضرار بالأمن الوطني.
ونقلت في هذا الإطار مراسل عمل لشبكة الجزيرة الإخبارية حتى نهاية العام الماضي إن السلطات المصرية دعت لتعقب الصحفيين المستقلين وأضاف المراسل الذي فضل عدم ذكر اسمه:”الرسالة واضحة: تليفزيون الدولة فقط هو من له الحق في عرض رؤيته للأحداث وعلى الجميع الالتزام بالتغطية التي يحددها تليفزيون الدولة”.
وأضافت أنه “بسبب قانون مكافحة الإرهاب الصادر العام الماضي، أصبح عمل الصحفيين المستقلين وعرض كافة أوجه الصراع السياسي أمرا شبه مستحيل. فمجرد إجراء حوار مع أحد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي قد يتم تصنيفه كعمل إرهابي في بعض الحالات”.
وأشارت إلى أنه في الوقت نفسه يصب الإعلام المحلي الزيت على النار إذ يصدر دائما فكرة عامة تضع الصحفيين الأجانب كلهم في دائرة الاتهام بالتجسس.